ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه بعد 6 أشهر من محادثات السلام والتي هيمنت عليها المناقشات حول الأمن .. اقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن تتمركز قوات تابعة لحلف شمال الأطلنطي "الناتو" إلى أجل غير مسمى في دولة فلسطين المستقبلية وعلى جميع المعابر وداخل القدس. وقال عباس في حوار خاص مع نيويورك تايمز بمقره في رام الله بالضفة الغربية أنه يمكن للقوات الإسرئايلية أن تبقى في فلسطين المستقبلية لمدة خمس سنوات -وليس ثلاث كما ذكر سابقا- وان المستوطنات الإسرائيلية يجب إزالتها من الدولة الفلسطينية في جدول زمني بنفس المدة .. موضحا أن فلسطين لن يكون لها جيش خاص - بل مجرد قوات شرطية - وبالتالي فإن منع تهريب الأسلحة ووقف الهجمات المسلحة التي تخاف منها إسرائيل سيكون مسئولية الناتو. وقال الرئيس الفلسطيني أن بعثة حلف الناتو المتصورة يمكن أن تبقى لفترة طويلة في أي مكان تريده ليس فقط في على الحدود الشرقية ولكن أيضا الحدود الغربية وفي كل مكان " مضيفا بأن " هذا الطرف الثالث يمكن أن يبقى لطمأنة الإسرائيليين وحمايتنا". وتابع عباس في حواره مع الصحيفة "إننا سنكون دولة منزوعة السلاح" متسائلا "هل يعتقد أننا موهومون بأننا يمكن ان نكون في أمان إذا كان الإسرائيليون لا يشعرون بالأمان ؟". ولفتت الصحيفة إلى أن المقابلة، التي هي أمر نادر أني يجريه الزعيم الفلسطيني مع مؤسسة إخبارية غربية، كانت خطابه الأكثر صراحة حتى الآن بشأن الترتيبات الأمنية، والذي يؤكد على الثغرات الكبيرة العالقة بين الجانبين. حيث تصر إسرائيل على وجود عسكري طويل المدى في وادي الأردن و أن تحدد هي توقيت وظروف انسحاب قواتها. وأشارت الصحيفة إلى ان اقتراح عباس يأتي في مرحلة حساسة من المفاوضات التي تتم بوساطة أمريكية.حيث يستعد كيري إلى تقديم إطار من المبادئ الأساسية لاتفاق السلام ، تشمل خطة أمنية، وحدود تتفق تقريبا مع حدود 1967، واعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية والقدس كعاصمة مشتركة. وحول خصوصية الإطار الزمني للمفاوضات، وكيف أن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء لديهم تحفظات حول ذلك الأمر،قال الصحيفة أن هذا الامر من المحتمل أن يحدد ما إذا كانت المحادثات ستستمر بعد انتهاء المدة المحددة 29 إبريل المقبل. وأحد الاحتمالات ، وفقا لعدة أشخاص تشارك في هذه العملية، هو توسيع نطاق المفاوضات خلال عام 2014 ، مع موافقة إسرائيل على تجميد بناء المستوطنات في المناطق المخطط لها لتصبح جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، مع عدول عباس عن محاولات الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية وهيئات الأممالمتحدة - تلك الخطوات التي تعارضها إسرائيل والولايات المتحدة بشدة. وقال عباس " إنه ليس تاريخا مقدسا .. لنفترض أننا توصلنا بنهاية التسعة أشهر إلى شيء واعد. هل يجب علي أن أتوقف؟ أنا لن أتوقف.و إذا لم يتم التوصل إلى شيء بعد تسعة أشهر فإننا سوف نتوقف". وأشارت الصحيفة إلى أن عباس تنصل نوعا ما من لإطار الذي قدمه كيري ، قائلا: " له الحق في أن يفعل ما يشاء ، وفي النهاية لنا الحق في أن نقول ما نريد. " واعتبرت كلمات عباس ترديدا لمقولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي بأن " إسرائيل ليست ملزمة بالموافقة على كل ما تعرضه أمريكا". وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 78 عاما بدا ، خلال المقابلة ، في حالة استرخاء وثقة، وإن لم يكن شديد التفاؤل، وقالت أنه استعرض سياسته بشيء من الفكاهة. وحول مسألة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية قال عباس أن " هذا ليس واردا "، مشيرا إلى أن الأردن ومصر لم يطلب منهما ذات الأمر عندما وقعتا معاهدات سلام مع إسرائيل. وقدم رزمة من 28 صفحة تمتوزيعها على نطاق واسع تشمل خطابا يعود تاريخه لعام 1948 - وموقع من الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان - وتم فيها شطب مصطلح " الدولة اليهودية " و الاستعاضة عنه بعبارة " دولة إسرائيل "؛ و بيانات لمؤسس إسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن جوريون، و ورقة عن إدوين مونتاجو، العضو اليهودي في مجلس الوزراء البريطاني الذي عارض وعد بلفور 1917 - الذي شجع إقامة "وطن قومي للشعب اليهودي " في فلسطين. وقال عباس أنه يقاوم ضغوطا للانضمام الى هيئات الأممالمتحدة من الشارع الفلسطيني وقيادته - بما في ذلك أصوات بالإجماع من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها - حيث قدم موظفيه 63 طلبا معدا للتوقيع عليه. وأضاف الرئيس الفلسطيني أريد أن الاستفادة من كل دقيقة الآن ، وربما يمكننا تحقيق شيء ما ... أنا لا أحب أن أذهب إلى المحاكم. أنا لا أحب المحاكم. أريد أن أحل مشاكلي مباشرة بين الطرفين " لكنه أضاف :" إذا لم أحصل على حقوقي، ستكون أنت بذلك قد وضعت قدمك في حذائي ؟ فماذا تريد مني ان أفعل". وقال عباس أنه لن يسمح بأن تكون هناك انتفاضة ثالثة.. و اذا طال به العمر لن يعود أبدا إلى الكفاح المسلح. ومن جانبه رفض مكتب نتنياهو الرد على تعليقات عباس. ولكن فكرة أن إسرائيل لا يمكن أن تعتمد إلا على جيشها، وليس على وجود طرف ثالث، هي من صميم أفكار رئيس الوزارء الإسرائيلي الذي يقول أيضا أن الجدول الزمني المحدد امر غير منطقي ، مشيرا إلى التقلبات في المنطقة".
على صعيد آخر .. رصد الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان اقتراح الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" بأن تتمركز قوات تابعة لحلف شمال الأطلنطي "الناتو" إلى أجل غير مسمى في دولة فلسطين المستقبلية وعند جميع المعابر وداخل القدس. وسلط الضوء – في مستهل مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين تعليقا على هذا الاقتراح - على عدم رغبة إسرائيل في وجود قوات أمريكية أو أية قوات دولية في الضفة الغربية، بالرغم من سماحها لوجود قوات دولية على حدودها الجنوبية مع لبنان "اليونيفيل"، وعلى حدودها مع سوريا. وأضاف فريدمان أنه بالرغم من العمل الجاد الذي تقوم به الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، من أجل منع شن هجمات من تلك المنطقة على إسرائيل، إلا أن وحدات الكوماندوز الإسرائيلية تتسلل ليلا إلى الضفة الغربية لأسر مسلحين فلسطينيين أو قتلهم بزعم تخطيطهم لأعمال عنف ضد إسرائيل، حيث لا يستطيع الفلسطينيون ولن يستطيعوا القضاء على هذه العناصر. ولفت فريدمان إلى أن الرئيس الفلسطيني أكد على أن الإسرائيليين لا يرغبون في وجود طرف ثالث، غير أنه كشف عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت كان مرحبا بهذه الفكرة. وأضاف عباس أن نتنياهو قال له صراحة خلال لقاء جمع بينهما في وقت سابق "لا يمكنني الاعتماد على أي جهة في حماية أمن إسرائيل، إلا الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن نتنياهو لا يريد للجيش الإسرائيلي مغادرة الحدود مع الضفة الغربية. ورأى الكاتب الأمريكي أن هناك العديد من القضايا الجوهرية التي تخص هذه المفاوضات، كمسألة القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. ولكن أهم قضية – بالنسبة للأغلبية الصامتة في إسرائيل – تكمن في "من الذي يضمن أنه في حالة سحب إسرائيل لجميع قواتها من أراضي الضفة الغربية، ألا تكون هذه الأراضي قاعدة لهجمات على إسرائيل قد تؤدي إلى إغلاق مطار تل أبيب الدولي بعد خمسة أو عشرة أو أربعين عاما من الآن". واختتم توماس فريدمان مقاله بالتأكيد على أن اقتراح عباس بوجود قوات "الناتو" أمر يستحق الدراسة وذلك لأسباب، فليس ثمة أمن كامل في الضفة الغربية، ولن يكون هناك اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إذا أصرت إسرائيل على إقامة مطولة في الضفة الغربية، كما لن يكون هناك اتفاق إذا لم يضمن الفلسطينيون للأغلبية الصامتة في إسرائيل، تأمين أي منطقة سيتم الانسحاب الإسرائيلي منها.