أعلن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن مصر طرحت خيار الكونفيدرالية على الأشقاء فى السودان والذى يعنى بقاء الشمال والجنوب فى إطار دولتين لكل واحدة جيشها وسفارتها فى الأخرى ضمن هذا الإطار العام. وقال أبوالغيط - فى أول لقاء له مع أعضاء لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى الأربعاء الذى يرأسه صفوت الشريف رئيس المجلس - إن البرنامج الذى طرحته مصر فى هذا الإطار لا يقارن بما تطرحه أى دولة أخرى وهذه هى عظمة مصر تجاه السودان. وأضاف وزير الخارجية أن السودانيين طلبوا إتاحة الوقت لهم لدراسة الخيار المصرى، وإن كان لديهم بعض الحذر. وقال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية إن مصر تتابع أحد أخطر اللحظات التى تتعرض لها علاقتها بالسودان منذ عام 1818, وهى لحظة فارقة فى تاريخ علاقات البلدين, واليوم نشهد تاريخا جديدا نأمل أن تتم صياغته بأكبر قدر من الهدوء. وأضاف أن مصر ترى ضرورة أن يجرى الاستفتاء على انفصال الجنوب عن الشمال فى إطار وحدة السودان خاصة أن الشمال رأى أن المضى فيه ثقة منه فى تأييد الشعب فى الجنوب لخيار الوحدة. وأكد وزير الخارجية أن مصر رصدت مبكرا أن هناك تحديات لحقيقة السودان الموحد, وانطلقت مبكرا لكى تساعد أهل الجنوب على الاختيار الأمثل من وجهة نظرها وهو الوحدة, مشيرا إلى أن مصر وضعت خلال السنوات الأربع الماضية ما يقرب من نصف مليار جنيه فى جنوب السودان على هيئة مستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء وجامعة وكل ذلك تم بهدوء. وقال أبوالغيط إنه إذا كان الاختيار لاتجاه الانفصال, فعلى الأقل يكون لدينا علاقة صداقة متينة خاصة أنهم أهلنا سواء فى الشمال أو الجنوب، معربا عن القلق من اقتراب موعد الاستفتاء فى جنوب السودان فى التاسع من يناير/كانون ثاني القادم فى ظل عدم التوصل إلى حلول للمشاكل القائمة ومنها الحدود وتوزيع الثروة وخاصة البترول وتحركات القبائل. وقال إن من ضمن المشكلات فى السودان وضع إقليم "ابيى" الزاخر بالثروة البترولية والذى يدخله ملايين البشر فى حركة سنوية شمالا وجنوبا مع تغير المناخ وهطول الأمطار . وأضاف أن الجهد المصرى ينصب على تجهيز الأدوار جيدا قبل الاستفتاء وإنهاء المشكلات الخلافية، مؤكدا أنه لامشكلة إذا تم تأجيل الاستفتاء لعدة شهور، مطالبا السودانيين بأن يضعوا فى اعتبارهم أولوية "أهمية الحياة" عن أهمية موعد الاستفتاء. وحذر الوزير من أن الانفصال سيترك بصمة جادة..موجها حديثه للسودانيين بأن "يتفقوا من الآن, إذا كان الانفصال آتيا عليكم أن تتجهوا إلى الكونفيدرالية"، مضيفا "أننا نخشى من أن يكون الانفصال متسما ببعض أعمال العنف ويؤثر على علاقة السودان بدول الجوار ومصر التى يمكن أن تضطرها الظروف إلى استقبال السودانيين "وهو وضع مقلق يجب الإعداد له جيدا". وأشار أبوالغيط إلى وجود انعكاسات لأزمة جنوب السودان على إقليم دارفور..داعيا حكومة السودان وأطراف التمرد فى الإقليم أن يصلوا إلى اتفاق وبشكل سريع لأنه لو حدث انفجار فى الموقف هناك سيكون ضارا للغاية على السودان ومصر, وبالتالى نحن نسعى إلى تهدئة الخواطر والتوصل إلى تسوية. وذكر وزير الخارجية أن "مصر لديها مايقرب من ستة آلاف من جنود القوات المسلحة يعملون على إستقرار الأوضاع فى السودان ,مابين كتيبتين مشاه ميكانيكى وسرية كاملة للاتصالات,وسرية إشارة, وسرية نقل ثقيل,وسرية مهندسين عسكريين..فضلا عن كتيبة مشاه مكونة من ألف فرد بقوة نيران هائلة فى جبال النوبة".