«نجم» مات.. آخر خبر في الراديوهات.. وفي الكنايس والجوامع والشوارع وع القهاوي والبارات «نجم» مات.. ليسمح لي صديقي الأديب صلاح الساير ان استعير «تصرفه» في قصيدة «جيفارا مات».. للشاعر الكبير الذي غيبه الموت أحمد فؤاد نجم.. ضمير الستينيات، وما ادراك ما الستينيات، صاحب القلب الابيض، واللسان الحاد، والقريحة التي لا تنضب،.. شاعر «عامية» الغلابة والفقراء.. رحل «الفاجومي» عمدة «خوش قدم»، رفيق درب الشيخ إمام، الذي صنع معه اسطورة ثنائي لم يتكرر، ايقظ الوطنية في نفوس اهل المحروسة، وذاق السجن في كل العصور،… غاب من اختاره صندوق مكافحة الفقر التابع للامم المتحدة «سفيرا للفقراء». رحل «نجم» عن حياتنا، وترك تراثاً من «الهم» الثوري الحقيقي الذي تربى عليه جيل كامل طوال أكثر من 55 عاماً من العطاء الذي لم ينضب لحظة، و«المرمطة» التي جعلته نزيلاً في كل سجون مصر. أسماه السادات «الشاعر البذيء»، لسلاطة لسانه، وأطلق عليه د.علي الراعي «الشاعر البندقية»،.. واستحق «نجم» كراهية السادات له – رحمهما الله – ولم ينس قصيدته حول زيارة الرئيس الأمريكي نيكسون وترحيب السادات به، ووصف نجم للسادات بأنه من «سلاطين الفول والزيت»، وكذلك لم يحظ نجم أبداً بعطف الرئيس مبارك وهو الذي أتحفه بقصيدة «نؤيد سيادتك» والتي قال له فيها: «نؤيد سيادتك لفترة جديدة نكمل خلالها المسيرة السعيدة وبالمرة فيها نبيع الحديدة مفيش حاجة تانية نبيعها خلاص نؤيد سيادتك لأجل المزيد من اللي تحقق بفضلك أكيد بقينا خلاص ع الحميد المجيد وربك لوحده في ايده الخلاص مات شاعر عشقه الشعب، وكرهه كل من وصل للسلطة، حتى الإسلاميين أسموه «الشاعر الحشاش»، وهو القائل: «نفسي في صنف حشيش ينمل الدماغ وينضف النغاشيش وأخش في الغيبوبة.. وأنسى مشكلة الانبوبة وأنسى بلدنا المنهوبة وأنسى اللي بيجهزوه عشان يبقى رئيس للمخروبة.. رحمك الله يا صوت المطحونين، وغفر خطاياك، وستبقى «بهية أم طرحة وجلابية» تذكرك، مصرياً عاشقاً لترابها، مدافعاً عن كرامة أهلها، مواجهاً لكل طاغية جثم على «أنفاس» ناسها، مقاتلاً كل فاسد بالكلمة الثاقبة، والعبارة الحارقة.. سيفنى الفاسدون وستبقى مكافحتك للفساد وسينجلي الظلم.. وتبقى مقارعتك للظالمين. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66