أدانت الخارجية الأمريكية قيام موقع "ويكيليكس" الإلكتروني بنشر أكثر من 400 ألف وثيقة سرية عن جرائم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: إنه "ينبغي إدانة تسريب الوثائق بأوضح لهجة، نظرا لأنه قد يعرض الجنود والعاملين الأميركيين للخطر ويهدد الأمن القومي الأمريكي وأمن أولئك الذين نعمل معهم", على حد وصفها. كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي. جيه كراولي استمرار "ويكيليكس" في نشر معلومات سرية من شأنها "تعريض الجنود الأمريكيين والمصالح الأمريكية للخطر". وكان "ويكيليكس" قد كشف عن تقارير للجيش الأمريكي تتحدث عن تورط رئيس الوزراء العراقي نوري المالِكي في إدارة فرق للاعتقال والقتل ضد مواطنيه من السنّة. وكشفت الوثائق أن آلاف المدنيين العراقيين ومن بينهم النساء الحوامل والعجائز والأطفال ظلوا يقتلون طيلة سنوات الاحتلال على نقاط التفتيش العسكرية وبنيران الطائرات الأمريكية المقاتلة, رغم أن وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" كانت طيلة الوقت تخفي الأرقام الفعلية لعدد الضحايا. وتفصح الوثائق عن قوات الاحتلال السرية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين، رغم إنكارها علنيا لكل ذلك. وتؤكد الوثائق وجود 285 ألف ضحية عموما, بحسب "قناة الجزيرة". كما كشفت الوثائق عن حالات من القتل والتعذيب والإساءة للمدنيين على أيدي القوات العراقية. وكذلك تستر من قبل جيش الاحتلال الأمريكي على هذه الجرائم. هذا بالإضافة إلى كشفها معلومات جديدة عن ضحايا شركة "بلاك ووتر" من المدنيين. إلى جانب معلومات عن دور سري لإيران في تمويل وتسليح المليشيات الشيعية. وفي السياق, استبعدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أي مفاجآت كبيرة من التسريب لما يصل إلى 500 ألف وثيقة عن حرب العراق عبر موقع "ويكيليكس"، لكنها حذرت من أن جنودا أمريكيين ومواطنين عراقيين قد يتعرضون للخطر جراء ذلك. وقال المتحدث باسم البنتاجون العقيد ديف لابان: إن فريقا من الوزارة راجع ملفات حرب العراق التي يعتقد أنها لدى ويكيليكس والتي تغطي فترة من 2003 حتى 2010، ووصفها بأنها تقارير "ميدانية سطحية" إلى حد كبير, حسب زعمه. وأشار لابان إلى أن الوثائق ستكشف أسماء عراقيين يعملون مع الولاياتالمتحدة وتعطي للمسلحين العراقيين فكرة نافذة إزاء العمليات الأمريكية كما حدث مع وثائق عن قوات الاحتلال في أفغانستان. واعتبر لابان أن البنتاجون قلق بشأن التهديد الموجه للأفراد والتهديد الموجه للشعب الأمريكي والمعدات الأمريكية. وفي برلين حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس راسموسن من تبعات الكشف عن ألوف الوثائق السرية الأمريكية المتعلقة بالاحتلال في العراق. وقال راسموسن بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن تسريب هذه الوثائق مؤسف للغاية وربما يؤدي إلى نتائج سلبية على أمن المعنيين بها, حسب قوله. يشار إلى أن موقع "ويكيليكس" نشر في يوليو الماضي أكثر من 90 ألف وثيقة تتعلق بالحرب في أفغانستان كان قد حصل عليها. وكان هذا أكبر خرق أمني من نوعه في تاريخ الولاياتالمتحدة العسكري.