كثيرا ما سألت نفسي عن سر العداء بين الجماعة وحزب الوسط أو ما قد يبدو عداء وكذلك النيل من بعضهم البعض فى مناسبات متفرقة ومن خلال أشخاص محددة ؟! هل هو خلاف مبادئ أم خلاف شخصى ؟! هل فى مبادئ أحدهما ما هو مشين بغض النظر عن الأوزان العددية أو التاريخية لكل منهما؟! أليس كلاهما يؤمن بالنظام الحزبى وتعدد الأحزاب وتداول السلطة عبر انتخابات حرة نزيهة ؟! أليس كلاهما يؤمن بالقاعدة الذهبية نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ؟! أليس كلاهما يشارك فى تحالفات وجبهات مع أحزاب وقوى وطنية قد يكونوا أكثر تباعدا فى الفكر والايدولوجيا والمبادئ مما بين الإخوان والوسط ؟! وبناء عما فى يقينى من إجابة على هذه الأسئلة ، أرى أنه ليس هناك أى مصوغ لهذا العداء وأن كليهما يهدف إلى تقديم الخير لوطنه وأمته مع اختلاف فى الرؤى والوسائل التى لا تفسد للود قضية ، ولقد سمعت من عدد كبير من المثقفين من مصر ومن غيرها استنكارهم لهذة القطيعة، ويرون أنه لا يتفق مع روح التسامح والانفتاح المعلن من كليهما خاصة مع عدم وجود أى أسباب جوهرية تؤدى إلى هذا العداء ،ومن هنا يصبح الواجب على كلا الطرفين التوقف عن النيل من الآخر أو استبعاده من الدعوة إلى مناسباته التى يدعو إليها الأطراف الوطنية الأخرى ، وألا يمتنع عن حضور اللقاءات أوالتجمعات الوطنية بسبب دعوة أو مشاركة الطرف الأخر ، وأنا أرى كما يرى غيرى أن الاستمرار فى هذه القطيعة يضع علامة استفهام كبرى علي الطرف الذى يصر على هذه القطيعة ، خاصة وأن كل جانب قد حدد نفسه واستقلاليته وتحمله لمسؤولياته ، وارى أن المستفيد من هذه القطيعة هم المستبدون بالبلد الذين يعملون ليل نهار على عدم الالتقاء والتلاحم بين قوى المعارضة الشريفة الساعية للإصلاح والقضاء على الفساد ، فإقصاء أي فصيل وطني شريف أين كان وزنه هو ذريعة لإقصاء آخرين لينطبق المثل القائل :(أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) ،كما أنه مناقض لقبول مبدأ التعددية وقبول الآخر وأختم حديثي بقول المولى عز وجل :(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم00) وقوله تعالى:(إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وأتقو الله لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم