دخلت أزمة جريدة الدستور يومها الخامس دون أن يلوح فى الأفق أية بوادر لإنهاء الأزمة التى تفجرت عقب القرار المفاجئ الذى أصدره مجلس إدارة الجريدة برئاسة الدكتور السيد البدوى بإقالة إبراهيم عيسى رئيس تحرير الجريدة ومؤسسها , حيث تمسك رضا إدوارد بموقفه الواضح والرافض أية محاولة للتراجع عن إقالة عيسى وإعادته لمنصب رئيس التحرير فى حين يصر عدد من الصحفيين المقربين من عيسى على مطالبهم وعلى رأسها عودته , يأتى هذا فى الوقت الذى شهد صف الصحفيين الموالبن لعيسى تصدعا كبيرا ينبئ بقرب إنهيار موقفهم المتضامن معه حيث قام عدد من الصحفيين بالتوجه إلى المقر المؤقت الذى يقوم الدكتور السيد البدوى بإصدار الدستور منه وشاركوا فى العمل في الطاقم التحريرى الذى يقوده صحفيون من جريدة الوفد , وقد أصيب الصحفيون المعتصمون بمقر " الدستور" بالجيزة بصدمة بالغة بعد أن فوجئوا بزميلهم تامر أبو عرب أحد المقربين جدا من إبراهيم عيسى وأكثر الذين إستفادوا أدبيا وماليا منه ومعه عدد كبير من المحررين يقومون بالعمل مع الجريدة ويتركون الإعتصام الذى ينظمه زملاؤهم فى المقر الأصلى للجريدة ويبيتون فيه يوميا , وقد أعلن عدد كبير من الصحفيين المضربين فى مقر الجيزة عن عزمهم التوجه للعمل فى المقر الجديد للجريدة فى ميدان فينى بالدقى خاصة وأن المقر الحالى بالجيزة سيسلم لأصحابه خلال أيام , إلى ذلك تدور مفاوضات ماراثونية مع عدد من الصحفيين لإختيار أحدهم لخلافة عيسى فى منصب رئيس التحرير ومن بين الذين شملهم التفاوض إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذى للدستور واحد أصدقاء إبراهيم عيسى , إلا أن منصور تنتابه هواجس كبيرة من أن إختياره سيكون لمرحلة إنتقالية حتى تهدأ الأوضاع ويتم الإطاحة به أيضا وهو ما جعله يطلب ضمانات مكتوبة وأن يتم منحه تعويض مالى كبير فى حالة إنهاء عقده وإقالته , أما على صعيد منصب رئيس مجلس الإدارة فإن المفاوضات مازالت مستمرة مع إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق بعد أن تراجع عن موافقته بعد تصاعد الأزمة داخل " الدستور " فى الوقت الذى يرغب الدكتور السيد البدوى على التخلى عن منصب رئيس مجلس الإدارة . هذا وقد شهدت الأزمة تصعيدا بين الأطراف المتنازعة فى الدستور وتبادل الفرقاء القصف اللفظى والتراشق الكلامى , ففى الوقت الذى وجه إبراهيم عيسى هجوما حادا إلى ملاك الدستور الذين أقالوه خاصة رئيس مجلس الإدارة التنفيذى رضا إدروارد ووجه إنتقاد ضمنى لهم قائلا فى حديث لقناة " الجزيرة مباشر " بأنهم لا يساوون طربوش الزعيميين الوفديين سعد زغلول ومصطفى النحاس , قام رضا إدوارد بإغلاق الباب أمام جهود السيد البدوى لإيجاد حلول وسط ترضى الصحفيين المطالبين بعودة عيسى وترضى صديقه وزميله فى الوفد رضا إدوارد وأعلن أدوراد أن عيسى لن يعود للدستور أو حتى يكتب مقالا يوميا بها كما يقترح البدوى , ومن المنتظر أن يتم حسم الأزمة خلال ال 48 ساعة بإعلان إسم رئيس التحرير الجديد للدستور وإسدال الستار على حقبة إبراهيم عيسى فى الدستور إلى الأبد .