اعتبرت "الجماعة الإسلامية" قرار الرئيس حسني مبارك بالتنحي عن السلطة وتسليمه جميع سلطاته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة "خطوة إيجابية في الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة الأخيرة التي استحكمت في مصر، وإن رأت أن هذه الخطوة تأخرت كثيرًا، رغم مطالبة الشعب المصري بها مرارًا وتكرارًا. ودعت الجماعة في بيان أصدرته عقب الإعلان عن تنحي الرئيس مبارك، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن يبادر إلى إجراء حوار وطني جاد مع كافة القوى السياسية وممثلي المتظاهرين دون إقصاء. وقالت الجماعة في بيانها الذي جاء تحت "فجر جديد يطل على مصر"، إنها تشيد بالدور الوطني للمؤسسة العسكرية المصرية للحفاظ على استقرار البلاد ورعاية مصالح الشعب المصري. وأكدت في الوقت ذاته أنها تشد على أيدي المتظاهرين بميدان التحرير وغيره من ميادين مصر، "الذين سطروا أروع ملحمة لتحقيق مطالب الشعب المصري العادلة والتعبير عن أشواقه المشروعة للحرية والعدالة والمساواة". يشار إلى أن "الجماعة الإسلامية" كانت قد دخلت في مصادمات عنيفة مع نظام مبارك لسنوات، لكنها تراجعت عن العنف عقب مبادرتها الشهيرة عقب حادث الأقصر في عام 1997، وبموجب ذلك تم الإفراج عن معظم قيادات وأعضاء الجماعة بالسجون، شريطة عدم العمل بالسياسة. وعلى الرغم من تعاطيها الحذر مع السياسة إلا أن الجماعة طرحت مبادرة بهدف الخروج من أسوأ أزمة تشهدها مصر منذ 30 عامًا، تضمنت الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في أغسطس المقبل، بعد أن يتنازل الرئيس حسني مبارك عن صلاحياته لنائبه اللواء عمر سليمان، في عيد ميلاده الثالث والثمانين في مايو المقبل. وقالت الجماعة إن طرحها يأتي كحل للخروج من المأزق الراهن، وتفادي الدخول في أزمة دستورية، مع استمرار رفض الرئيس مبارك الاستجابة للدعوات بالتنحي عن منصبه، وإصراره على استكمال الشهور المتبقية من فترة ولايته، بعد أن تعهد بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر.