قالت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق، إن الشعب المصري حقق إعجازا في أنه نجح في كتابة مشروع الدستور، وهو في حالة حرب ضد الإرهاب. وأضافت، خلال الندوة التي نظمتها مساء أمس الخميس لجنة المرأة بحزب الوفد، أن مصر عمرها الدستوري الحديث يبدأ منذ 1866. وقدمت المستشارة التحية للجنة الخمسين، حيث صاغت طموح الشعب المصري في ثورتي 25 يناير و30 يونيه. وأكدت المستشارة تهاني الجبالي، خلال الندوة، أن طعنها أمام المحكمة الدستورية ضد دستور 2012، كان لأنه يؤسس للخروج على قواعد الأمن القومي المصري وكان يعطي للرئيس إمكانية التنازل عن أراضي الدولة. وأضافت أن مشروع الدستور الجديد راعى سلبيات دستور 2012 وحمى الحقوق المستقرة، وأضاف إليها حقوقًا جديدة. كما أكدت المستشارة تهاني الجبالي، أن الجديد في مشروع الدستور هو وجود آلية وطنية لمواجهة التمييز في المجتمع، وهو النص على مفوضية وطنية لمراقبة التمييز وقانون لتجريم التمييز بكل تفاصيله، وبذلك هناك التزام بحماية الحق من خلال ضمانات. وأضافت أن مشروع الدستور تضمن حقوقًا جديدة، وهي حقوق تعتبر عنوانًا لتقدم الدول منها 7 نصوص خاصة بالبيئة. وأضافت أن الدستور تضمن الحق في الثقافة ووضع المقومات الثقافية في فصل كامل، وهذا عنوان مصر الحضارية التي لديها قوة ثقافية. وأضافت: لقد قمنا بثورة على أنظمة الحكم لأنها فاسدة، وبالتالي يكون تقييمنا لأي مشروع دستور مدى وضعه معايير لمساءلة من هم في الحكم. وأضافت أن الدستور وضع مبدأ المساءلة للمسئول في السلطة ولسنا في حاجة للخروج إلى الميادين، وبالتالي لن يكون لدينا إله يجلس في السلطة سواء الرئيس أو غيره. وأضافت أن المساءلة لمن هم في موقع السلطة، هو أمر هام بالإضافة لتقوية أجهزة الرقابة في الدولة. وأضافت المستشارة تهاني الجبالي، أن ثورة 30 يونيه قيمتها الحقيقية، أنها هزمت مشاريع لقوى كبرى لذلك لا بد أن نعرف قيمة ما قمنا به، فالأمر ليس جماعة تحللت من فكرة الوطنية، لكن مصر أفسدت مخططات عالمية، وهي التي حسمت الصراع في سوريا، وهو ألا تسقط الدولة السورية. وأضافت أن مصر بثورة شعبها تبدأ في التحرر بعد أن وقعنا في فخ الهيمنة الأمريكية، لأننا دولة ليست صغيرة، لكننا دولة كبيرة واستردت مصر قدرتها على التوازن على مستوى العالم من خلال علاقات مع روسيا والصين، وبالتالي فقدرة مصر على الصمود وكسر مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهو أيضًا من إيجابيات ثورة يونيه. وأكدت المستشارة تهاني الجبالي، أن مشروع الدستور ألزم الدولة بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات. وأضافت أنه أصبح اليوم التزام دستوري بحقوق المرأة التي وردت في مشروع الدستور، ومنها حق المساواة والحق في الجنسية ومكافحة الاتجار بالبشر. وأضافت المستشارة تهاني الجبالي، أن قانون اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية تأخر كثيرًا، فهو تنظيم تعدى على الشرعية القانونية والوطنية، بدليل أن هناك 13 جهاز مخابرات يدافع عن هذا التنظيم الدولي. وأضافت أننا عانينا كثيرًا من جرائم هذه الجماعة، كما أننا لا نعلم حتى الآن من أين جاءوا بأموالهم المتدفقة من مصادر مجهولة. وشددت المستشارة تهاني الجبالي، أنه لابد من استكمال قرار مجلس الوزراء بإدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، بإجراء من رئيس الجمهورية، وأن الحكومة منوطة بتنفيذ القرار وليس تشكيل لجنة لوضع الضوابط كما صرح رئيس الوزراء. وشددت على أن تأخر صدور هذا القرار كان بمثابة جريمة، خاصة أننا نتحمل تصرفات هذه الحكومة حتى تمر هذه المرحلة وأى تقاعس من الحكومة المصرية لابد من تغييرها. في نهاية الندوة التي عقدتها لجنة المرأة بالوفد، قال اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد: كلما رأيت المستشارة تهاني الجبالي شعرت أن مصر بها رجالاً, لأن الرجولة هي صفة، وهي تتمتع بالوطنية الكاملة، وأتمنى من الله أن تكون نائبًا لرئيس الجمهورية. وأضاف أنه من الضروري، أن نعبر هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، وقام اللواء سفير نور بتسليم المستشارة تهانى الجبالي كتاب الله الكريم. جدير بالذكر أن الندوة أدارها معتز صلاح الدين المستشار الإعلامي لحزب الوفد، بحضور اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد، وعدد من قيادات لجنة المرأة بحزب الوفد، ومنهم الدكتورة ليلى أحمد أبو إسماعيل وزيرة شئون المرأة فى حكومة الوفد الموازية، وفاطمة خليل القيادية فى لجنة المرأة فى حزب الوفد.