اعتبر محسن شعلان وكيل أول وزارة الثقافة، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، نفسه "كبش فداء"، في قضية اختفاء زهرة لوحة الخشخاش للفنان العالمي فان جوخ من متحف محمود خليل، والذي عاقبته فيها محكمة جنح الدقي بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع الشغل، بعد أن أدانته بالإهمال. وقال شعلان بعد أيام من خروجه من السجن بكفالة مالية 10 آلاف جنيه، لحين الفصل في حكم الاستئناف على الحكم الصادر ضده: "أنا تعرضت لوعكة صحية شديدة في الأيام التي قضيتها في السجن كانت ستؤدي بي إلى شلل"، وفق ما أكد في مقابلة مع فضائية "الحياة" مساء السبت. ونأى شعلان بنفسه عن واقعة سرقة اللوحة التي تقدر بأكثر من 55 مليون دولار، واصفا نفسه بأنه "مظلوم ولم يكن المسئول عن السرقة، واتهم وزارة الثقافة بأنها حاولت تلفيق التهمة له و"تشيله الليلة"، كي تمتص غضب الرأي العام. وأضاف بأسى: "أنا محسن شعلان الفنان ووكيل أول الوزارة كنت محجوزًا في قسم الدقي مع المجرمين والنصابين فماذا كان سيحدث بعد ذلك". وتابع: "كنت أمضي يومي في الرسومات فرسمت 50 لوحة فنية في الستين يوما التي قضيتها بالسجن وكلها عبارة عن قطط سوداء مفترسة، وهي إشارة على أن هناك أعداء كانوا يتربصون له، كاشفا عن عزمه عرض هذه اللوحات في معرض تحت عنوان: "القط الأسود" حول تجربته داخل السجن. وقال إنه ليس إلا "كبش فداء" بعد مصطفى علوي، في إشارة إلى رئيس هيئة قصور الثقافة السابق الذي أدين قبل سنوات في قضية حريق مسرح بني سويف في ديسمبر 2005 الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وأكد شعلان أنه "بريء وليس من أصحاب البلاوي"، معتبرًا أن كل ما قيل حوله "مجرد أكاذيب لأنه رجل شريف ويده نظيفة"، وتساءل: لماذا بعد 15 سنة يفتح الآن موضوع خبيئة الغوري، على الرغم من أن أحمد نوار هو الذي كان يرأس القطاع وليس أنا. وهاجم فاروق عبد وكيل أول وزارة الثقافة والذي وصفه ب "التربي"، وقال إنه أتى إلى السجن وأخذه بالحضن وطمأنه أنه سيطلع براءة على الرغم من أنه كان يتهمه في النيابة بأنه المسئول الوحيد وراء السرقة. وعقب شعلان: "هم يريدون أن أتحمل بلاوي الوزارة كلها ولا إيه؟؟"، وتابع بحزن شديد: "للأسف الكل تخلى عني حتى أصدقائي، ومنهم أحمد نوار بعد شغل وصداقة 20 عامًا، لم يتصل بأهل بيتي يطمئن عليهم على الرغم من أن ناس كثيرين جدًا داخل وخارج مصر اتصلوا بي وبأهل بيتي لأنهم عارفين أني بريء". وكان المستشار عبد المجيد محمود النائب العام قد أحال شعلان وعشرة متهمين آخرين، إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنح الدقي، وذلك لاتهامهم في قضية سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" مطلع الشهر الماضي. ووجهت النيابة إلى المتهمين تهم الإهمال والقصور والإخلال في أداء واجباتهم الوظيفية، والتسبب في سرقة اللوحة في أغسطس الماضي. وكانت تحريات المباحث في واقعة السرقة أكدت أن العاملين بالمتحف، الذين كان عددهم في معظم الأيام يخفض إلى حارس واحد، لا يسجلون أسماء الزوار ولا يفتشونهم قبل وبعد الخروج كما تبين أن 37 من الكاميرات الأربعين الموضوعة في المتحف معطلة منذ سنوات، وكذلك أجهزة الإنذار الموجودة على كل لوحة. وقد لجأ اللصوص إلى استخدام مشرط لقطع اللوحة من الإطار المحيط بها. وفجرت واقعة السرقة اتهامات متبادلة بين فاروق حسني وزير الثقافة ومحسن شعلان وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية، ففيما حمل الثاني الأول المسئولية عن سرقة اللوحة بسبب ضعف إجراءات التأمين، قال الوزير إنه "شايل عن شعلان بلاوي كثيرة ومش عايز يتكلم".