قال الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية سابقاً أن هناك سؤال يُطرح عليه بكثرة وهو:" هل أعجبك حكم الإخوان؟" وأضاف عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": " بعض من يعترض على تغريداتي يلقي علي السؤال معتقدا أنه بذلك وضعني في مأزق ... وهو إن استعمل عقله ، ربما لا يطرح السؤال عليّ.. لسبب بسيط أني استقلت من حكومة د. قنديل قبل نهاية العام 2012 ولم يمضي على عملي فيها سوى أقل من خمسة أشهر.. ومعنى ذلك أني كنت مختلفا مع أدائها السياسي .. وكنت أؤمن أننا في حاجة لحكومة سياسية لا اقتصادية ولا تكنوقراط" وتابع:" مشكلة من يطرح هذا السؤال أنه يترك عقله مفتوحا كبهوٍ بلا سقف لكل ما يستفرغه الإعلام الموجه لبث الكراهية ولتبرير القتل .. الأمر لا يتعلق بما إذا كان أداء الحكومة أو حتى الرئاسة أعجبك أو لم يعجبك.. فالأصل أن من يختاره غالبية الشعب ، بالضرورة لا يعجب باقي الشعب.. ثم يبدأ الرأي العام في التحول مرة أخرى سواء بتأييد سياسة من أختاره فتزيد أغلبيته أو برفضها فتزيد معارضته.. وفي الانتخابات التالية قد يمنحه الشعب ثقة جديدة أو يختار غيره" وأردف: " أما أصحاب سؤال "هل أعجبك حكم الإخوان" فهم ، لو أحسنّا النوايا ، فيخلطون بين قيم الديموقراطية التي تعني احترام اختيارات الشعوب الموثوقة في انتخابات حرة ونزيهة ، واتفاقهم أو اختلافهم مع سياسة من اختاره الشعب ... أما إذا أساءنا الظن.. فإن البعض يطرح السؤال بطريقة استهجانية.. وكأن عيبا أن يتفق أحد أو أن يؤيد حكم رئيس جاء من جماعة الإخوان المسلمين.. وبعضهم يطرح سؤالا تاليا أكثر سذاجة من الأول: "وهل تقبل أن يحكم مصر تنظيم دولي"؟" وأضاف:" هؤلاء لا يرون شبكة الفساد الدولية التي تحكم مصر منذ عشرات السنين وتجرف قيمها وثرواتها وعقولها ويرون فقط أن الإخوان لهم تنظيم دولي ، ويعتبرون ذلك خطرا على مصر .. وما رأيك يا صديقي في الأزهر أو الكنيسة القبطية؟ فلكل منهما فروع ومراكز وأتباع في كل أنحاء العالم وهما جهتين مستقلتين عن الدولة خصوصا الكنيسة.. هل هي تنظيمات دولية تخشى منها على مصر؟ أم هي جزء من قوى مصر الناعمة عبر العالم؟" وأردف:" إنه الإعلام يا صديقي الذي يجعلك ترى أمورا ولا ترى أخرى.. ثم يحكم بدلا منك على تلك الأمور وأنت تتلقى بلا وعي.. فلا يوجد تنظيم دولي معادٍ لمصر باسم الإخوان المسلمين.. لكن يوجد تنظيمات دولية وترتيبات دولية وكتل دولية لا تريد لمصر مستقبلا ديموقراطيا وتجعلك تخشى من كل خطوة تخطوها ناحية الديموقراطية وتجعلك تشك في كل من اختاره الشعب .. أنصحك أن تطرح سؤالا على نفسك وأنت وحيد في غرفتك .. هل تعتقد أن شعبك جاهل لا يحسن الاختيار؟؟ هل تعتقد أننا بحاجة لأوصياء يعلموننا الاختيار؟؟" وتابع:" منذ 200 سنة اختار شعبك محمد على ليكون واليا على مصر وتمسك به على غير رغبة السلطان العثماني ولا رغبة نخبة هذا الزمان (المماليك والملتزمين).. هل تراهم أحسنوا الاختيار؟ الآن بعد قرنين أتعتقد أن شعبك فقد القدرة على الاختيار؟؟ لمجرد أن مماليك العصر يقولون لك ذلك؟ ... ربما تحتاج لسؤال إضافي للمستوى الخاص.. هل أنت متأكد أننا إذا اخترنا رئيسا آخر سيحترم مماليك العصر اختيارك هذه المرة؟؟ ما هي ضماناتك؟؟ أم أنهم سيطلقون إعلامهم وبصاصيهم وأغواتهم لتشويه اختيارك مرة أخرى.. وربما اتهموه بالتخابر مع محافظة مطروح أو محافظات جنوب الصعيد .. وأقنعوك أن الصعيد شديد الخطورة على الأمن القومي المصري؟؟ ... طالما أنت تستسلم للإعلان كا استسلامك لطبيب نفسي أو لجراح القولون ، فإنك مستعد للاقتناع بأي شئ طالما سمعته على شاشات قنوات نايل سات وأنت تأكل عشائك ولا تشعر بتأنيب ضمير عندما يسقط مصري قتيلا برصاص غدر.. فقط لأنه من الفريق الآخر" واختتم كلامه قائلاً:" أنت تحتاج لتثبيت قناعتك يا صديقي.. فإما أن تقبل الديموقراطية وتؤمن بحسن اختيار شعبك ، فترضى بما يختاره أعجبك أم لم يعجبك.. فنحن لسنا في محل للملابس تختار منه ما هو على مقاسك .. أو أن ترفض الديموقراطية وتكف عن الحديث عنها.. وتقر أنك تؤمن بحكم العسكر وتقبل قتل خصومك وتتحمل مسئولية ذلك أمام ربك وأمام أبنائك وجيرانك الذين ربما لديهم اليوم مأتم.. لأن ابنا لهم مات الجمعة في مظاهرة سلمية ... أنا شخصيا مستعد أن أقبل أي اختيار للشعب حتى لو كان ممن لا يعجبني قوله ولا رسمه.. لكنه سيكون على رأسي لأني أقدر هذا الشعب الأبي.. حتى لو اختارك فأنا مستعد أن أضعك على رأسي ... فأنا يا صديقي لا أفرط في اختيارات شعبي.. ولا أقبل أوصياء عليه.. ولا أقبل أن يلغي البعض اختيار شعبي لأنه يرى – من وجهة نظره – أنه اختيار خاطئ ... لا تطرح علىّ هذه الأسئلة السائجة مرة أخرى.. صدقني هي أسئلة غبية لا قيمة لها إلا في عقلك.. فأنا يعجبني أي حكم لأي شخص أو حزب أو جماعة.. طالما كان اختيارا للشعب بالطريقة التي تختار بها الأمم.. حتى لو اختلفت معه في رأيه أو في سياسته .. وهذا هو سبب تمسكي بشرعية من اختاره الشعب ، رئيسا ودستورا ، ورفضي الانقلاب عليه".