إعترف الدكتور / عبد الحميد الغزالي المستشار السابق لمرشد الأخوان و من قبله المرشد السابق مهدي عاكف بوجود صفقة بين الجماعة و الأمن فى انتخابات 2005 ، هذا و لم يكشف أى منهما حتى الآن عن تفاصيل تلك الصفقة إلا أن نتاج تلك الصفقة كان حصول الأخوان على 88 مقعد فى البرلمان المصري و لم نعرف ماذا حصد الأمن و الحكومة من هذه الصفقة و لكن المرشد السابق مهدي عاكف خرج وقتها علينا بدعوة الأمة إلى حضور انتخابات الرئاسة و لم يسم مرشحاً وقتها ، في الوقت الذي أعلنت فيه جمهرة من القوى السياسية مقاطعة انتخابات الرئاسة على أساس أن التعديلات الدستورية جاءت لتخدم أشخاصا بذواتهم وحرمت الكثيرين من الدخول إلى هذه الانتخابات فقد جعلتها إحدى المستحيلات كالغول والعنقاء والخل الوفي ومعهم انتخابات الرئاسة. و من عجب أن د. الغزالي قال أيضاً أن انتخابات 2010 لم تشهد أى صفقات و لم يقل لنا هل الأمن يرفض عقد صفقة جديدة مع الأخوان أم أن الأخوان هم الذين يرفضون عقد صفقة جديدة أم أن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى أهم ملامح الصفقة؟ وإذا تمت بينهما صفقة ما ، هل سيعلنون لنا عنها أو سيعترفون لنا بعد سنوات دون الإشارة إلى أبعاد تلك الصفقة كما يحدث الآن؟. و من عجب أن د.الغزالي يقول فى حديثه أن النظام اغتال الحياة السياسية خلال الثلاثين عاماً الأخيرة !! وإذا كان ذلك كذلك ألا يكون من المنطقي أن من عقد صفقة مع من اغتال الحياة السياسية يكون هو نفسه شريكا فى هذا الاغتيال و يكون الإخوان و النظام شريكين فى اغتيال الحياة السياسية ؟ ، وأن المشاركة فى انتخابات 2010 هى قتل مع سبق الإصرار و الترصد لأخر أمل فى الضغط على هذا النظام للحصول على ضمانات لنزاهة الانتخابات و إطلاق الحريات. ولقد احتواني العجب والدهشة من مقولة الدكتور عبد الحميد الغزالي :"إن المشاركة فى الانتخابات التشريعية هى الأمل فى الوقت الحاضر للخروج من المأزق الحضاري الذى نعيشه " !! و بغض النظر عن يقيني الشديد بأن جمهور الأخوان الذى يساق إلى الانتخابات البرلمانية و يساق إلى المعتقلات بلا ثمن حقيقي يجنيه لا يعرف ماذا يعنى الدكتور بمقولة المأزق الحضاري إلا أننى أؤكد للدكتور الغزالي أنكم والنظام صنعتم أكبر مأزق فى تاريخ مصر عندما أعطيتم الشرعية لانتخابات 2005 و شاركتم فى جريمة بحق الوطن لا تسقط بالتقادم و هى أسوأ تعديلات دستورية فى تاريخ مصر خرجت عن هذا البرلمان الذى تتمتعون فيه بعدد 88 مقعد و هو أكبر عدد للإخوان فى تاريخهم السياسي فى البرلمان المصري و لم نجد منكم رجلا رشيدا يقدم استقالته احتجاجا على هذه التعديلات و عليه فيكون المأزق الحضاري قد شارك فيه الإخوان حيث ذُبحنا جميعاً بدم بارد إثر تلك التعديلات السيئة. و بغض النظر عن رغبة الإخوان فى عمل صفقة جديدة فى الانتخابات القادمة أو عدم رغبتهم فإن الوزير صفوت الشريف قال بأن الحزب الوطني لن يدخل فى صفقة سرية مع أحد و هو ما يعنى أن الحزب هو المستغنى هذه المرة عن صفقاتكم المريبة و التى لا نعلم عنها شيئا حتى وقتنا هذا. إننا جميعاً على أعتاب مرحلة جديدة من الحياة السياسية فى مصر و النظام أصابه الضعف بعد أن استطاع إضعاف المعارضة بكافة أشكالها الرسمية – أى الأحزاب – و غير الرسمية – أعنى الإخوان، و لم يعد هناك أمل سوى فى بعض الحركات الاحتجاجية كحركة كفاية و شباب 6 أبريل و غيرهم من الحركات التى باتت أحرص على مصلحة الأمة – رغم قلة عددها – من حركات المعارضة المهذبة التى زاد عددها عن عدد جنود الأمن المركزي و لكنها لم تختلف عنهم كثيراً فى السمع و الطاعة دون أن تكلف نفسها و جماهيرها عناء البحث و التفكير ، تلك الحركات التى تنازلت عن مصلحة الأمة و باتت تلهث وراء الشرعية المحجوبة و الحصانة المسلوبة و لن تحصل لا على هذه و لا تلك فنحن أمام نظام لا كرامة لمعارض عنده و لا أمل إلا بعودة كرامة الأمة و تقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية و كفانا صفقات مشبوهة لا تغنى و لا تسمن من جوع و تكرس لاستمرار هذا النظام و إضعاف المعارضة، ووفقاً للقانون فإن عقوبة الشريك هى نفس عقوبة الفاعل الأصلي و لم يفرق بينهما القانون ، فهم فى الذنب سواء ، والأمة أيضاً لم و لن تفرق بين الفاعل الأصلي و الشريك فى جريمة تزوير إرادة الأمة. عضو مؤسس بحزب الوسط