يستعد الحزب "الوطني" لتنظيم المؤتمر العام للحزب المقرر في 25 ديسمبر الجاري بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب التي فاز فيها بنحو 95% من مقاعد البرلمان وسط انقسامات بين أعضائه لم يشهدها الحزب من قبل، بعد احتجاجات العديد من الأعضاء على حرمانهم من الترشيح للانتخابات، واعتراضات المرشحين الذين أخفقوا فيها، فيما اعتبروه تواطئًا من الحزب ضدهم. وستتجاهل الأمانة العامة توجيه الدعوات للأعضاء الذين خرجوا عن الالتزام الحزبي، ومنهم عدد كبير كان دائم الحضور في مؤتمرات الحزب السنوية خلال الأعوام الماضية، فضلا عن استبعاد المتورطين في حوادث الاعتداءات على مقار الأمانات الفرعية للحزب بالمحافظات احتجاجا على نتيجة الانتخابات. ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر المقبل تغيرات واسعة بين أمناء الحزب على مستوى الأقسام والمراكز، خاصة الأمناء الذين لم ينجحوا في المجمعات الانتخابية ولم يساندوا مرشحي الحزب وتحالفوا مع المرشحين المستقلين. ويستعد الحزب لما وصفته مصادر بعملية "قطع رقاب" وتصفية لم يشهدها فى تاريخه، حيث يقوم أحمد عز أمين التنظيم بإجراء مشاورات مع أمناء الحزب المحافظات حول الأسماء المرشحة لتولي المناصب القيادية على مستوى قواعد الحزب، خاصة ممن كان لهم دور بارز وأسهموا بشكل قوي في الانتخابات الأخيرة، والتزموا حزبيا بتعليمات أمانة التنظيم، وغالبية المرشحين من جيل الوسط. وذكرت المصادر، أن هناك عددًا كبيرًا من الشكاوى من جانب مرشحين وصلت لأحمد عز أثناء العملية الانتخابية ضد قيادات الحزب، وقابل هذا الأمر بغضب شديد، قائلاً: "إللي ميكبرش للحزب الحزب مايكبرلوش وبألف سلامة المركب اللي تودي". وكشفت المصادر ذاتها، أن من الأسماء المرشحة لشغل مناصب قيادية داخل الحزب المرشحين الذين لم يحالفهم التوفيق في الانتخابات الأخيرة، لأسباب تتعلق بإستراتيجية الحزب في المعركة الانتخابية، من خلال مساندة عدد من مرشحي المعارضة على حساب عدد من مرشحي الحزب. في غضون ذلك، لا تزال ردود الفعل حول النتائج الكاسحة التي حققها الحزب في الانتخابات تتوالى مع إشادات من جانب المرشحين الفائزين الذين أثنوا بشدة على التكتيك الذي اعتمده "الوطني" خلال الانتخابات والقائم على اختيار عدد من المرشحين للتنافس على مقعد واحد في العديد من الدوائر. وصرح اللواء فادى الحبشي، المرشح الفائز بمقعد الفئات بدائرة شبرا، أن الحزب خطط بشكل جيد للانتخابات الأمر الذي أتاح لمرشحي الحزب تحقيق الفوز الكاسح، رافضا اتهامات المعارضة حول حدوث تزوير لصالح "الوطني". وقال إن الحزب لم يقم بعمليات تزوير كما يدعي البعض لكن ضعف المنافسين دفعهم إلى اتهام "الوطني" بأنه قام بممارسة التزوير لصالح مرشحيه، وهو ما قال إنه لم يحدث، معتبرا أن ما قيل يندرج في إطار الشائعات التي اعتبر الهدف منها التغطية على فشل المعارضة خلال الانتخابات. من جانبه، وصف عبد الرحيم الغول، المرشح الفائز بدائرة نجع حمادي بأنه انتصار للحق وانتصار لشعبيته التي لا تقف عند حد المسلمين فقط بل تمتد إلى الأقباط الذين قال إنهم ساندوه بقوة خلال الانتخابات، مؤكدا أن هناك أقباطا تصدوا بقوة للحملة التي استهدفته وحاولت إسقاطه، عبر النيل منه وشعبيته، وتابع: أقول لهؤلاء الأقباط أنى مدين لكم بالحب والاحترام. وأشار الغول إلى أن المعركة بنجع حمادي كانت قوية، موضحا أن الحزب لم يتدخل لمساندة مرشح على حساب آخر، وكانت هناك تعليمات مستمرة بعدم الخروج عن النص، مشيدا بقيادات الأمانة العامة التي قال إنها نجحت في خطتها التي خاضها الحزب الانتخابات، وقال إن المرشحين الذين انسحبوا من الانتخابات بدعوى أن هناك تزويرا كان ذلك بسبب ضعفهم وليس بسبب التزوير كما ادعوا.