مصر تدخل مرحلة شديدة الدقة في تاريخها، وما لم تعبرها بنجاح، فالقادم سيكون شديد السوء، لا يعلمه إلا الله علام الغيوب. انتهت لجنة الخمسين من التصويت على الدستور، وسيتسلمه الرئيس، وسيتم التصويت عليه لإقراره أو رفضه. .. هذا «الدستور» ناقشته لجنة من 50 مصرياً، يستحيل أن يتفق كل فرد فينا على «حبهم» جميعاً - أنا شخصياً لا «أحب» رئيس اللجنة ولكني «أحترم» عمله - ، .. فدعونا نفرق بين «الحب»، و«الاحترام»، و«التعايش»، و«التفاهم»، بعيداً عن «الكراهية»، و«الإقصاء»، و«التدمير». هذا «الدستور» (247) مادة.. هل يعتقد عاقل ان ال 95 مليون مصري يتفقون عليها جميعاً؟!! بعضنا يرفض نصفها أو أكثر، وبعضنا كان يتمنى تعديل بعض المواد،.. ومنا من كان يفضل اعتماد دستور (1971) بعد تنقيحه من الإضافات المعيبة.. ولكن في النهاية اصبح لدينا دستور يصلح للاعتماد عليه، ويجب الاتفاق على إقراره، حتى نعبر المرحلة «الموحلة» التي نمر بها، لنواجه تحديات الانتخابات سواء الرئاسية او البرلمانية. نعم يجب الالتفاف حول الدستور، حتى نعبر المرحلة، وعندما يكون لدينا برلمان منتخب، ورئيس منتخب، فليعيدوا النظر فيه كما يشاؤون، أما ان نقف مكاننا «مولولين ونائحين» لنصرخ، عدّلوا هذه المادة، ونقّحوا تلك، فلا أعتقد ان مصر تملك رفاهية «الوقت» الذي يضيع في «الجدل» و«السفسطة»، ويضيع معه بلد بالكامل. مرة اخرى أدعو الله ان ينجح اولو الامر في العبور بمصر من هذه المرحلة الحرجة، ويسلّموا البلاد الى رئيس منتخب، وبرلمان منتخب، ويعود جيش مصر الباسل معزَّزا.. مكرما.. رافع الرأس الى ثكناته ويرابض خير جند الارض حماة العِرض على حدوده ليردعوا كل طامع، ويزجروا كل من يريد بمصر شرّاً، ولا يتعرض جندي منهم لموقف المواجهة مع «مدني» مصري مرة اخرى أبدا.. يارب. مرة أخرى أرجو أن نسمو جميعاً فوق مصالحنا الفئوية، وحساباتنا الشخصية، واهوائنا الذاتية، ونتكاتف حتى نحافظ على بلدنا، ونعود لحياة «المصريين» الطبيعية التي عرفها العالم معهم، قبل ان «تتعود» عيوننا على مشاهد القتل والدماء، وتتآلف أسماعنا مع عبارات السب والقذف والتجريح التي لم نعتدها من قبل، وتتقبل ضمائرنا الاعتداء على الآخر واغتياله معنوياً أو عملياً طالما اختلف معنا في الرأى. أعيدوا لنا وطننا، مصر التي نعرفها.. مصر الوسطية.. المتسامحة.. الدافئة.. الحنون، فقد وحشتنا.. وأوحشنا غيابها. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66