فتحت لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري في اجتماعها أمس برئاسة السيد صفوت الشريف رئيس المجلس والدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية والسيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية جميع الملفات الساخنة المتعلقة بالأوضاع الاقليمية والدولية والدور الريادي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس حسني مبارك تجاه هذه والقضايا. وأكد الشريف أن وزارة الخارجة تبذل جهودا كبيرة وفي اتجاهات متعددة لدعم العلاقات مع الدول الأفريقية والعربية في ظل عالم متغير ومتشابك مشيرا إلي أن هذه الجهود تعززها قيادة واعية وحكيمة من الرئيس حسني مبارك الذي يعطي كل جهده للقضية الفلسطينية والأمة العربية. وأكد صفوت الشريف أن مصر قادرة علي إدارة الأزمات بحكمة واتزان مشيرا إلي أن نيل المطالب لم يعد بالتمني ولكن الدنيا أصبحت تأخذ بالفهم والحوار. وقال إن هناك تاريخا طويلا من العلاقات الطيبة التي تجمع بين مصر والدول الأفريقية وهذه العلاقات تحتاج إلي المزيد من الجهد في وقت مليء بالتحديات. وأكد أن عملية السلام والقضية الفلسطينية تدخل مرحلة حاسمة وانها إذا ضاعت هذه الفرصة تضيع القضية كلها خاصة في ظل الانشقاق الفلسطيني الفلسطيني الذي يعد الأسوأ منذ وعد بلفور. ووجه الشريف التحية للقوات المسلحة المصرية ودورها الكبير في توفير الأمن والاستقرار في السودان الشقيق. وجدد تأكيده علي رفض مصر لأي تدخل في شأنها الداخلي أو الانتخابات البرلمانية القادمة وكذلك التهديدات التي يوجهها تنظيم القاعدة لمصر وللذين يزجون بأصابعهم في الشأن المصري. وكشف السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أمام اللجنة عن أن مصر طرحت خيار الكونفيدرالية علي الأشقاء في السودان والذي يعني بقاء الشمال والجنوب في إطار دولتين لكل واحدة جيشها وسفاراتها في الأخري ضمن هذا الإطار العام مؤكدا أن البرنامج الذي طرحته مصر في هذا الإطار لا يقارن بما تطرحه أي دولة أخري وهذه هي عظمة مصر تجاه السودان. وتناول أبوالغيط ما يتعلق بموضوع مياه نهر النيل مؤكدا أنه إذا تخلت مصر عن حقوقها القانونية تكون قد تخلت عن حقها في الحياة وهذا لا يمكن أن يحدث وأن مصر لن تتخلي عن ذلك أبدا ولديها من قوة القانون ما يؤكد حقوقها وأن أي شيء لن يتم إلا بالتوافق وأن هناك حقيقة خالدة تؤكدها طبيعة الأرض في دول المنبع وهي أن من يريد حجب المياه عن مصر سيغرق وهم يعلمون ذلك جيدا. واستعرض الوزير جهود مصر في افريقيا مؤكدا وجود300 من الخبراء المصريين يعملون في أفريقيا علي نفقة وزارة الخارجية إضافة إلي أنه تم تدريب حوالي8 آلاف من الأفارقة في مصر وأنه يتم تدريب400 من الأطباء الأفارقة لمدة أسبوعين في مصر مجانا إضافة إلي القوافل الطبية المصرية المستمرة في جنوب السودان ووصف أحمد أبوالغيط الوضع العربي الحالي بأنه مؤرق لأن القدر العربي ليس في يد العرب في ظل المأساة الكبري في اقليم العراق الجناح الشرقي للأمة مؤكدا أن العراق كان يمثل السد في هذا الاتجاه إضافة إلي لبنان التي كنا نسعي لتحقيق الاستقرار لها وهي الدولة التي يتعرض نسيجها إلي قدر من الشد والجذب الذي يجب وقفه فضلا عن الصومال المشرذم والسودان. وأكد أن هذه الأوضاع العربية تؤدي إلي وجود قلق في ظل القوي الأجنبية علي أرض العراق والقوي غير العربية التي لها تأثير علي الأرض العربية مشيرا إلي أننا نسعي إلي لم الشمل العربي ومنع الصراعات وتحقيق المصالحات في ضوء قدراتنا وفي إطار جامعة الدول العربية. وأضاف أن هناك أيضا الملف النووي الإيراني الذي يثير قلق دول الخليج العربي التي هي عمق الثروة العربية موضحا أن الأمر كله يحتاج ويتطلب بذل الجهد والتعاون والتنسيق والعمل العربي المشترك. وفي حديثه عن القضية الفلسطينية وصفها أبوالغيط بأنها قضية الفرص الضائعة وقال إننا كلما اقتربنا من خلق وضع جديد نجد خصما عنيدا لا يرغب في التخلي عن الأرض ونحن نعمل علي دفع المجتمع الدولي ومجموعات الضغط العالمية لفرض التفاوض عليه وأعتبر وزير الخارجية أن الأنقسام الفلسطيني يعد تخريبا للقضية وأنه يجب استعادة وحدة العمل الفلسطيني منتقدا بشدة عمليات القتل التي حدثت بين الفلسطينيين وملامح ظهور كيانين الأمر الذي يسعد الخصوم وفي مقدمتهم إسرائيل. وأكد أبوالغيط أن مصر تسعي لاقامة التوازن بين الفلسطينيين والإسرائيليين وطرح المواقف التي تؤمن للفلسطينيين حلم الدولة موضحا أهمية وجود كيان فلسطيني واحد وقيادة واحدة للشعب الفلسطيني.