أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري أن وزارة الخارجية المصرية تبذل جهودا كبيرة في اتجاهات متعددة لدعم العلاقات مع الدول الإفريقية والعربية في ظل عالم متغير ومتشابك. قال الشريف إن كل هذه الجهود معززة بقيادة واعية وحكيمة من الرئيس حسني مبارك الذي يعطي كل جهده للقضية الفلسطينية والأمة العربية. وشدد الشريف في اجتماع لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي علي أن مصر قادرة علي إدارة الأزمات بحكمة واتزان.. مشيرا إلي أن نيل المطالب لم يعد بالتمني ولكن الدنيا أصبحت تؤخذ بالفهم والحوار. أضاف أن هناك تاريخا طويلا من العلاقات الطيبة التي تجمع بين مصر والدول الأفريقية. وهذه العلاقات تحتاج إلي مزيد من الجهد في وقت مليئ بالتحديات. أوضح رئيس مجلس الشوري أن عملية السلام والقضية الفلسطينية تدخل مرحلة حاسمة. وإذا ضاعت هذه الفرصة تضيع القضية كلها. خاصة في ظل الاحتقان الفلسطيني الفلسطيني الذي يعد الأسوأ منذ وعد بلفور. وحيا رئيس مجلس الشوري القوات المسلحة ودورها الكبير في توفير الأمن والاستقرار في السودان الشقيق. وجدد الشريف تأكيده علي رفض مصر لأي تدخل في شأنها الداخلي أو الانتخابات البرلمانية القادمة. وكذلك التهديدات التي يوجهها تنظيم القاعدة لمصر. وللذين يزجون بأصابعهم في الشأن المصري. أعلن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن مصر طرحت خيار الكونفيدرالية علي الأشقاء في السودان والذي يعني بقاء الشمال والجنوب في إطار دولتين لكل واحدة جيشها وسفارتها في الأخري ضمن هذا الإطار العام. قال أبوالغيط في أول لقاء له مع أعضاء لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري برئاسة صفوت الشريف رئيس المجلس إن البرنامج الذي طرحته مصر في هذا الإطار لا يقارن بما تطرحه أي دولة أخري وهذه هي عظمة مصر تجاه السودان. وأضاف وزير الخارجية أن السودانيين طلبوا إتاحة الوقت لهم لدراسة الخيار المصري وإن كان لديهم بعض الحذر. قال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية إن مصر تتابع أحد أخطر اللحظات التي تتعرض لها علاقتها بالسودان منذ عام 1818. وهي لحظة فارقة في تاريخ علاقات البلدين. واليوم نشهد تاريخا جديدا نأمل أن تتم صياغته بأكبر قدر من الهدوء. وأضاف أن مصر تري ضرورة أن يجري الاستفتاء علي انفصال الجنوب عن الشمال في إطار وحدة السودان خاصة أن الشمال رأي أن المضي فيه ثقة منه في تأييد الشعب في الجنوب لخيار الوحدة. وأكد وزير الخارجية أن مصر رصدت مبكرا أن هناك تحديات لحقيقة السودان الموحد. وانطلقت مبكرا لكي تساعد أهل الجنوب علي الاختيار الأمثل من وجهة نظرها وهو الوحدة. مشيرا إلي أن مصر وضعت خلال السنوات الأربع الماضية ما يقرب من نصف مليار جنيه في جنوب السودان علي هيئة مستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء وجامعة وكل ذلك تم بهدوء. قال أبوالغيط إنه إذا كان الاختيار لاتجاه الانفصال. فعلي الأقل يكون لدينا علاقة صداقة متينة خاصة أنهم أهلنا سواء في الشمال أو الجنوب. أعرب وزير الخارجية أحمد أبوالغيط عن القلق من اقتراب موعد الاستفتاء في جنوب السودان في التاسع من يناير القادم في ظل عدم التوصل إلي حلول للمشاكل القائمة ومنها الحدود وتوزيع الثروة. وخاصة البترول وتحركات القبائل. قال إن من ضمن المشكلات في السودان وضع إقليم "ابيي" الزاخر بالثروة البترولية والذي يدخله ملايين البشر في حركة سنوية شمالا وجنوبا مع تغير المناخ وهطول الأمطار. أضاف أن الجهد المصري ينصب علي تجهيز الأدوار جيدا قبل الاستفتاء وإنهاء المشكلات الخلافية.. مؤكدا أنه لا مشكلة إذ تم تأجيل الاستفتاء لعدة شهور.. مطالبا السودانيين بأن يضعوا في اعتبارهم أولوية "أهمية الحياة" عن أهمية موعد الاستفتاء. وحذر الوزير من أن الانفصال سيترك بصمة جادة.. موجها حديثه للسودانيين بأن يتفقوا من الآن إذا كان الانفصال آتيا فعليكم أن تتجهوا إلي الكونفيدرالية. وأضاف: اننا نخشي من أن يكون الانفصال متسما ببعض أعمال العنف ويؤثر علي علاقة السودان بدول الجوار ومصر التي يمكن ان تضطرها الظروف إلي استقبال السودانيين وهو وضع مقلق يجب الإعداد له جيداً. أشار أبوالغيط إلي وجود انعكاسات لأزمة جنوب السودان علي إقليم دارفور.. داعيا حكومة السودان وأطراف التمرد في الإقليم أن يصلوا الي اتفاق وبشكل سريع لأنه لو حدث انفجار فالموقف هناك سيكون ضارا للغاية علي السودان ومصر. وبالتالي نحن نسعي إلي تهدئة الخواطر والتوصل إلي تسوية.