تتجه الأوضاع داخل حزب الوفد في المرحلة القادمة إلى الانفجار إثر تردد أنباء داخل الدائرة القريبة من الجناح المسيطر حاليا على الحزب بقيادة محمود أباظة عن قرب صدور قرارات فصل لعدد من أنصار الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب المعزول ، والذي يقضي مدة الحبس الاحتياطي لمدة 45 يوما ، وفي مقدمة من يتوقع أن تشملهم مذبحة الفصل الدكتور مدحت خفاجة والدكتور محمد عبده وسمير وهبة وأحمد ناصر أعضاء الهيئة العليا للوفد وذلك لإنهاء أي تواجد لأنصار جمعة داخل الهيئات القيادية للحزب . وازدادت الأوضاع سخونة إثر رفض التيار الموالي لأباظة عودة عدد كبير من المفصولين والمجمدة عضويتهم مثل الدكتور عاطف البنا والمهندس مجدي سراج الدين ، وتحفظ جناح أباظة على دعوة بعض الوفديين للعفو عن المتورطين في أحداث اقتحام مقر الحزب في إطار إجراء مصالحة داخل الحزب ، وهو ما يشعل التوتر ويمنع تطبيع الأوضاع داخل الحزب بشكل يسمح له باستعادة أرضيته السياسية. وكشفت المصادر أن الحزب لن يعرف أجواء الاستقرار في المرحلة القادمة بعد قيام العديد من أعضاء الحزب ومنهم حامد الأزهري والدكتور محمد عبده وسمير وهبه وعبد الله مهلهل برفع دعوى قضائية أمام مجلس الدولة تطعن في قرار لجنة الأحزاب بتولي المستشار مصطفى الطويل رئاسة الحزب انطلاقا من عدم أهلية لجنة الأحزاب للتدخل في شئون الأحزاب الداخلية ووجود أكثر من حكم قضائي يطعن في الجمعية العمومية الذي تم على أثرها انتخاب الطويل رئيسا للوفد. وقد أكد المستشار مصطفى الطويل رئيس الحزب أن هناك نية داخل الحزب لإعادة كل أعضاء الوفد الذي قام الدكتور نعمان جمعة بفصلهم بعد بحث كل حالة على حدا ، نافيا ما يتردد عن قيام الحزب بفصل جميع أنصار نعمان جمعة خصوصا الذين تورطوا في الأحداث الدامية. وأشار الطويل إلى أنه سيقوم بمحاسبة جميع الأعضاء الذين تورطوا في هذه الأحداث بما فيهم أحمد ناصر عضو مجلس الشعب والدكتور مدحت خفاجي وسيتم إعطائهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم ولن تصدر قرارات أحادية بفصلهم. ونبه الطويل إلى أن الجهود تجري حاليا داخل الحزب لاستعادة أرضيته داخل الساحة السياسية كواحد من أقوى الأحزاب الليبرالية في مصر وإنقاذه من المصير المؤلم الذي آل إليه حاله طوال السنوات الخمس الماضية. من جانبه ، قلل المهندس مجدي سراج الدين زعيم الوفدين الأحرار من أهمية صدور مثل هذه القرارات خاصة وأن الحزب الآن أصبح لا يمثل أي قيمة سياسية بسبب فرض مجموعة أباظة قبضتها على مقاليد الحزب بشكل بعيد عن السياسة والحوار ، مع رفض الحوار مع الأطراف التي تختلف معهم أو تعارض أفكارهم . ونفي سراج الدين أن تكون هناك أي محاولات من جانب هذه الجبهة لإعادته إلى الحزب حتى لو تم إعادة كل الذين استبعدهم نعمان ، لافتا إلى أن قرارات الفصل صدرت بمباركة من هذه المجموعة عندما كانت موالية لرئيس الحزب السابق. وأكد سراج الدين أن محمود أباظة هو الرئيس القادم بالفعل لحزب الوفد خصوصا وأن مصطفي الطويل لا يمثل أي وزن أو ثقل في الحزب . وأشار زعيم الوفدين الأحرار إلى أنه لا أمل لعودة الحزب السابق عهده ما دمت هذه المجموعة تسطير عليه.