زار المبعوث الأمريكى الخاص للسودان سكوت جرايشن مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، أمس حاملا تطمينات أمريكية لحكومة الجنوب بوقوف الولاياتالمتحدة بجانبها، ودعمها فى إزالة العقبات التى تعترض إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب فى التاسع من يناير المقبل، وذلك بعد زيارة للخرطوم حصل فيها على تعهدات من الشمال بحماية المواطنين الجنوبيين فى حال تصويتهم للانفصال. جرايشن أبلغ حكومة الرئيس السودانى عمر البشير بقرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما، تمديد العقوبات على الخرطوم لمدة عام إضافى، وذلك قبل شهرين من إجراء استفتاء الجنوب. وكان الرئيس الأمريكى قد بعث برسالتين إلى رئيسى مجلس النواب والشيوخ (الكونجرس) أمس الأول. ووصفت الرسالة إجراءات الحكومة السودانية وسياساتها فى إقليم دارفور غربى السودان بأنها سياسات معادية، وفق المتحدث باسم البيت الأبيض.وأكد المبعوث الامريكى خلال زيارته جوبا أن واشنطن «تريد الاستفتاء فى موعده بصورة سليمة»، وأن يمنح مواطنو الجنوب الفرصة للتعبير عن آرائهم وممارسة حقهم بحرية تامة، وأكد أن بلاده تدفع فى هذا الاتجاه وتدعمه وان الجدول الزمنى للعملية ثابت. وقال دبلوماسى عربى فى اتصال هاتفى من جوبا ل«الشروق» إن «جرايشن سيحاول خلال لقاءاته مع حكومة الجنوب اقناعهم بتأجيل الاستفتاء لبضعة أشهر لحين الانتهاء من الاستعدادات اللوجيستية التى تعترض مراحله الاخيرة، مع السير قدما فى فى الاجراءات المتعلقة به من تسجيل الاسماء واماكن الاستفتاء». المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أضاف أن الاشتباك الذى حدث على الحدود بين ولايتى النيل الأبيض (شمال) وأعالى النيل (جنوب) بين قوات شريكى الحكم (حزب المؤتمر والحركة الشعبية) قبل ثلاثة أيام، يمكن تصنيفها فى اطار «التحرشات التى يمكن السيطرة عليها»، معربا عن تخوفه من الاجواء المشحونة التى تشهدها العديد من المناطق التماس بين الجنوب والشمال مع قرب موعد الاستفتاء. من جهته، قال سفير السودان فى القاهرة عبدالرحمن سر الختم فى تصريحات «الشروق» ان اجراء الاستفتاء «فى اجواء مشحونة سيزيد من زعزعة الامن والاستقرار» فى السودان، مطالبا بتوفير الاجواء الايجابية للاستفتاء، «تمهيدا للقبول بنتائجه أيا ما كانت». وأوضح سر الختم أن حكومة بلاده رفضت عرض الحركة الشعبية لتحرير السودان (الحزب الحاكم فى الجنوب)، ضم منطقة ابيى الغنية بالنفط والمتنازع عليها الى الجنوب، مقابل تنازلات للشمال. وكشف عن استمرار المحادثات بين شريكى الحكم وممثلين عن قبائل الدينكا (الجنوب) المقيمين فى أبيى، والمسيرية (شمال) الذين يأتون إلى المنطقة فى فصل الجفاف لرعى ماشيتهم. وختم السفير السودانى فى القاهرة بأن حكومة بلاده ليست مع تأجيل الاستفتاء، لكن عددا من المبعوثيين الدوليين الذين يقومون بزيارات الى السودان يرون ان هناك عقبات موضوعية تستوجب إعادة النظر فى استحقاق الاستفتاء فى موعده، على حد قوله.