ثارت في الفترة الأخيرة أحاديث ولغط كبير حول مسألة الدنمارك وإساءة الصحافة الأوروبية والدنماركية لرسولنا الكريم وثار كل غيور على رسول الله وعلى دين الإسلام ضد هذه الرسومات وهذه الإهانات غير المبررة وأثناء هذا كله وأثناء انشغال المسلمين بالقضية ظهرت على السطح قضية أخرى جذبت الانتباه من القضية الأصلية وهي اختلاف الدكتور العلامة الشيخ يوسف القرضاوي مع ابنه الأستاذ عمرو خالد وهو خلاف مشروع في الرأي ولكن ما حدث انتقل بهذا الخلاف من خلاف إلى اختلاف وبدأ الحديث يكثر والصوت يعلو حتى غطى على القضية الأساسية وتحول الأمر من نصرة لرسول الإسلام إلى هل أنت مع عمرو خالد أم مع الدكتور يوسف القرضاوي؟!! وقد قام الدعاة كما يسمون أنفسهم أو تسميهم الصحافة بالنيل من أ/ عمرو خالد وتحدثوا عنه بما يصح وما لا يصح ووضعوا الشباب المسلم في حيرة هل هؤلاء هم دعاة الإسلام الذين يتحدثون عن أن الإسلام يقبل الآخر وأن الإسلام دين حوار وهم لم يستطيعوا أن يتحاوروا وهم أبناء الدين الواحد والدعوة الواحدة هل هؤلاء هم دعاة الإسلام الذين يدعوننا لنصرة الإسلام وهم أول من خذلوه وفكر كل واحد منهم في نفسه هل هؤلاء هم دعاة الإسلام الذين يدعوننا للإخلاص وهم يبحثون عن الشهرة من خلال السب والقذف والإساءة لبعضهم البعض ونشر أسرار الخلافات الداخلية بينهم إلى العلن لينال كل منهم من الآخر هل هؤلاء هم دعاة الإسلام الذين يسألوننا دائماً ماذا تقولون لرسول الله إذا رآكم على هذا الحال فماذا تقولون أنتم وأنتم من يحمل رسالة تبليغ دعوته وأنتم من تتحدثون باسمه وبحديثه ماذا تقولون له وقد وضعتم الشباب المسلم في فتنة لا يعرف فيها الصواب من الخطأ فكل له رأي وكل يسفه من رأي الآخر ولعلي أتساءل هل هذه هي الفتنة التي طالما تحدثتم عنها وقال عنها رسول الله هي فتنة يصبح الحليم فيها حيران ألم تفكروا للحظة أنكم أنتم من أشعلتم هذه الفتنة وأصبحتم بعد ذلك وقودها وفي النهاية لا أجد إلا أن أقول لكم بالله عليكم اتقوا في شباب الإسلام اتقوا الله في أنفسكم ولا تكونوا من الذين يقولون ما لا يفعلون وإلا فدعوا أمر الدعوة لمن يستطيع أن يتحمل عبئها خالد ممدوح