قررت منظمة المؤتمر الإسلامي تأجيل انعقاد الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، الذي كان مقررًا عقده بمنتجع شرم الشيخ في 15 مارس المقبل, بسبب تطورات الوضع في مصر. وأعربت الوفود المشاركة في اجتماع كبار الموظفين التحضيري لدورة الانعقاد هذه عن تفهمها لقرار تأجيل موعد انعقادها، نظرًا للظروف التي تمر بها مصر، على أن يتم تحديد الموعد من قبل مصر وبالتنسيق مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك وفقًا لتطورات الأوضاع لديها. وأعرب الاجتماع، الذي عُقد في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي يوم السبت 12 فبراير عن الثقة الكبيرة بنجاح القمة المقبلة وفاعليتها بصورة تعكس قدرة مصر وإمكانات مؤسساتها الراسخة. وفي سياق ذلك، عبر المجتمعون عن تقديرهم واعتزازهم بالشعب المصري، معربين عن أمانيهم بأن تدفع التطورات التي تشهدها مصر إلى التقدم المنشود، ولكل ما فيه مصلحة الشعب المصري. وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، أن العالم الإسلامي بات يشهد تحولات تاريخية تجري في عدد من بلدانه، مؤكداً أن معالجة هذه التحولات تتطلب قدراً عالياً من الحكمة والرؤية الثاقبة. وأعرب عن تهانيه إلى الشعب المصري "في هذه اللحظات التاريخية الفارقة" لانتصار إرادته وخياراته الوطنية، متمنياً له تحقيق كل ما يصبو إليه من تقدم وازدهار. وأكد أن المنظمة لن تدخر جهدًا في وضع جميع إمكانياتها لدعم الإخوة في مصر وتونس لمواجهة تحديات المرحلة القادمة. وأوضح أن ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي ينص في مبادئه الأساسية على هذه القيم، إضافة إلى برنامج العمل العشري الذي يُعد سبّاقًا إلى لفت انتباه الدول الأعضاء لما يواجهه العالم الإسلامي من تحديات سياسية. وأشار الأمين العام للمنظمة إلى ما عَبَرت به تونس من أزمة مشابهة تم تجاوزها بسلام، وذلك بجهود وقدرات وتضحيات شعبها العظيم، لافتاً إلى أن ذلك يؤكد الحاجة الماسة إلى ضرورة التسريع في عملية تجسيد طموحات الشعوب في الحكم الرشيد وسيادة القانون وتعزيز حقوق الإنسان وتوسيع نطاق المشاركة السياسية والتنمية الشاملة.