سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الفاجومي مات.. يا ميت خسارة على الرجال».. وفاة أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهز 84 عاماً.. عارض «ناصر والسادات ومبارك ومرسي» ب«مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر».. رحل وترك «عبد الودود مرابط على الحدود»
«شاعر الغلابة» هكذا كان يسمي المصريون أحمد فؤاد نجم، الذي رحل صباح اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 84 عامًا. «نجم» أحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي الملتزم بقضايا الشعب والجماهير الكادحة ضد الطبقات الحاكمة الفاسدة، وبسب ذلك سجن ثمانية عشر عاما. ولد أحمد فؤاد نجم لأم فلاحة أمية من الشرقية، وأب يعمل ضابط شرطة، وكان ضمن سبعة عشر ابن لم يتبق منهم سوى خمسة، والسادس فقدته الأسرة ولم يره، التحق بعد ذلك بكتّاب القرية كعادة أهل القرى في ذلك الزمن. أدى وفاة والده إلى انتقاله إلى بيت خاله «حسين» بالزقازيق، حيث التحق بملجأ أيتام عام 1936، والذي قابل فيه المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة، بعد ذلك عاد لقريته للعمل «راعي للبهائم» ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته. بعدها بسنوات عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم، بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية، ثم دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب «نجم» للدعوة وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي، وفي تلك الفترة سرق بعض المسئولين المعدات من الورشة، وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء، ما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات سجن. وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن)، وكتبت له المقدمة سهير القلماوي، ليشتهر وهو في السجن. بعد خروجه من السجن عُين موظفا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية، وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، بعد ذلك تعرف على الشيخ إمام في حارة «خوش»، ثم أصبحوا ثنائي معروف، وأصبحت الحارة ملتقى المثقفين. قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجون: إن فيه قوة تسقط الأسوار، وأسماه الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية" في حين يسميه: أحد الحكام العرب وهو أنور السادات: "الشاعر البذيء". في عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء. ورغم أنه سجن في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أنه أحبه ووصفه بأنه «نصير الفقراء» وقال إنه لم يتكرر مرة أخرى، بينما وصف الرئيس السادات بأنه «شيخ منصر» وعارضه بسبب سياسة الانفتاح الاقتصادي ومعاهدة كامب ديفيد، وعارض الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجله جمال، فيما قال، جماعة الإخوان عبارة عن «تشكيل عصابي»، واصفا محمد مرسي أثناء حكمه بأنه «عبيط». رحل فؤاد نجم ولكن بقيت أشعاره تحث المصريين للثورة على الظلم والفساد.