عاد الغزيون إلى الشمال بخطى مثقلة، يسيرون على الركام بحثًا عن بقايا منازلهم وذكرياتهم القديمة. في المشهد، بيوت بلا جدران، نوافذ محطمة، وأزقة غطاها الرماد، لكن رغم الدمار، امتلأت الشوارع بأصوات الناس، بوجعهم، وبدموعهم التي تحكي حكاية الصمود. أصوات عودة النازحين تملأ المكان وجعًا.. الطريق المفروش بالأنقاض بدأ آلاف الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين بعد الإعلان عن هدنة جزئية في إطار تنفيذ اتفاق شرم الشيخ الأخير. وأفادت مصادر محلية بأن أكثر من ربع مليون نازح غادروا مراكز الإيواء وعادوا إلى أحيائهم رغم انعدام الخدمات الأساسية وصعوبة التنقل بسبب الركام المنتشر في كل مكان. في الصور التي التقطها مراسلون ميدانيون، تظهر وجوه أنهكها الحزن والحنين — رجل يحمل حقيبة قديمة على كتفه، وطفلة تمسك يد أمها أمام منزل تحول إلى رماد. المشهد كان أقرب إلى رحلة عودة نحو الوجع، لكنها أيضًا عودة نحو الأمل والبقاء. اتفاق شرم الشيخ.. بداية جديدة أم هدنة مؤقتة؟ تأتي العودة بعد بدء تنفيذ اتفاق شرم الشيخ الذي نصّ على وقف إطلاق النار المؤقت في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، إذ أعلنت مصادر عبرية عن بدء نقل أسرى أمنيين فلسطينيين من عدة سجون استعدادًا للإفراج عنهم، ضمن صفقة تشمل 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد وأكثر من 1،700 معتقل. ورغم حالة الارتياح النسبي التي تسود الشارع الفلسطيني، إلا أن الدمار الهائل في البنية التحتية يجعل من الحياة اليومية تحديًا قاسيًا. الكهرباء والمياه شبه منعدمتين، والمستشفيات تعمل بأدنى طاقتها. المساعدات الإنسانية تتحرك وسط الركام الأعلام المصرية تزين مقدمة عودة النازحين.. وقوافل المساعدات تتدفق إلى شمال غزة الطريق إلى البيت مغطى بالرماد.. عودة أهالى غزة تُكتب بالدموع (تفاصيل مؤلمة) تزامنًا مع موجة العودة، بدأت المنظمات الدولية بإرسال قوافل إغاثة عاجلة إلى شمال القطاع. الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الأونروا أكدا على وصول شحنات من الأدوية والمواد الغذائية، بينما طالبت الأممالمتحدة بضرورة فتح المعابر بشكل أوسع لتسريع وتيرة الدعم الإنساني. وفي ظل هذه التحركات، يبقى السؤال: هل تكون هذه العودة بداية لاستقرار دائم، أم مجرد استراحة قصيرة في حرب لم تنته بعد؟ الخلاصة مشهد شمال غزة اليوم يلخص الحكاية الفلسطينية كلها: صمت البيوت المهدمة يقابله ضجيج الأرواح التي ترفض الانكسار بين الركام والدموع، يكتب الغزيون فصلًا جديدًا من الصمود، يعودون إلى الأرض التي لا يعرفون سواها، رغم الألم ورائحة البارود.