الاعتداء علي المتظاهرين كان الرد المعتاد من الرئيس مبارك علي أي شخص في بلده يمكن أن يقترح خطوات حتي لو صغيرة نحو الديمقراطية اعتداء الأمن على المتظاهرين الوسيلة الوحيدة لمنعهم من الحصول على حقوقهم دعت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في افتتاحيتها إدارة أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلي تكريس الكثير من الوقت والجهد للضغط علي الرئيس مبارك من أجل الإصلاح السياسي انطلاقا من حالة الحراك الحالية والانتخابات الثلاثة المقبلة.. وهذا نص الافتتاحية: خرج العشرات من المصريين معظمهم من الشباب من أعضاء حركة 6 أبريل ومن أعضاء الجبهة الوطنية للتغيير برئاسة الدكتور محمد البرادعي إلي شوارع القاهرة يوم الثلاثاء للضغط علي النظام من أجل الإصلاح السياسي السلمي، وكانت مطالبهم بسيطة ومعقولة من بينها وضع حد لقانون الطوارئ الذي يمنع التنظيم السياسي وحرية التجمع، ومراقبة مستقلة للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها هذا العام، وتغييرات دستورية من شأنها السماح لإجراء انتخابات رئاسية حرة العام القادم. واتسم رد النظام الاستبدادي في مصر بالبساطة كذلك، إذ تمثل في هراوات شرطة مكافحة الشغب والبلطجية الذين ارتدوا ملابس مدنية، حيث تعرض المتظاهرون للضرب لحملهم علي الخضوع، وألقت السلطات القبض علي أكثر من 90 تم نقلهم في شاحنات إلي أقسام الشرطة، ووجهت تهم جنائية ضد 33 منهم، وهو الرد المعتاد من الرئيس مبارك، الرجل القوي في مصر، علي أي شخص في بلده يمكن أن يقترح خطوات حتي لو صغيرة نحو الديمقراطية الليبرالية. ولكن ليس من المتوقع أن يستمر هذا الوضع في ظل احتشاد مئات الآلاف من المصريين وراء الدكتور محمد البرادعي، الذي يقوم حاليا بجولات في البلاد من أجل جمع التوقيعات من أجل التغيير السلمي، في الوقت الذي يحظي فيه البرادعي بتأييد مجموعات الفيس بوك التي تعتبر أكثر نشاطا من أعضاء الحزب الحاكم، كما أن خطة الرئيس مبارك لتوريث الحكم لابنه جمال لا تحظي بشعبية بين مؤيدي النظام، ناهيك عن الجمهور. وتشكل حالة عدم الاستقرار الوليدة في مصر والانتخابات الثلاثة المقررة في ال 18 شهرا المقبلة تحديا كبيرا لإدارة أوباما وفرصة ثمينة من أجل إسهام الإدارة الأمريكية في دفع مصر نحو التغيير السياسي، كما رفع خبراء من مؤسسات حقوقية أمريكية وعالمية، من بينها مؤسسة «كارنيجي» للسلام الدولي وست مؤسسات أخري رسالة إلي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، مطالبين فيها الإدارة الأمريكية بتعزيز الإصلاح الديمقراطي في مصر، والمساعدة في إجراء انتخابات تنافسية حقيقية، فقد ورد في الخطاب «مصر تمر بنقطة تحول حرجة، ويوجد الآن فرصة لدفع عجلة الإصلاح الديمقراطي بشكل تدريجي ومعقول». وعلي الرغم من أن إدارة الرئيس أوباما تؤكد أنها تقوم بذلك، فإنه ينبغي علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن يقوما بتكريس الكثير من الوقت والجهد للضغط علي الرئيس مبارك، انطلاقا من إقناع النظام المصري بأن العلاقات المتوترة بين البلدين خلال إدارة الرئيس جورج بوش بحاجة إلي إصلاح، فمصر، وفقًا لرسالة المؤسسات الأمريكية التي وجهتها إلي وزيرة الخارجية الأمريكية «تنزلق إلي الوراء إلي عصر الشمولية المتزايدة»، كما أن الوقت قد حان بالنسبة للإدارة الأمريكية لأن تعترف بأن نهجها لم يؤت بثماره، وأن عليها التمسك بهذه الفرصة.