اكد احمد ابوالغيط وزير الخارجية ان الجهود المصرية المبذولة علي المستويين العربي والافريقي تركز علي حماية الامن القومي المصري وكشف عن ان مصر عرضت علي السودانيين فكرة انشاء دولة كونفيدرالية بين الشمال والجنوب علي ان يكون لكل منهما أجهزته الحكومية وجيوشه وسفاراته علي ان يجمعهما مجلس واحد وانهما وعدا بدراسة هذه الفكرة مؤكدا ان مصر تبذل جهدا هرقليا وتعمل بهدوء ولديها برامج قوية للتعامل مع الملف السوداني ولا توجد دولة واحدة من اعضاء الاممالمتحدة لديها برامج مثل مصر مشددا علي ان التوافق بين الجانبين لصالح الطرفين وان خيار الانفصال له عواقبه ويجب ان يكون انفصالا متحضرا جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الشئون العربية والعلاقات الخارجية والدفاع والامن القومي بمجلس الشوري امس برئاسة صفوت الشريف رئيس المجلس وبحضور د. مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية ود. مصطفي الفقي رئيس اللجنة، واكد ابوالغيط ان مصر تتابع منذ اكثر من 3 سنوات الوضع بالسودان ورصدت منذ وقت طويل ان هناك تحديا لوضع السودان الموحد ولذلك تحركت مصر لوضع آليات تساعد اهل الجنوب علي الاختيار الامثل من وجهة نظر مصر وهي الحفاظ علي الوحدة ورصدنا نصف مليار جنيه تم ضخها بجنوب السودان بهدف مساعدتهم واذا ما انتهي اختيارهم للانفصال يكون لدينا علاقات طيبة معهم. واشار الوزير الي ان المشكلة التي تؤرقنا في مصر الان هي اقتراب موعد الاستفتاء في يناير المقبل دون حسم بعض العناصر الاساسية بين الجانبين مثل الحدود وتوزيع الثروة وحركة القبائل وكذلك منطقة اقليم »ايبي« الذي يزخر بكميات كبيرة من الثروات البترولية مؤكدا ان مصر تركز جهدها حاليا علي حل الامور الخلافية قبل موعد الاستفتاء وان تأجلت بعض الامور فلتؤخذ من منظور قدسية الحياة وليس قدسية الاستفتاء، وحذر ابوالغيط من خطورة الانفصال مشيرا الي ان الانفصال يترك بصمة حادة علي علاقات المجتمعات وقد تضطرنا الظروف لاستقبال بعض اولادنا السودانيين مما يمثل ضغطا علينا وان نعد أنفسنا لذلك جيدا مشيرا الي ان الوضع بالسودان يجب ان يهتم به كل مصري. واكد وزير الخارجية علي تمسك مصر التام بحقوقها التاريخية في مياه النيل مشيرا الي ان هناك اتفاقا وقع بين مصر وبريطانيا باعتبارها المسيطرة علي كل دول الحوض ويعطي لمصر حقوقها باعتبارها دولة مصب وهي الاضعف في التأثير علي المياه وينص الاتفاق علي ضرورة احاطة مصر بأي مشروع يتم علي مجري النهري. واكد وزير الخارجية ان هناك حقيقة خالدة ان هناك طبوغرافية لا يمكن تجاهلها وان الذي يريد حجب المياه عن مصر يغرق مشيرا الي ضرورة مراجعة الاستهلاك المحلي للمياه خاصة ان عدد السكان حاليا 80 مليون وسيصلون في 2030 الي 140 مليون نسمة اي سيحتاجون ضعف كمية المياه المستخدمة حاليا لذا يجب مراعاة الترشيد. وكشف وزير الخارجية عن ان الملف النووي الايراني يثير المخاوف والقلق لدي دول الخليج. وعن القضية الفلسطينية قال ابوالغيط انها قضية الفرص الضائعة التي كلما اقتربنا فيها من حل نصل الي وضع يؤدي الي ضياع الفرصة خاصة في ظل التفاوض مع خصم عنيد لا يرغب في التخلي عن الارض وفي ظل انقسام فلسطيني فلسطيني يحمل الخراب علي القضية الفلسطينية من جانبه اكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري ان العلاقات المصرية الافريقية تتسم بانها علاقات تاريخية حيث ترتبط مصر بمصالح مشتركة مع كافة دول القارة مشيرا الي ان الساحة الدولية في الوقت الراهن يشهد الكثير من التحديات سواء علي مستوي تحركات السلام او الانشقاق الفلسطيني - الفلسطيني الذي يكاد ان يطيح بالقضية الفلسطينية مشددا علي رفض البرلمان لاي تدخل في الشئون الداخلية او السماح بالرقابة الدولية علي الانتخابات البرلمانية بدعوي ان مصر تشارك كمراقب في بعض الانتخابات. واكد الشريف ان الخارجية المصرية تبذل جهودا كبيرا في ظل عالم متغير وتشابكات معقدة للغاية وان المشاكل خارج مصر ليست بعيدة عن الوطن ذاته في ظل جهود كبيرة يبذلها الرئيس مبارك الذي يسخر كل جهده للقضية الفلسطينية والامة العربية وكذلك السودان وافريقيا ودول عدم الانحياز.