في كل مرة أسعد فيها بالحديث مع عالم الفضاء المصري الشاب ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون العلمية د. عصام حجي أشعر أن مصر لم تُصب بعقم.. ولن تعجز عن القيام من كبوتها والانطلاق نحو المستقبل بسرعة «صاروخ» كذلك الذي شارك حجي في اطلاقه الى «المريخ» حاملاً الروبوت «كريستي» مستكشفاً الكوكب الغامض. حديثنا هذه المرة بدأ «بمكاشفة» صريحة أوضحت خلالها للعالم الصديق انه «متهم» من بسطاء الناس بأنه «عالم يعيش في المريخ» ويحلم بأن تقتحم مصر عالم الفضاء، بينما أكثر من %40 من المصريين يعانون الأمية!! .. ابتسم كالعادة، وقال: ان هذا هو بيت القصيد، المسألة ليست «اقتحام» الفضاء كهدف.. وإنما كوسيلة فعالة ولا غنى عنها للحصول على المعلومات الضرورية.. ففي عالمنا الحالي أصبح القوي هو من يملك المعلومة. ثم استطرد،. «هل يعقل مثلاً أن تفاجأ مصر بأن دولة ما تنشئ سداً على نهر النيل؟! إن اقتحام مصر لعالم الفضاء ضروري من أجل تحقيق الأمن لمصر، حتى على مستوى «الأمن الغذائي» من حيث معرفة منسوب مياه النهر وسرعة جريانه، وكل الأمور الفنية التي نحتاج إليها.. هذا هو المقصود بتكنولوجيا الفضاء، وضرورة امتلاك مصر لأقمار اصطناعية يمكنها استكشاف مخزون المياه في كل شبر من أرض المحروسة، ألا يستحق ذلك دخول عصر الفضاء؟ .. لم أجادل صديقي العالم كثيراً، فرسالة الدكتوراه التي قدمها كانت عن «التصوير الراداري لاكتشاف المياه في المريخ والمناطق الصحراوية،.. وهو يعلم تماماً أهمية ما يتحدث عنه. طبعاً لا أحد يكره أن تتمكن مصر من قهر العدو الأشرس الذي تواجهه، وهو «الجهل» الذي يقول عنه د.حجي «إن الحياة ظلمات طالما بقي فيها الجهل، الذي يزحف دائماً في معركة إما أن نقتله فيها وإما أن يقتلنا». يسعى د.حجي بدأب الى القضاء على الامية في مصر، ورفع مستوى التعليم، وزيادة الجزءين الخاصين بالتعليم والبحث العلمي في موازنة الدولة، وهو مقتنع تمام الاقتناع بأن «العلم» والتطور والقضاء على الجهل.. و«الحلم» الدائم بمستقبل أكثر اشراقا لأبنائنا هو خير طريق للخروج من الأزمات والوصول الى الاستقرار..! اللهم وفقه.. ووفق كل مخلص ومحب لهذا البلد.. يا رب حفظ الله مصر وشعبها وعلماءها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66