قالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، إنه بعد ثلاث سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي اتفق الكثير من المراقبين على أن الربيع العربي لم يؤت ثماره؛ فسوريا سقطت في دوامة الحرب الأهلية وليبيا تعاني من مظاهر الميليشيات المسلحة ومصر في طريقها لأن تصبح ديكتاتورية عسكرية. وأشارت المجلة إلى أنه "برغم تلك النظرة المتشائمة للمراقبين إلا أن بلدًا واحدًا في شمال إفريقيا يحمل بريق أمل وتفاؤل. هذا البلد هو تونس التي أقرت للتو دستورها الجديد والذي تم التوافق عليه بأغلبية كبيرة". ولفتت إلى أن دستور تونس الجديد استغرق الإعداد له وإقراره عامًا إضافيًا عن الفترة الزمنية المفترض إقراره فيها ولم تؤثر حوادث الاغتيالات التي طالت رمزين من رموز المعارضة اليسارية في إعاقة إقرار الدستور التونسي الجديد. وقارنت المجلة بين حالة التناغم والهدوء في المشهد التونسي وبين التطورات الخطيرة في المشهد المصري، وقالت إن تونس تخطو بدستورها الجديد أولي خطواتها نحو الديموقراطية بينما تخطو مصر أولى خطواتها نحو ديكتاتورية عسكرية بعد إقرار دستورٍ صاغتها لجنة معينة في غرف مغلقة يعطي العسكريين امتيازات وسلطات واسعة ويمهد الطريق لحكم عسكري آخر للبلاد. واختتمت المجلة تقريرها بالقول إنه في الوقت الذي يتنحي في الجيش التونسي جانبًا ويبتعد عن السياسة ينغمس الجيش المصري في السياسة حتى النخاع محافظًا على الموروث التاريخي لتدخل الجيش المصري في السياسة والذي بدأ منذ إعلان الجمهورية في 1952 حيث أصبح الجيش منذ ذلك الحين اللاعب السياسي الأبرز في البلاد. وأضافت أن محمد مرسي كان الرئيس المدني الوحيد من بين كل زعماء مصر منذ 1952 لكن عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع أطاح به في 3 يوليو 2013 بعد عام واحد فقط من توليه الحكم ليجهز نفسه لتولي السلطة في مصر "نزولاً على رغبة الجماهير" وهي السلطة التي يضمنها له الدستور المصري الجديد الذي تم إقراره مؤخرًا.