هل دستور 2013 المطلوب التصويت عليه كامل ورائع.. لا يأتيه الباطل في أي مادة من مواده؟.. بالطبع لا، فلا الظروف التي وضعت فيها مسودته،.. ولا «المواءمات» التي تشكلت بها لجنته الخمسينية،.. ولا الضغوط التي تعرض لها اعضاؤها.. لا شيء من ذلك يسمح بخروج «منتج» نهائي مثالي، لا تجد في مواده مثلبا،.. ولا بين سطوره ثغرة. .. ولكنه - والحق يقال - في مجمله دستور يستحق التأييد، ليس لكماله، ولا لتمامه، وانما نظرا للظروف التي تمر بها مصر، والتي يعاني منها المصريون على جميع الصعد بلا استثناء. نعم فظروف مصر الآن لا تسمح بمزيد من «الجدل» والسفسطة، والمماحكة، والمناظرات، والتنظير، قد تسمح ب«التحفظ» على بعض المواد، او الفقرات، بهدف تسجيل الموقف، وايضاح الاختلاف، وتبيان وجهة النظر، لكنها ابدا لا تسمح بالتصويت ب«لا» على مشروع الدستور، او بالمقاطعة. ومع تقديري واحترامي لما فعله الرئيس عدلي منصور، الذي أصر على قراءة مشروع الدستور، واستخدام خبرته كرئيس للمحكمة الدستورية العليا في التأكد من عدم وجود شوائب ربما تفتح الباب للطعن في دستورية بعض مواده، إلا أنني كنت أتمنى ألا يستخدم صلاحياته في تعديل المواد، وتركها كما وضعتها اللجنة حتى يصوت الشعب عليها، كي لا يتهم بالتدخل في صياغة مشروع دستور، «قتلته» لجنة ال50 بحثا!! أما فيما يتعلق بإعلان الإخوان أنهم سيقاطعون التصويت على الدستور.. فلا يقال لهم سوى: كيف أصدقك وهذه آثار فأسك؟! لا أعتقد مطلقاً أن الإخوان سيقاطعون التصويت، ولا سيتركون المصريين يصوتون أيضاً، بل سيحشدون كتائب «السمع والطاعة» للتصويت ب«لا»، وسيبذلون كل ما بوسعهم لمنع «المصريين» من الحشد للتصويت،.. وما إشاعة مقاطعتهم التصويت إلا لتثبيط عزائم مؤيدي إقرار الدستور، وإحباط همم المترددين حتى يقولوا: «طالما سيقاطع «الإخوان» فيكفي المؤيدين التصويتُ ب«نعم» ليمر الدستور. هذا هو ما تعودناه منهم، أليس مرشدهم «بديع» من اعلن يوم 9 أكتوبر 2010 ان الجماعة ستشارك في انتخابات مجلس الشعب على %30 فقط من المقاعد وذلك ظهر هذا اليوم بمقر الجماعة بالمنيل. ثم فاجأنا د. أحمد عارف المتحدث الرسمي للجماعة ان حزب الحرية والعدالة سينافس في كل الدوائر الانتخابية، وصاحب ذلك حملة في المساجد والزوايا.. و«غير ذلك»؟!.. وكانت المنافسة على جميع المقاعد!! ألم تعلن الجماعة رسمياً أنها لن ترشح ممثلاً لها في انتخابات الرئاسة، ثم كان الشاطر وأبو الفتوح.. ثم مرسي؟ إذا كان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف بثلاث؟ .. لا تصدقوا مقاطعة الإخوان.. وسوف ترون الحقيقة بأم أعينكم، وشاركوا جميعاً بكل قوة وكثافة في التصويت على الدستور، وأيضاً الانتخابات الرئاسية وقولوا ما تعتقدون أنه الحق، حتى تخرجوا بمصر من الحفرة التي سقطت فيها، وتعيدوا لها البريق الذي تستحق. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66