يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم، سورة الرعد، الآية (11): {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. كانت هذه اجابتي على الصديق الذي دخل المكتب منفعلا، لاعنا «سلسفيل» الجيل الجديد الذي لم يعد لديه قيم أو تقاليد أو احترام لشيء. صرخ غاضباً: تصور المحرر الجديد اعدي من قدامه وأقول السلام عليكم، يرد عليا وهو حاطط رجل على رجل وعلى وشه ابتسامة بلهاء دون معنى. هدأت خاطره، ورددت الآية الكريمة السابقة فعاد للانفعال غاضباً: يا أستاذ، بقولك عيال مش متربية ترد عليا بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!!.. قلت له: يا عزيزي.. نحن السبب فيما وصلنا اليه، ولن يغير الله حالنا «المايل» حتى نبدأ في الاعتراف بخطئنا، ومعالجة هذا الخطأ. لماذا ترك بعضنا أبناءه دون توجيه وإرشاد وتعليم حتى وصلوا إلى ما هم فيه؟.. كان هناك جيل يستخدم ألفاظاً «ضرورية» بدأت تنقرض أمام أعيننا دون أن نحرك ساكناً، كان إذا طلب أمراً قال «من فضلك أو لو سمحت أو لو تتكرم»، وإذا خاطب الآخر، خاطبه بحسب سنه ومكانه ومكانته، فيقول حضرتك وسيادتك ويا فندم ويا أستاذ، وحتى البواب والسايس وفراش المكتب كان اسمه «عم فلان»، وإذا قدم لك أحدهم خدمة، حتى وإن دفعت ثمنها تقول له: شكراً أو ربنا يقويك. وكانت السلوكيات في العمل تحترم التراتبية والخبرة والرئيس والمرؤوس، وفي الشارع هناك حق الطريق وحق الجار، فلا تغلق بسيارتك باب بيت جارك، ولا تدع أولادك يزعجونه بأصواتهم وقت راحته، وتقصر صوت التلفزيون والمسجل حتى لا تقلقه. انظر إلى حالنا اليوم.. وكيف يتكلم الأبناء «المتفتحون» مع آبائهم ومدرسيهم وأقاربهم، وكيف تنقل لنا المسلسلات والأفلام هذه السلوكيات السخيفة، كعوامل مكملة لرسم صورة الشاب والشابة العصريين. يا عزيزي.. أصبحت «يا معلم»، وياصديقي تحولت «يا مان» ويا والدي صارت «يا بوب»، ويا حاجة استبدلناها بألفاظ كثيرة لا تليق بست الحبايب. وتحولت الشوارع الى حفلات سباب فاحش، سواء جداً او مزاحاً،.. وتركنا أهلنا يفترسهم الثالوث: الجهل والفقر والمرض، حتى أصبحنا على ما نحن عليه. ثم تنفعل سيادتك لأن «المحرر» الجديد لم ينزل ساقه اثناء رده على سلامك!! يا صديقي أكررها لك مرة أخرى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} صدق الله العظيم. وأتمنى أن نبدأ جميعاً التغيير من الآن.. من اللحظة.. فلم يعد لدى مصر رفاهية الوقت.. ولا الانتظار. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66