سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إن المدينة يزورها 10 آلاف سائح يوميا وبها 4 آلاف طالب أجنبي.. اللواء عادل لبيب ل"المصريون" : 75% من الإسكندرية مغطاة الآن بخدمة كاميرات مراقبة الكترونية
أكد اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية في تصريحات ل "المصريون" أمس السبت، أن أجهزة الأمن بالإسكندرية تواصل عملها ليل نهار في صمت منذ وقوع الاعتداء الإرهابي الآثم على كنيسة القديسين الأسبوع الماضي، رافضا التعجل بالإعلان عن أية نتائج تتعلق بمسار التحقيقات حتى يتم التوصل إلى دلائل كاملة بشأن الحادث، الذي أودى بحياة 23 شخصا ومقتل أكثر من 90 آخرين. وقال إنه يتابع شخصيا وعلى مدار اليوم عمل أكثر من 15 مجموعة عمل أمنية في جميع التخصصات للوصول إلى الجهة التي مولت ونفذت التفجير، لكنه أوضح أن العمل في هذا الوقت الحاسم يستلزم الهدوء والصمت، وعدم الإدلاء بأي تصريحات حرصا على سلامة التحقيقات، وعدم منح الجناة الفرصة للإفلات من قبضة الأمن. وأشار إلى أن التحقيقات الأمنية تتقدم يوميا نحو كشف كل ملابسات الحادث، موضحا أن جميع المدن الكبرى معرّضة لمثل تلك الحوادث رغم إجراءات أمنها المشددة كما حدث فى نيويورك، ومدريد، وطوكيو، ولندن، وغيرها من المدن. ورفض أن يكون مرور أسبوع على الحادث دون الإعلان عن الجناة دليل إخفاق رجال الأمن، مشيرا إلى تعقيدات حول طبيعة الحادث الذي تؤكد جميع شواهده أنه من تدبير جهة محترفة فى الأعمال الإرهابية، وتقف وراءه أصابع خارجية لا تريد لمصر الخير كما قال الرئيس حسني مبارك. وأوضح أن فرق التحقيق الأمنية تفحص يوميا مئات المعلومات الأمنية المتشابكة، وتستجوب العديد من المشتبه فيهم، كما أنها ومنذ اللحظة الأولى من بدء التحقيقات وضعت نصب أعينها كافة الاحتمالات للوصول إلى الجناة، ومن يقفون خلفهم. وأكد أن الإجراءات الأمنية التي طبقت لتأمين كنيسة القديسين لم يكن بها أي تقصير على الإطلاق بشهادة كاهن الكنيسة القمص فوزي مقار الذي قال إن "الأمن كان مكثفًا في حراسته للكنيسة في هذه المناسبة". وأضاف المحافظ إنه في بعض الأحيان يتطلب تخفيف الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها أجهزة الأمن حول بعض الكنائس، وتلجأ إلى تكثيف نشر رجال الأمن السريين بدلا من تخفيف الإجراءات. وأشار إلى وجودء عبء أمني كبير على عاتق أجهزة الأمن بالإسكندرية التي يدخلها نحو 10آلاف سائح يوميا برا وبحرا وجوا من جميع دول العالم، ويوجد بها نحو 5 آلاف طالب أجنبي يدرسون بجامعة الإسكندرية والأكاديمية العربية، بالإضافة إلى تأمين المطارات، والموانئ، والشركات البترولية الهامة، وكذا مخارج ومداخل المدينة، والسكك الحديدية، وأنابيب نقل البترول والغاز، بالإضافة إلى عشرات الفنادق، ومكتبة الإسكندرية، وعشرات القنصليات، والبعثات الدبلوماسية، مضافا إلى هذا كله الأمن الجنائي. وشدد اللواء لبيب على يقظة أجهزة الأمن بالإسكندرية خلال السنوات الماضية وأنها تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية قبل أن تقع، والتي كانت تستهدف الطفرة الاقتصادية الهائلة التي تشهدها الإسكندرية خلال الأعوام الثلاث الأخيرة، والمتمثلة في المناطق الصناعية الجديدة في مدينة برج العرب الصناعية، وتوافد العديد من الدول والشركات الكبرى لإقامة مدن صناعية كاملة، وصناعات حديثة وفرت آلاف وظائف العمل للشباب خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى العديد من الشركات البترولية الاستثمارية الموجودة غرب الإسكندرية. وأشار إلى مشروع مراقبة شوارع الإسكندرية بالكاميرات باعتباره أحد أهم المشروعات التي تم تمويلها بجهود ذاتية، وكان مقررا أن يتم افتتاحه قبل يومين من العام الجديد، لكن الأحوال الجوية السيئة التي شهدتها الإسكندرية مؤخرا تسببت في تأجيله إلى صباح اليوم الأول من العام الجديد. وقال لبيب "عن طريق هذه المنظومة الالكترونية أصبحت جميع شوارع الإسكندرية ومرافقها الهامة والرئيسة مراقبة على مدار الساعة من خلال غرفة عمليات حديثة متصلة بشبكة اتصالات حديثة مع جميع الأجهزة الأمنية، ومرافق المدينة"، كما أنه ومن خلال معطيات هذه المنظومة يمكن لصانع القرار اتخاذ أصعب القرارات فى وقت الأزمات، وفب زمن قياسي قبل الانتقال للموقع. وأوضح أن دخول المرحلة الأولى لهذا المشروع للخدمة ابتداء من أول أيام العام الجديد من شأنه أن يوفر خدمة تأمينية إضافية لجميع شوارع ومنشآت المدينة ومرافقها بنسبة 75% على مدار الساعة، كما يمكّن كافة المسئولين عن الأمن والمرور وباقي المرافق من متابعة ما يجرى بجميع شوارع الإسكندرية ومداخلها ومخارجها، وإصدار الأوامر للتعامل مع أي مشكلة طارئة دون أن يشعر المواطن. وأكد أن إنشاء مثل هذا النظام فى الإسكندرية جاء فى توقيت مناسب ، وإن كان من المهم إنشائه من قبل ، كما أنه ليس بدعة فى ظل المتغيرات الكبيرة التي طرأت على الإسكندرية فى كافة نواحيها الاقتصادية والاجتماعية ، وتزايد معدلات الحركة السياحية ، والاستثمارية بها. ووصف الحادث الإرهابي الذي شهدته الإسكندرية مؤخرا بأنه يعد سابقة في تاريخ المدينة الذي اتسم بالعيش الأمن ليس فقط بين المسلمين والمسيحيين، بل بين أهل الإسكندرية بكل طوائفهم ومللهم وبين شعوب أخرى استوطنت الإسكندرية لعقود طويلة لما وجدته فيها من أمن وآمان ومحبة وتسامح. وأكد لبيب أن العلاقة بين أهل الإسكندرية تتسم بتسامح ومحبة، وتعاون يحسدون عليها على مر العصور، مرعبا عن ثقته أن تظل العلاقة بين جميع طوائف الإسكندرية كما كانت دوما علاقة حب ومحبة وتسامح وإخاء. وختم محافظ الإسكندرية تصريحاته بدعوة كافة طوائف المجتمع السكندري إلى الالتفاف والتراص واللحمة لتفويت الفرصة على أعداء الوطن النيل من المكتسبات التي تحققت على أرض الإسكندرية في الآونة الأخيرة.