المفكر الكبير الدكتورمحمد عمارة، على قناة الجزيرة مساء أمس الأول، حدد المشكلة وبدون لف ولا دوران، واتهم البابا شنودة شخصيا بأنه هو مصدر الفتنة الطائفية في مصر. د. عمارة لم يطلق تصريحاته تحت ضغط "الغضب" وإنما بسرد السيرة الذاتية للبابا ولمؤلفاته التي أشار إليها بالإسم، كأقوى دليل على اتهامه لرأس الكنيسة وتعمده استفزاز الرأي العام المسلم. د. عمارة لم يتوقف كثيرا عند تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة "الأنبا بيشوي".. ولا إلى التصريحات المشابهة لقيادات أقل مثل أسقف القوصية "توماس" والتي وصف فيها المصريين المسلمين ب"اللصوص" وقوله بأنه يشعر ب"الإهانة" حال وصف بأنه "عربي" ولا إلى تصريحات اسقف شبرا الأنبا "مرقس" الذي أعاد وكرر ما قاله بيشوي وغيره من قبل بأنهم أي المسيحيين المصريين هم أهل البلاد الأصليون وأن المصريين المسلمين "غزاة" ومحتلون" وإذا أحسنوا الأدب قالوا "ضيوفا علينا"! المسألة إذن وكما يعتقد د. عمارة ليست أخطاء فردية وإنما مشروع مؤسسي كنسي تأسس على يد كاهنهم الأعظم منذ وصوله إلى الكرسي البابوي في مطلع السبعينيات. د. عمارة أوضح أن مصر لا يوجد بها أرثوذكس فقط وإنما تشكيلة متنوعة من طوائف مسيحية مختلفة .. فيها المصريون البروتستانت والإنجليون والكاثوليك.. لا توجد بينهم وبين المصريين المسلمين أية مشاكل طائفية.. وتساءل عمارة: لماذا لا توجد فتنة إلا مع الكنيسة الأرثوذكسية فقط، ولا توجد مع الكنائس الأخرى.. ولماذا لم تظهر هذه المشاكل إلا مع تولي البابا شنودة منصب البابوية في مصر؟! الكل يحاول تفادي البابا شنودة .. ويشنع على بيشوي وأمثاله من تلاميذ البابا، فيما تدل تواتر الوقائع بأنها مدرسة ممتدة من رأس الكنيسة إلى أطرافها وهوامشها المكونة من الكهنة والقساوسة والأساقفة وما شابه. البابا شنودة "طنش" وعمل نفسه لا يسمع لا يرى لا يتكلم.. ولم يعقب ولو مرة واحدة على أي تصريحات مسيئة للإسلام أو للمسلمين المصريين ولا لهوية مصر وعروبتها وإسلامها. في الفترة الأخيرة استهدف القساوسة من كبار مساعديه كل ما هو إسلامي في مصر بما فيه القرآن الكريم فيما التزم البابا الصمت وكأن كل هذه الانتهاكات صدرت من "الفاتيكان" وليس من كاتدرائية العباسية التي بناها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأموال المسلمين ! البابا شنودة.. عندما سأله عمرو أديب على "الأوربت" عن الفضائيات التنصيرية التي تشتم الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، قال : يبطلوا الهجوم على المسيحية أولا!.. وكأن لسان حال الرجل يقول : "واحدة بواحدة" وكأن كنيسته أيضا يروق لها ذلك أو ربما هي التي تقف من ورائها! المسألة باتت اليوم من الوضوح بحيث لا تسمح بالمراوغة والطبطبة على كتف البابا وتدليع الكنيسة المختطفة اليوم من المتطرفين ومثيري الفتن والحرائق الطائفية.. اليوم مصر تحتاج إلى النبلاء والعقلاء والوطنيين الحقيقيين والشرفاء من المسلمين والمسيحيين وهم كثير لإقالتها من أسوأ عثراتها الداخلية والتي ورطتها فيها الكنيسة بطموحها السياسي والطائفي. [email protected]