دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى ضبط النفس بعد الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الأمن وعشرات الآلاف من المتظاهرين في مصر، خرجوا للمطالبة برحيل النظام وإجراء إصلاحات سياسية ورفع الأجور. وقالت كلينتون ردا على سؤال في مؤتمر صحفي "نحن ندعم الحق الأساسي في حرية التعبير والتجمع لكل الناس ونحث كل الاطراف على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن العنف"، وأضافت "تقديرنا هو ان الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لحاجات الشعب المصري ومصالحه المشروعة". وشهدت القاهرة وعدة مدن مصرية احتجاجات الثلاثاء فيما أسمي ب "يوم الغضب" وقد شهدت بعض الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين. من جانبه، رأى المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي أن المظاهرات التى تشهدها مصر في الوقت الراهن ليست ظاهرة جديدة. وأضاف فى تصريح لشبكة CNN الأمريكية، أن جميع المشاركين فى المظاهرات التى خرجت إلى الشوارع يحظون بحماية الشرطة، ولا يتم إطلاق النار عليهم، ولكن الخبر المحزن الذى سمعته أن أحد الجنود لقي مصرعه بعد تعرضه للضرب على رأسه من جانب المتظاهرين، وهو أمر محزن للغاية بالنسبة لاأرته. وأشار إلى أن المتظاهرين في مصر مثل اية دولة أخرى في العالم لديهم الحق فى أن يعبروا عن وجهات نظرهم وأن يتظاهروا ضد مايرغبون فى التظاهر ضده، لافتا إلى "أن الخروج فى مظاهرات إلى الشوارع ليس موقفا جديدا، بل أنه يحدث منذ عام 2004.. وتلك حقيقة ثابتة في السياسة المصرية". وحول ما يريد أن يقوله للمشاركين فى المظاهرات التي خرجت أمس، قال زكي "أشعر بالفخر لذلك وأشعر بالفخر بوجه خاص للتحدث باسم بلدي عن اللأحداث التي تشهدها اليوم (أمس)، وأود أن اقول ان جميع المتظاهرين الذين خرجوا اليوم (أمس) إلى الشوارع يقومون بذلك تحت حماية الشرطة التى لم تطلق الرصاص عليهم". وحول أن المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع لم يعرفوا مصر في يوم من الأيام على مدار الأعوام الثلاثين الماضية بدون قانون طوارىء؟، قال المتحدث باسم الخارجية "قانون الطوارىء ليس الشعار الوحيد المرفوع في المظاهرات.. فهناك شعارات أخرى تتعلق بالبطالة ومعارضة الفساد وأشياء أخرى كثيرة". وأشار إلى أن قانون الطوارىء وضع بعد إغتيال الرئيس الراحل انور السادات والحكومة المصرية أعدت مؤخراً قانوناً أخراً ضد الإرهاب، وقام البرلمان المصري بمناقشته وسوف يتم تبنيه بعد الإنتهاء من هذه المناقشات. وأضاف "أنه يتعين على الجميع أن يدركوا أن هناك قانونًا جديدًا وهو قانون مكافحة الإرهاب الذي سوف يحل محل قانون الطوارىء المطبق حتى الآن، ولكن مايتعين التأكيد عليه أن الناس يرغبون فى الخروج إلى الشوارع للتعبير عن مطالبهم، وهذا من حقهم". وأعلن أن الحكومة المصرية تدرك تمامًا مايريده الناس وتبذل أقصى مابوسعها، قائلاً إنه بصفته المتحدث باسم الخارجية المصرية "فإننا ننظر دائمًا إلى ذلك من منظور عقلاني"، مشيرًا إلى أن مصر عرفت قدرًا من الحرية غير مسبوق في المنطقة ويفوق ماهو مشهود في الدول العربية. وأوضح أن المتظاهرين في الشوارع المصرية لم يتعرضوا للتحرش أو القتل في الشوارع على غرار ماشهدناه مؤخراً في نظم أخرى، ومن ثم، فإن الموقف في مصر مختلف تماماً. ورفض زكي مقارنات بين مايحدث الآن في مصر ودول عربية أخرى، وقال الظروف مختلفة والمواقف متباينة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية ودرجة الانفتاح على المستوى السياسى وطبيعة كل نظام للحكم وطبيعة رد الفعل الاجتماعى، فالموقف فى مصر مختلف تماما عما يحدث فى غيرها". وأضاف "أن مايحدث في مصر يلفت الأنظار بقدر أكبر، وذلك بالنظر إلى وزنها وحجم سكانها ودورها وتاريخها وأرجو ألا نفهم أن مايحدث الآن في مصر على أن المواطنين المصريين يعدون أنفسهم للتحول إلى نموذج أخر، على غرار مايحدث فى تونس.