سقط عشرات المصابين الاثنين، خلال اشتباكات مع الشرطة بعد إعلان نتائج لانتخابات مجلس الشعب بمصر والتي يقول معارضون ومراقبون إن مخالفات واسعة شابتها. وتنافس في الانتخابات التي أُجريت يوم الأحد ألوف المرشحين على 508 مقاعد وستعلن نتيجة الجولة الأولى رسميا يوم الثلاثاء. ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد شهود العيان قوله: إن اشتباكات وقعت بين الشرطة وأنصار المرشح الخاسر في الانتخابات محمد العمدة في مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر وان العشرات أُصيبوا بجروح أو اختناق. وأضاف الشاهد، "بمجرد خروج العمدة من لجنة الفرز وإعلان أنه خسر مقعده في مجلس الشعب ألقى مئات من أنصاره الحجارة على قوات الشرطة"، وأكد أن الشرطة أوسعت بعض المحتجين على النتيجة ضربا بالعصي والأيدي وأطلقت على آخرين قنابل الغاز المسيل للدموع. ودار الاشتباك أمام مدرسة أم المؤمنين الابتدائية التي جرى فيها فرز الأصوات ومركز شرطة مدينة كوم أمبو المجاور لها. وقال الشاهد: إن المحتجين قطعوا طريق القاهرةأسوان الزراعي الذي يمر بالمدينة مستخدمين إطارات السيارات المشتعلة ومزقوا صورة للرئيس حسني مبارك وأشعلوا فيها النار على الطريق وهو أطول طريق سريع في مصر. وخسر العمدة مرشح حزب الوفد - وهو حزب ليبرالي - أمام مرشح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه مبارك، وقال الشاهد: إن أنصار العمدة يعتقدون أن الانتخابات زُورت لمصلحة مرشح الحزب الوطني. وتوجه عدد من المحتجين إلى مقر الحزب الوطني في المدينة وكسروا بابه وحطموا زجاج نوافذه ومحتوياته بالكامل بحسب الشاهد. فيما أكد العمدة أن عودة الهدوء إلى كوم أمبو تتطلب الإفراج عن سبعة من أنصاره ألقت الشرطة القبض عليهم، وأضاف "شباب قبيلتي مستاءون من تزوير الانتخابات، الاعتداءات المتبادلة بين أنصاري والشرطة غير مخطط لها نهائيا." وفي مدينة قطور بمحافظة الغربية في دلتا النيل قال شاهد: إن مصابين سقطوا في اشتباك بين أنصار مرشح مستقل أعلن أنه سيخوض الإعادة والشرطة. وأضاف أن الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع ضد أنصار المرشح الذين رشقوها بالحجارة بعد أن أحرقوا واجهة صيدلية وحطموا واجهة صيدلية أخرى يملكهما مرشح منافس خاسر من الحزب الوطني كما حطموا سيارة يملكها. وتابع أن أنصار المرشح المستقل حطموا واجهات عدد من المتاجر وأربع سيارات وقطعوا طريقا يمر بالمدينة وأوقفوا القطارات المارة بالمدينة أيضا. وفي قرية شبرا اليمن بالمحافظة قطع أنصار مرشح مستقل طريقا بإطارات السيارات المشتعلة، ويقول أنصار للمرشح: إن الحكومة حاربت زعيم الأغلبية في مجلس الشعب المنتهية ولايته عبد الأحد جمال الدين وأسقطته. ويقول سكان: إن المصابين في الاشتباكات مع الشرطة يعالجون في عيادات خاصة أو في بيوتهم تجنبا للقبض عليهم إذا دخلوا المستشفيات العامة. وفي مدينة القوصية في محافظة أسيوط في جنوب البلاد نظم ألوف من أنصار المرشح الإخواني محمود حلمي مسيرة في أكبر شوارع المدينة بعد إعلان خوضه جولة الإعادة، فيما ألقت الشرطة عليهم القنابل المسيلة للدموع لكنهم اشتبكوا مع الجنود ودفعوهم إلى الوراء مستخدمين الحجارة قبل أن يفضوا المسيرة التي شارك فيها حلمي واقفا في صندوق شاحنة صغيرة ومرددا الهتافات. وهتف المتظاهرين "الإسلام هو الحل.. شرع الله عز وجل" و"لا للتزوير.. لا لتغيير إرادة الناس". وقال شهود عيان: إن خمسة مسلحين اقتحموا في وقت لاحق مقر الحزب الوطني في المدينة وحطموا جانبا من محتوياته وألقوا باقي المحتويات في الشارع وأشعلوا فيها النار. بدورها، قالت منظمات مصرية معنية بحقوق الإنسان: إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثون آخرون في أعمال عنف متصلة بالانتخابات قبل الإدلاء بالأصوات. وفي مدنية الفكرية بمحافظة المنياجنوبيالقاهرة أطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء وقنابل غاز مسيل للدموع لتفريق أنصار عدة مرشحين خارج لجنة الفرز. وقال شاهد إن المدينة التي شهدت في وقت سابق إلقاء الحجارة على لجنة الفرز تحولت إلى ثكنة عسكرية. واستخدمت في أعمال العنف خلال الحملة الانتخابية طلقات الرصاص والسيوف والخناجر والحجارة وألقت الشرطة القبض على نحو 200 من الناشطين في العملية الانتخابية. وفي مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ في دلتا النيل قالت مصادر أمنية وشهود عيان يوم الاثنين إن قنبلة حارقة ألقيت على خيمة لفرز الأصوات في المدينة ليل الأحد مما أدى لاحتراق أغلب صناديق الاقتراع وأعقب ذلك اشتباك بين محتجين على النتائج والشرطة. وألقت قوات مكافحة الشغب يوم الأحد قنابل الغاز المسيل للدموع على أنصار المرشح حمدين صباحي في مدينة بلطيم إحدى مدن المحافظة خلال قيامهم بتحطيم نحو خمسة عشر صندوق اقتراع في لجنتين انتخابيتين قائلين إن الانتخابات زورت لمصلحة مرشح الحزب الحاكم.