حذر رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي من أن المنطقة تقف على حافة هوة .. وأن إسرائيل تعد أداة التدخل الرئيسية فيها .. وأنه إذا لم يتم الخروج منها فسوف يسقط الجميع فيها ، قائلا "إن منطقتنا لها خصوصية تفوق بها جميع مناطق العالم وهو ما جعلها محط اهتمام الغرب وتدخله أكثر لأنها تشكل مهدا للحضارات الإنسانية والأديان الإبراهيمية إلى جانب ما تملكه من مخزون الطاقة". وشدد المهدي على أن المنطقة العربية واعدة ولديها إمكانات كبيرة وإذا لم تتحرك لتحقيق مصالحها وأهدافها والقيام بدورها فإنه سيفرض عليها إرادة خارجية وستصبح منطقة احتلال جديدة..داعيا القوى الواعية في المنطقة إلى ضرورة التحرك لتجنب هذا الخطر. وأشار إلى أن هناك مخاوف عالمية من تطور المخزون المعنوي للأمة قد يمكنها من السيطرة على العالم رغم ضعفها..مستشهدا بما كتبه بعض الغربيين من أن أوروبا ستصبح امتدادا للعالم العربي..ومعتبرا أن ذلك يعد من الأسباب التي وقفت حائلا أمام ضم تركيا للاتحاد الأوروبي. جاء ذلك خلال ندوة أقامها المنتدى العالمي للوسطية الذي يتخذ من عمان مقرا له الليلة الماضية والتي أدارها أمين عام المنتدى المهندس مروان الفاعوري وشارك فيها أيضا نائب رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ عبدالفتاح مورو. وأكد المهدي على أن ثورات الربيع العربي ليست مفتعلة كما قال البعض وإنما هي حقيقية وطبيعية لأن المنطقة كانت مرشحة للموجة الخامسة من تحرر الشعوب ..كما أن المشاكل التي واجهتها القوى الجديدة التي أتى بها صندوق الانتخابات تعد موضوعية لأنها لم تكن مستعدة للحكم. ونبه إلى أن طريقة إدارة الولاياتالمتحدة للحرب عقب أحداث سبتمبر 2001 تسببت في انتشار القاعدة في أغلب قارات العالم حيث ظهرت في سوريا والعراق ونيجيريا والصومال ومالي وباكستان وأفغانستان وغيرها من الدول ، مشيرا إلى أن القاعدة لامركزية لها فهي منتشرة في العالم وتستبيح سفك دماء الآخر ولا تميز بين المحارب وغير المحارب..فالجميع بات عرضة للقتل. وبدوره..أفاد نائب رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ عبدالفتاح مورو بأن الإسلاميين ظنوا أنهم سيحكمون بالديمقراطية لكنهم لم يستطيعوا في ظل مناخ حطمت فيه الناس كل العلاقات والقوانين ولم يبق لها مرجعية أبدا..مشيرا إلى أن ما جرى بعد الثورات العربية يبين أن الإسلاميين لم يدركوا التمييز بالمكان والزمان والاختيار السليم في التعامل. وحول الأوضاع في سوريا ومصر..قال مورو "إن ما يحدث في مصر يؤلمنا لأنها عزيزة على قلوبنا فهي القطعة الكبرى في العالم ذات التأثير والتاريخ" .. مستبعدا في الوقت ذاته انتهاء الحرب الدائرة في سوريا في المنظور القريب قبل أن تستنزف الطاقات والإمكانات والمال خاصة وأن هناك قوى عالمية تقرر في نواديها ومراكزها ومواقعها ودراساتها ما يحدث اليوم من وقائع على الأرض. وطالب بضرورة إنشاء مرصد إسلامي يكون بعيدا عن التأثر بالأحداث اليومية ، بحيث يتصدى لما يحاك للامة ويستنتج ما يراد لها ، ضمن دراسات استشرافية حقيقية ترتقي إلى الطموح. وقال مورو إن قضيتنا اليوم ليست الحكم ، الذي هو الأخذ بمفاصل البلد والمجتمع بشكل يجعلنا قادرين على التحكم فيها ..معتبرا أن القضية الأهم هي تأسيس المجتمع تربويا ليصبح فاعلا ومنتجا لا مستهلكا خاضعا للاستبداد المعطل للعقل والفكر.