نحن لن نتكلم ولن نناقش احكام المحكمة الدستورية العليا.. فليس هذا من حقنا قانونا وشرعا.. لترك ذلك كله للايام وللثورة وللاحداث المتلاحقة التي نعيشها.. ولكننا فقط سنطرق باب مصر وهي تعيش اياما تارخية! مصر تختار اليوم قدرها.. مصر تختار اليوم من يقودها طواعية واختيارا إلي أبواب الجنة.. وربما قهرا وقسرا إلي أبواب الجحيم! فمن ياتري تختار مصر رئيسا لها في ثالث مرة في تاريخها الحديث.. بعد مرتين.. اختارت فيها محمد علي باشا حامل شعلة التنوير بعد قرون ظلام من حكم الخلافة العثمانية.. مرة.. وفي المرة الثانية اختارت مصر.. كل مصر حبا ويقينا.. حامل راية التحرير بعد ثورة9191 المجيدة.. والتي أخرجت لنا أعظم دستور مصري في تاريخها والذي اسمه دستور32 الذي لو كنا نملك مثله الآن.. ماكان هذا حالنا.. وما كنا عشنا لحظة واحدة مع هذه الحيرة في اختيار وضع دستور.. يحكم به من سيجلس بعد أيام علي عرش مصر! من تختار اليوم حسنين ومحمدين وعوضين ويني وبطرس وبولس وجمالات وحسنات وقدارة.. وجورجيت ومارسيل وأليس وأم يني؟ لقد اختارت مصر صح مرتين في تاريخها كله.. عندما قالوا لها وسمحوا لها أن تختار رئيسا لها.. عبر702 سنوات بالتمام والكمال.. اختارت ويازين ما اختارت: محمد علي باشا وسعد زغلول باشا.. واليوم قالوا لها بعد ثلاثة عقود من ظلم الفراعين وقهرهم وفقرهم وفسادهم المبين.. اختاري ياصبية يا عفية رئيسا وقائدا لمسيرتك وآخر الطغاة البغاة الراقد علي سريره في سجن مزرعة أبوزعبل يسمع ويري, ووضعوا أمامها خيارين لا ثالث لهما: إما الدكتور محمد مرسي استاذ الجامعة.. الذي أخذوه من الدار إلي النار.. والثاني هو الجنرال أحمد شفيق تلميذ حسني مبارك البار والذي رشحه بالاسم لخلافته علي عرش مصر قبل أن يظهر عفريت التوريث اللعين اللي جاب عاليها سافلها.. كما يقول المثل الشعبي.. وأطاح بالجميع ليسكنوا معا الزنازين.. وقبل أن تشرق شمس ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أعلنت للدنيا كلها وللقاصي والداني أن مصر قد صحت وتحررت وكسرت أول ما كسرت قيود الخوف, فلا خوف بعد اليوم! اختاري يامصر.. فمن تختار مصر اليوم؟ دكتور الجامعة الرجل الطيب ورئيس حزب الحرية والعدالة والذي كان صاحب الأغلبية والغلبة في كل شيء, في البرلمان ومجلس الشوري.. قبل ان يقلبوها ضلمة عليه وعلي أعوانه! أم الجنرال الذي خلع بزة الجندية ووضع الدبابير والنجوم والنياشين في دولاب الذكريات وترك رياسة مجلس الوزراء بوصفه آخر رئيس وزراء في حكم مبارك,, ليقدم نفسه للجماهير المصرية.. بوصفه المخلص والمنقذ.. وربما كما يصفه أنصاره: المهدي المنتظر. حتي لو أعاد بقايا حكم مبارك والفلول كما يقولون! ............ ............ نتفق.. نختلف.. نختلف.. نتفق.. نذهب يمينا أو نعرج شمالا.. نضرب أخماسا في أسداد.. أو حتي نضرب رأسنا في أقرب حائط.. فإن علينا أن نختار اليوم.. لا غدا.. الساعة.. وليس الساعة القادمة رئيسا لنا.. حاكما متحكما في رزق عيالنا ومفاتيح حياتنا كلها.. إما مرسي أو شفيق.. ولا ثالث لهما؟ أكرر: إما مرسي أو شفيق.. ولا ثالث لهما؟ لست هنا مغاليا في القول.. ونحن نقترب من محطة الرياسة.. إذا قلنا اننا نعيش هذه الأيام موقفا تعثر الآراء فيه كما كتب حافظ ابراهيم اشعارا وغنت أم كلثوم إبداعا وعثرة الرأي تردي.. أو كمن يقف في زحام مولد الانتخابات.. أمام أحد الحواة الأراريب.. الذي يمسك بجراب الحاوي,, وياما في الجراب يا حاوي.. وما علينا إلا أن نضع كلنا ايدينا داخله مغمضي العينين ونحن لا نعرف ما الذي يخفيه لنا قدرنا وحظنا.. هل ستمسك أيدينا بجوهرة مكنونة.. أم لا سمح الله بحية رقطاء لئيمة؟ وآسف مقدما.. لهذا التعبير.. فالانسان كما قال الفاروق عمر بن الخطاب إذا أردت أن تعرفه.. وتعرف معدنه.. أصيلا كان أم مزيفا.. أجلسه علي الكرسي.. يعني كرسي السلطان والامارة والرياسة! ونحن نقف علي مسافة واحدة ممن بقي من العدائين في سباق الرياسة وهما: الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق.. الفارسان اللذان وصلا قبل غيرهما في سباق الانتخابات إلي جسر الرياسة تمهيدا لعبوره إلي قصر الرياسة الحلم.. وياله من قصر.. وإلي كرسي الرياسة الوثير.. ويا له من كرسي! ولا تسألونني كيف وصلا إليه قبل غيرهما من الفرسان.. فهذا هو قدرنا معهما.. وهذا هو قدرهما معنا.. وعلينا أن نختار واحدا منهما.. واحدا فقط للجلوس علي الكرسي الوثير الذي يكتب اسم من يصل إليه ويجلس عليه بإرادة الجماهير الحرة أو حتي بدونها.. في كتب التاريخ في المدارس.. حيث يذاكر التلاميذ الصغار ويحفظون جليل الأعمال وعظيم الخصال وروائع الانجازات للجالسين علي الكراسي.. كانت أو لم تكن.. وفي سجل المؤرخين الذين يكتبون التاريخ كله بأسماء الملوك والسلاطين والأباطرة والرؤساء كما قال نابليون بونابرت لا باسم الغلابة من الجنود والرعية الذين يسكبون دماءهم وحياتهم فداء للوطن طواعية واختيارا! ولكن التاريخ المصري شاء الكارهون أم أبوا يكتبه الآن فتية آمنوا بربهم وبوطنهم فزدناهم إيمانا.. انهم ثوار ميدان التحرير.. الذين أعادتهم الأحداث الجسام مرة أخري إلي ميدانهم الكبير لكي يعبروا عن مكنون صدر كل مصري.. وليعيدوا قطار الأحداث إلي المحطة رقم واحد وقطار سباق الرياسة قد انطلق بالفعل.. ولن يتوقف إلا في محطة قصر عابدين.. أو قصر العروبة لكي ينزل منه الرئيس المنتظر بارادة الشعب هذه المرة لثالث مرة في تاريخ مصر.. بعد محمد علي باشا وسعد زغلول.. ثالث رئيس مصر تحمله الجماهير الواعية بارادتها الحرة من خلال الصناديق والانتخابات إلي عرش مصر! فمن يكون ياتري.. هذه المرة؟ تعالوا نركب قطار سباق الرياسة.. وهو يقف في محطة النهاية في قصر الرياسة.. أيا كان مكانه.. اقترحت علي زميلي وصديقي الصحفي القدير عبدالمحسن سلامة مدير تحرير الأهرام أن نركب قطار الرياسة من محطة جمال عبدالناصر بوصفه أول زعيم عربي قاد ثورة عظيمة هي ثورة32 يوليو..2591 التي تعلمنا في مدرستها كلنا أول درس لنا في الحرية والكرامة والاستقلال... واقترح هو أن نركب قطار سباق الرياسة من محطة ميدان التحرير.. ميدان الثورة العظيمة التي أوصلتنا إلي أعظم انتصار في حياتنا ألا وهو انتخاب أول رئيس لمصر بإرادة الجماهير الحرة ومن خلال صناديق الانتخاب.. دون قهر.. دون تزوير.. ودون خوف.. وهذا هو الأهم.. دون خوف.. وضعوا تحت هذه الكلمات مائة خط أحمر! ......... ......... فمن يا تري تختار مصر اليوم؟ الدكتور محمد مرسي أم الفريق أحمد شفيق؟ أي كلام نقوله في حقهما حقا وصدقا.. نقدا أو تقريظا.. مدحا أو قدحا.. لن يغير من الأمر شيئا.. فمن سيختاره الشعب هو الذي سيجلس علي كرسي الامارة والإدارة.. أما الآخر فبالسلامة.. يكفيك شرف المحاولة.. فقد فات أوان المدح أو القدح.. وحانت ساعة الاختيار.. ويا لها من ساعة.. فالناس عندما تختار لا تتكلم.. وإذا تكلمت لا تختار.. وإذا كان الكثيرون حول السلطة.. القليلون حول الوطن كما قال غاندي فإن من حق الناخبين قبل أن تذهب إلي صناديق الانتخاب أن يعرفوا من يختارون اليوم.. وماذا سيفعل بهم غدا.. إن خيرا يرونه أو شرا يقاسونه؟ ولا فائدة من المدح أو القدح.. فقد سبق السيف العزل كما يقول المثل العربي.. وحانت ساعة الاختيار.. أو كما قال لي عم متولي بائع السجائر علي ناصية بيتنا: اللي حنختاره يا باشا.. حيقعد في أرابيزنا أربع سنين بحالهم.. فلازم يا باشا نختار المرة دي صح.. واللا أيه؟ ........... ........... وليسمح لي هنا من سيجلس علي كرسي الرياسة أيا كان اسمه الذي سوف نعرفه بعد أقل من27 ساعة من اليوم ما قاله الملك تحتمس الثالث أعظم ملوك مصر في طيبة والذي وصلت المملكة المصرية في عهده قبل نحو0053 سنة إلي حدود الأناضول شمالا وكل شمال إفريقيا وكل غرب آسيا وكل الساحل الشرقي للبحر الأبيض.. وحدود مصر الجنوبية حتي بلاد النوبة وحتي بحيرة القمر التي اصبح اسمها بحيرة فيكتوريا.. لوزيره رخي رع: أنظر ليس معني أن يكون المرء رئيسا أن يكون ناعما.. بل حازما ورجلا.. لا ينبغي أن تتحيز للعظماء.. ولا ينبغي استبعاد كائن من مكان.. أنظر إلي من تعرفه كما تنظر إلي من لا تعرفه.. لا تجعل رجلا أو إمرأة أو طفلا ينام وهو جائع أو خائف! وقال تحتمس الثالث: اطعم المرأة املأ فمها بالطعام وجسدها بالثياب فهي زوجتك وأختك وأم أولادك.. وقال الحكيم آني: الله لا يغفر أبدا لحاكم أو ملك.. إن ترك مظلوما ينام ليله ووسادته مبللة بدمعه.. اطعم الطفل حتي يكبر.. واعط جارك حقه.. ولا تلوث ماء النهر.. وليسمح لي الذي سيجلس علي عرش مصر رئيسا وأبا وحاميا للجميع وأمينا علي مصر كلها أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة.. أن أقدم له ما قاله الملك خيتي الثالث قبل3140 سنة بالضبط لابنه الذي جلس علي العرش بعده: لتكن عادلا فأنت المسئول عن كل انسان في بلدك.. لتكن عادلا نحو كل من يعيش تحت سماء مصر.. لتحكم بالعدل في بيتك لكي يخشاك الجميع.. واحكم بالعدل طالما كنت حيا.. وآسي الباكين ولا تضطهد أرملة أو شيخا ولا تحرم رجلا من مال أبيه ولا تعزل القضاة من مناصبهم دون أسباب مشروعة أو معقولة.. ولا تنس هنا ما قاله رب الحكمة امينوبي العظيم: لا تعط اهتمامك لمن يرتدي الكتان الأبيض الناعم.. ولا تقبل هدية من أجل أن تضطهد فقيرا من أجله.. فالعدل عظيم وعقاب الرب شديد.. فلا تصنع لنفسك أعمالا سيئة تجدها في انتظارك يوم الحساب!.. .................. .................. التف حولنا ونحن في طابور الحساب.. أقصد طابور الانتخاب.. جمع من الشباب الصاعد الواعد, قالوا لنا: والنبي بس تقولوا للرئيس الجديد.. أيا كان.. مرسي أو شفيق فالإثنان مصريان حتي النخاع.. وإذا أصاب أحدهما عوج أو انحراف عن الطريق.. قومناه وأصلحناه.. قولوا للذي سيجلس علي كرسي الرياسة والامارة.. ألا يختار بطانة سوء.. ولا المنتفعين بكل رئيس.. وأن يبتعد عن القيل والقال.. ولا يعط أذنه لدساس أو نمام.. وأن يراعي الله في كل وعوده.. وأن يسأل نفسه قبل أن يخلد إلي النوم سؤالا واحدا: هل ظلمت اليوم إنسانا.. أو قرية أو مدينة؟.. وفي الصباح لا ينسي أن يصحح ما أخطأ فيه.. وأن ينزل إلي الشارع.. يسأل الناس بنفسه ويتفقد المشروعات التي افتتحها بالأمس.. ثاني يوم.. لأنه ربما يري عجبا.. كما حدث للرئيس الراحل أنور السادات.. عندما زار مزرعة لتسمين العجول مرة في احدي محافظات الوجه البحري.. ورأي العجب العجاب ما أثلج صدره وانشرح له قلبه.. وفي طريق العودة.. نسي البايب الشهير الذي يشرب منه سيجارة في مكان الزيارة.. فطلب من موكبه أن يعودوا به.. فإذا به يري عجبا: عربات نقل تحمل الأبقار والعجول الجميلة من المزرعة التي زارها وعربات تحمل قصاري الورود.. فأمر بإيقافهما.. وإذا به يكتشف أنها ملك أحد الحيتان الكبار وليست ملك الدولة.. أما الورود فقد كانت في طريقها إلي أصحابها.. بعد أن انفض مولد الكذب والخداع! ........ ........ يا سيدي الرئيس الجديد.. أيا كان اسمك.. فأنت أحد اثنين لا ثالث لهما: الدكتور محمد مرسي أو الفريق أحمد شفيق.. تعظيم سلام لك.. وتعظيم سلام لمصر.. تعال نسمع معا آخر ما أنشد به بلبل ثورة مصر ومداحها: الشيخ إمام في ذكري رحيله السابعة عشرة.. من أشعار المبدع فنان الشعب أحمد فؤاد نجم: اصحي يا مصر.. اصحي يا مصر.. جهدك.. عرقك.. رزق عيالك.. اصحي يا مصر هزي هلالك.. أرضك.. عرضك.. احمي الدار.. اصحي يا مصر...{ Email:[email protected]