عاجل - آخر تحديث لسعر الذهب اليوم في مصر.. عيار 21 يسجل 3150 جنيها    ارتفاع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية السبت 18 مايو 2024    جسم مجهول يصيب سفينة في البحر الأحمر    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    زيلينسكي: أوكرانيا ليس لديها سوى ربع الوسائل الدفاعية الجوية التي تحتاجها    نوح ومحمد أكثر أسماء المواليد شيوعا في إنجلترا وويلز    زعيم كوريا الشمالية يشرف على اختبار صاروخ جديد: تعزيز الحرب النووية    مباراة الأهلي والترجي اليوم في نهائي دوري أبطال إفريقيا.. الموعد والقنوات الناقلة    ذروة الموجة الحارة ورياح شديدة، الأرصاد تحذر من طقس اليوم وتقدم 3 نصائح عاجلة    الأرصاد توجه رسالة عاجلة للمواطنين: احذروا التعرض للشمس    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    موعد انتهاء امتحانات الشهادة الإعدادية الترم الثاني محافظة الإسماعيلية 2024 وإعلان النتيجة    عاجل - "تعالى شوف وصل كام".. مفاجأة بشأن سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم في البنوك    حكايات| «نعمت علوي».. مصرية أحبها «ريلكه» ورسمها «بيكمان»    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رقص ماجد المصري وتامر حسني في زفاف ريم سامي | فيديو    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    التشكيل المتوقع للأهلي أمام الترجي في نهائي أفريقيا    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دولة الإخوانأوراق من دفتر دعاة الدولة الدينية
المتدافعون لركوب قطار الإخوان للتغيير‏..‏ هل يدركون ما ينتظرهم في‏'‏ آخر الخط‏'‏؟‏!‏

img border='0' alt='دولة الإخوانأوراق من دفتر دعاة الدولة الدينية
المتدافعون لركوب قطار الإخوان للتغيير‏..‏ هل يدركون ما ينتظرهم في‏'‏ آخر الخط‏'‏؟‏!‏' title='دولة الإخوانأوراق من دفتر دعاة الدولة الدينية
المتدافعون لركوب قطار الإخوان للتغيير‏..‏ هل يدركون ما ينتظرهم في‏'‏ آخر الخط‏'‏؟‏!‏' src='/MediaFiles/031_14m_28_7_2010_43_30.jpg'
نستطيع أن نتفهم خطوات جماعة الإخوان‏,‏ التي جاءت متأخرة‏(‏ قبيل أقل من تسعين يوما فقط من إجراء الإنتخابات البرلمانية‏),‏ ومتشنجة الي حد ما‏,‏ لإجراء تحالفات سريعة ومتسرعة تحت لافتات عريضة وشعارات فضفاضة‏,‏ وذلك في إطار غلق النظام لكل أبواب التواصل التي حاولت الجماعة الولوج منها لعقد صفقة كبري كما هو معتاد
تحصل بمقتضاها الجماعة المحظورة قانونا في مصر‏-‏علي عدد من المقاعد البرلمانية مقابل التنكر التام لكل القوي الوطنية المصرية‏,‏ بما في ذلك الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني‏.‏
كان مفهوما أيضا أن يغلق النظام أبوابه في وجه الجماعة‏,‏ تماشيا مع ما تعلنه قياداته كل يوم من خطوات واستراتيجيات تهدف الي تقوية الحياة الحزبية‏,‏ والدفع بأحزاب كبري‏(‏ كالوفد والتجمع والناصري‏)‏ الي واجهة الفعل السياسي بديلا عن التنظيمات المحظورة قانونا والشخصيات المستقلة والأحزاب الورقية‏,‏ في محاولة للنهوض بالحياة الحزبية‏,‏ العماد الرئيسي لأي عمل سياسي جاد‏,‏ يسعي لبناء نظام ديمقراطي حقيقي‏.‏
لكن الذي بدا غير مفهوم أن يهرول عدد من قادة الأحزاب الكبري والشخصيات العامة استجابة لإشارة من المرشد العام للإخوان‏,‏ تحت لافتة كبري تتحدث عن جبهة موسعة‏,‏ تسعي لتحقيق إصلاح ديمقراطي في البلاد‏.‏
الغريب أن جل من لبوا دعوة المرشد العام السيد محمد بديع استندوا علي الرغم من خلافهم مع ما تطرحه الجماعة من أفكار علي حجم ما حصلت عليه الجماعة من أصوات في انتخابات عام‏2005,‏ واعتبروه عاملا رئيسيا يضفي عليها شرعية تخولها أن تكون منصة فاعلة لانطلاق مشروع التغيير‏.‏ وبعيدا عن الخوض في جدل عقيم‏,‏ حول المتغيرات التي طرأت علي الحياة السياسية المصرية بين عامي‏2005(‏ عندما فازت الجماعة ب‏20%‏ من مقاعد البرلمان‏)‏ و‏2010‏ حيث لا يعلم أحد حتي الآن اتجاهات التصويت القادمة‏,‏ وما إذا كانت ستصب في مصلحة الجماعة‏,‏ بعد الأداء الهزيل لنوابها في مجلس الشعب‏,‏ وموقفهم المعارض لحرية الرأي والتعبير‏,‏ وحقوق المرأة والأقباط‏,‏ ومفهومهم المختل والمغلوط للدولة المدنية بصفة عامة‏,‏ والذي ظهر واضحا جليا في مشروع برنامجهم السياسي الذي طرحوه للمناقشة منتصف عام‏.2008.‏ وبغض النظر عن تحفظات كثيرة لابد أن تطرح حول إمكانية اعتماد آلية التصويت في الانتخابات البرلمانية عاملا وحيدا لحسم وقياس شعبية وأهمية التنظيمات السياسية لمستقبل بلادنا‏,‏ ومدي ملاءمة برامجها وإيديولوجياتها لتحقيق الأولويات التي يحتاجها شعبنا‏,‏ خاصة في ظل ضعف نسب التصويت في مجمل بلاد المنطقة العربية وليس في مصر وحسب‏.‏ نقول‏,‏ بغض النظر عن كل هذه العوامل‏,‏ التي تحسم الإجابة عليها قضايا عديدة عالقة في الأذهان‏,‏ تدور جميعها حول دعم أو التحالف مع تيار أو تيارات سياسية في إطار جبهة وطنية لتحقيق أهداف إصلاحية من عدمه‏.‏ فإننا نود من خلال هذه الدراسة أن نترك كل هذا جانبا‏,‏ وأن نطرح السؤال الكبير‏,‏ الذي نراه أكثر ارتباطا بالمقدمات التي يجب أن تبني عليها أية نتائج تحسم إطار ورؤية وتوجه الرأي العام في تعامله مع حركات الإسلام السياسي بالتحديد‏,‏ وفي القلب منها جماعة الإخوان‏.‏
والسؤال الكبير هنا يدور حول‏'‏ الهدف النهائي‏'‏ الذي من أجله نشأت كل حركات الإسلام السياسي‏,‏ سلمية كانت أم عنيفة‏,‏ ومدي تطابق أساليب الوصول إلي هذا الهدف بين جميع تلك الحركات من عدمه‏.‏
فإذا كان هدف القاعدة كتنظيم إرهابي علي سبيل المثال يتطابق مع هدف جل حركات الإسلام السياسي‏,‏ متمثلا في تحقيق حلم الدولة الدينية الإسلامية الممهدة للخلافة‏,‏ فلماذا إذن نتبرأ من هذا التنظيم ونتنصل من أي صلات به ونحرص علي تجنب إجراء أية تحالفات معه‏,‏ علي الرغم من سعيه الحثيث الي ذلك‏,‏ في الوقت الذي نسعي فيه مهرولين‏,‏ نحو تنظيمات أخري معتبرين أنها منصة صالحة لانطلاق قطار التغيير‏,‏ دون أدني محاولة منا للتعرف علي محطة الوصول النهائية‏,‏ وما الذي سوف ينتظرنا هناك‏.‏
وفي محاولتنا للإجابة عن سؤالنا هذا سوف نسترشد بثلاثة محددات رئيسية‏,‏ تتمثل في المرجعية الفكرية‏,‏ والمرجعية الحركية‏,‏ المرجعية التنظيمية والموقف من العنف‏.‏ وسوف نحصر دراستنا في المقارنة بين تنظيمين‏,‏ لا يختلف باحثان علي أن أحدهما يعبر أنقي تعبير عن حركات الإسلام السياسي السلمي إذا جاز التعبير وهو جماعة الإخوان المسلمين‏,‏ والآخر يعبر أنقي تعبير عن حركات الإسلام السياسي المسلح‏,‏ وهو تنظيم القاعدة‏.‏
من نافلة القول‏,‏ إن دراستنا هذه لا تتسع للحديث التاريخي المفصل عن نشأة وتطور وواقع جماعة‏'‏ الإخوان المسلمين‏'‏ وتنظيم‏'‏ القاعدة‏',‏ ويمكن هنا أن نحيل إلي كتابين وافيين يعبران عن وجهة نظرنا‏.‏ الكتاب الأول يحمل عنوان‏'‏ الإخوان المسلمون من حسن البنا إلي مهدي عاكف‏',‏ والكتاب الثاني هو‏'‏ تنظيم القاعدة‏.‏ عشرون عاما‏..‏ والغزو مستمر‏',‏ وكلاهما صادر عن المركز العربي للبحوث والدراسات‏,‏ ونشرت الطبعة الأولي منهما دار المحروسة عام‏2007‏
علي ضوء ما سبق‏,‏ فقد قسمنا دراستنا الي قسمين رئيسيين‏:‏ الأول حول‏'‏ المقاربات الفكرية والحركية والتنظيمية‏',‏ ونتعرض فيه لأربع نقاط‏:‏ الإطار الفكري‏,‏ الإطار الحركي‏,‏ الإطار التنظيمي‏,‏ الموقف من قضية العنف‏.‏
أما الثاني‏,‏ فسوف نناقش فيه الأفكار التي مثلت جسرا رابطا بين التيارين‏,‏ في جميع مراحل التكوين والإنطلاق‏,‏ ورسم الأهداف والرؤي والاستراتيجيات‏,‏ وقد وجدنا أنقي تعبير عن هذه الأفكار المشتركة عن المفكر الإخواني‏'‏ سيد قطب‏'..‏ باعتباره مثل ولم يزل أفضل جسر عبرت عليه كل تلك الحركات بجميع توجهاتها وتصنيفاتها‏.‏
أولا‏:‏ المقاربات‏:‏ الإطار الفكري‏:‏
كان هاجس الوصول الي السلطة لتحقيق حلم الدولة الإسلامية‏,‏ كجسر يعبر من خلاله التيار الإسلامي‏,‏ للهدف الأسمي والأعظم‏'‏ الخلافة الضائعة‏',‏ هو الهاجس المسيطر علي جميع حركات الإسلام السياسي‏,‏ التي تدعي السلم منها أو التي تعلن التشدد‏,‏ ولم تخرج جماعة الإخوان كبري الحركات الإسلامية وأقدمها‏,‏ منذ النشأة في عام‏1928‏ عن هذا الإطار‏.‏ يكفي أن نشير الي أن كل الكتابات التاريخية والتحليلات السياسية‏,‏ التي تعرضت لنشأة الجماعة‏,‏ أجمعت علي اعتبار أنها رد فعل طبيعي علي سقوط الخلافة الإسلامية عام‏.1924‏ من هنا‏,‏ فإن فكرة عودة الخلافة لدي كل من جماعة الإخوان كتنظيم سياسي إسلامي‏,‏ والقاعدة كتنظيم إسلامي متشدد‏,‏ هي الهاجس المسيطر والموجه للحركة والفعل طوال الوقت‏.‏
الحركتان لا تطيقان الحديث عن الديمقراطية أو التعددية‏,‏ فالفكرتان لديهما رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه‏,‏ وإن كان لابد من الحديث عنهما في وقت ما‏,‏ فإنما لتسفيههما والنيل من سمعتهما‏,‏ كابنتين للحضارة الغربية المشوهة والمادية‏.‏ وإن أجاز الجيل الحديث استخدام الإجراءات الديمقراطية ممثلة في صندوق الانتخابات‏,‏كجسر للوصول إلي السلطة‏,‏ولمرة واحدة فقط غير قابلة للتكرار‏.‏
موقف جماعة الإخوان المسلمين من النظام الديمقراطي كما يتجسد في‏'‏ مجموعة رسائل الإمام حسن البنا‏'‏ مليء بالمفارقات والتناقضات‏,‏ ويكشف عن عداء أصيل وعميق للفكرة‏,‏ في مقابل انتصار واضح للشمولية والاستبداد وحكم الفرد‏.‏
يريد البنا أن يستثمر الساحة السياسية ولا يتورط فيها‏,‏ والمشكلة الحقيقية أنه يتزعم حزبا ويريد أن يسمو به علي الآخرين‏,‏ فهو الحزب الفريد‏'‏ الواحد‏'‏ وقد تحقق فيه الكمال‏,‏ وامتلك اليقين المطلق والحقيقة التي لا تحتمل الجدل‏.‏ لا معني‏-‏ في ظله‏-‏ لوجود أحزاب أخري‏'‏ فارغة‏',‏ وهو ما يتجلي بشكل صريح مباشر في قول حسن البنا‏:‏ لا خلاف بين الأحزاب المصرية إلا في مظاهر شكلية وشئون شخصية لا يهتم لها الإخوان المسلمون‏;‏ ولهذا فهم ينظرون إلي هذه الأحزاب جميعا نظرة واحدة‏,‏ ويرفعون دعوتهم وهي ميراث رسول الله‏'‏ صلي الله عليه وسلم فوق هذا المستوي الحزبي كله‏(‏ حسن البنا‏:‏ رسائل الإمام الشهيد‏,‏ ص‏215)‏
دعوة الإخوان‏'‏ فوق‏'‏ الجميع‏,‏ والأحزاب المصرية جميعا أقرب إلي حزب واحد‏'‏ باطل‏'‏ في مواجهة حزب‏'‏ الحق‏'‏ الذي يقوده البنا ولا يحمل اسم الحزب‏!.‏ الهدف الحقيقي للبنا أن يكون‏'‏ الكل في واحد‏',‏ والتطور المنطقي يفضي إلي أن يكون الإخوان هم الكل‏,‏ وأن يكون المرشد الزعيم هو القائد الوحيد‏,‏ الذي لا ينازعه أحد في الزعامة‏.‏
يقول حسن البنا في محاولة جريئة للبرهنة علي وجهة نظره المتطرفة في العداء للديمقراطية والتعددية‏:‏ يعتقد الإخوان كذلك أن التعددية الحزبية قد أفسدت علي الناس كل مرافق حياتهم‏,‏ وعطلت مصالحهم‏,‏ وأتلفت أخلاقهم‏,‏ ومزقت روابطهم‏,‏ وكان لها في حياتهم العامة والخاصة أسوأ الأثر‏(‏ المصدر السابق‏:‏ ص‏146).‏
الخلافة الإسلامية هي النظام المنشود الذي يراود البنا علي طول الخط‏,‏ وهو القائل في وضوح‏:‏ الإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية‏,‏ ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام‏,‏ وأنها شعيرة إسلامية يجب علي المسلمين التفكير في أمرها والاهتمام بشأنه‏(‏ نفسه‏:‏ ص‏.144)‏
ويعود البنا ليؤكد‏,‏ في محاولة للانتقال من‏'‏ النظري‏'‏ إلي‏'‏ العملي‏':‏ والإخوان المسلمون يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعادتها في رأس مناهجهم‏(‏نفسه‏:‏ ص‏144)‏
السؤال‏:‏ هل استخدام القوة لتحقيق تلك الفكرة مطروح؟
يجيب البنا في رسالة المؤتمر الخامس‏1938‏ بوضوح وجلاء‏,‏ عن سؤال‏'‏ هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلي غايتهم؟‏..‏ بالقول‏:‏ الإخوان المسلمون لابد أن يكونوا أقوياء
ولابد أن يعملوا في قوة‏(‏ السيد يوسف‏:‏ الإخوان المسلمون‏..‏ هل هي صحوة إسلامية :‏ ج‏3,‏ ص‏9)‏
وهو ما أكده مصطفي مشهور المرشد العام الخامس للجماعة بعد وفاة البنا بأكثر من أربعة عقود وبالتحديد في شهر سبتمبر‏1991,‏ عندما تقدم‏'‏ أبو هاني‏'‏ وهي كنية‏'‏ مشهور‏',‏باقتراح لمكتب إرشاد التنظيم الدولي جاء في بنده الثالث‏'‏ ويري بعض الإخوة أنه وبعد مرور ما يزيد علي عشر سنوات من عمر التنظيم العالمي ومغالاة الأنظمة في حرب الجماعة والوقوف بشكل عام أمام أي توجه إسلامي صحيح فإن هناك وجها آخر لوسائل التغيير لابد من إعادة النظر فيه وتجليته للوصول إلي رؤية شرعية محددة لوسيلة من أهم وسائل التغيير داخل مجتمعنا انطلاقا من ثوابت فكر الإمام الشهيد رحمه الله‏,‏ وقد بلور بعض الإخوة وجهة نظرهم بالصورة التالية‏:‏
نستطيع أن نلحظ أن الإمام البنا قد اختار وسيلة بعينها في الأجواء الليبرالية التي كانت تحيط به وهي النضال الدستوري ولكنه لم يغلق باب الخيارات الأخري التي قد تحتاجها الحركة للتغيير النهائي‏.‏ ومن أجل ذلك نستطيع أن نقول إن المعالم النظرية للمشروع الحركي الإخواني قد تبلورت في صورة أقرب إلي النضج‏,‏ ولكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن أي نظرية في العلوم الإنسانية يمكن أن تصل إلي صيغتها النهائية‏,‏ بل يظل الباب مفتوحا للمراجعة والتقويم‏,‏ وتلخيصا نقول إن الإمام البنا قد قام بما يلي‏:‏
‏1-‏ دراسة الواقع المحيط وتحديد المشكلة المطلوب علاجها‏.‏
‏2-‏ تحديد الأهداف الإستراتيجية للحركة‏.‏
‏3-‏ تحديد وسائل التغيير‏:‏
أ المباشرة‏:‏ النضال الدستوري الانقلاب العسكري الثورة‏.‏
ب‏-‏ غير المباشرة‏:‏ العمل الجماهيري ونشر الفكرة‏.‏
‏4-‏ بناء أجهزة الحركة المناسبة للتغيير‏:‏ التنظيم الخاص‏,‏ التنظيم العسكري‏,‏ الشعب‏,‏ الجهاز التربوي‏,‏ الجهاز الإعلامي‏,‏ المؤسسات الاقتصادية‏(‏ عبد الرحيم علي‏:‏ كشف البهتان‏..‏ الإخوان المسلمون وقائع العنف وفتاوي التكفير ص‏55)‏
الخلافة التي يريدها البنا لا تتسع بطبيعة الحال لفكرة الديمقراطية او الحق في الاختلاف‏,‏ ذلك أن الخليفة هو الحاكم الذي يجسد تعاليم الإسلام ويعبر عن مبادئه‏,‏ فكيف يمكن الاختلاف معه دون التورط في خلاف مع الدين !.‏ الإخوان بدورهم لا يقرون الاختلاف معهم‏,‏ فبرنامجهم هو الإسلام‏,‏ ومعارضتهم بالتبعية ليست إلا معارضة للدين‏.‏ يقول البنا‏:‏ وهذا الإسلام الذي يؤمن الإخوان المسلمون به يجعل الحكومة ركنا من أركانه‏,‏ ويعتمد علي التنفيذ كما يعتمد علي الإرشاد‏(‏ حسن البنا‏:‏ رسائل الإمام الشهيد‏,‏ ص‏136)‏
من خلال السياق التاريخي السابق‏,‏ يمكن فهم الشعار الذي يتشبث به الإخوان المسلمون المعاصرون‏:'‏ الإسلام هو الحل‏',‏ فهذا الشعار يعني أن سياسة الإخوان هي الإسلام‏,‏ والاختلاف المسموح به لا ينبغي له أن يتجاوز التفاصيل الصغيرة‏,‏ أما الإطار العام فلا يحتمل الجدل‏.‏ الدولة الدينية هي الهدف الأسمي‏,‏ ومن المنطقي والبديهي أن يقود الإخوان هذه الدولة لأنهم حماة الدين دون غيرهم‏,‏ ومن الحتمي أن تدفن الديمقراطية بكل ما تأتي به من تعددية حزبية‏;‏ لأنها أداة تنافر وشقاق‏.‏ الديمقراطية والتعددية الحزبية نتاج الحضارة الغربية‏,‏ والمسلمون في غني عن تقليد الظاهرة الوافدة والتشبث بها‏,‏ ففي تراثهم ما يغنيهم‏,‏ وفي دستورهم الإلهي الشامل ما يكفي لسعادتهم في ظل الخلافة‏:‏ وإن أكبر ما يخشاه الإخوان المسلمون أن تندفع الشعوب الشرقية الإسلامية في تيار التقليد‏,‏ فترقع نهضتها بتلك النظم البالية التي انقضت علي نفسها وأثبتت التجربة فسادها وعدم صلاحيتها‏.‏ إن لكل أمة من أمم الإسلام دستورا عاما فيجب أن نستمد مواد دستورنا العام من أحكام القرآن الكريم‏(‏ المصدر السابق‏:‏ ص‏48)‏
النظرية السياسية للإخوان
ونتجاوز البنا إلي مفتي الجماعة الشيخ محمد عبد الله الخطيب‏,‏ لنتعرف علي النظرية السياسية للإخوان وموقع الديمقراطية منها‏.‏
في العدد رقم‏53‏ من مجلة الدعوة لسان حال الجماعة‏,‏ يقدم الشيخ الخطيب تصورا عن مفهوم الإخوان لصفات وسمات الحكومة الإسلامية‏,‏ عبر بنود عشرة‏,‏ وفي البنود التي يقدمها الرجل‏,‏ ما يتيح التأمل في الخطوط العريضة لنظرية الإخوان في مجال السياسة‏,‏ فالإجابة المنشورة بمثابة البرنامج الذي تطرحه الجماعة‏,‏ وتعد بتنفيذه حال وصولها إلي السلطة‏.‏
يسأل‏'‏م‏.‏س‏.‏ح‏':‏ ما هي أهم خصائص وصفات الحكومة الإسلامية؟ وتأتي الإجابة علي النحو التالي‏:‏
‏1-‏ الحكومة الإسلامية‏:‏ هي التي تجعل مهمتها الأولي تطبيق شريعة الله بجميع نواحيها‏.‏ والهدف تعبد الناس لربهم وطاعتهم له؟ وإخراجهم من الظلمات إلي النور بإذن ربهم إلي صراط العزيز الحميد‏.‏
‏2-‏ جميع أعضائها من المسلمين المشهود لهم بالاستقامة والخلق وسلامة العقيدة‏.‏
‏3-‏ يلتزم هؤلاء الأعضاء بالإسلام قولا وعملا وخلقا وسلوكا ومنهجا ونظاما‏,‏ ويؤدون جميع الفرائض الإسلامية‏.‏ ولا يجاهرون بالمعاصي‏.‏ ويوالون المؤمنين أحباب الله‏,‏ ويعادون أعداءه‏.‏
‏4-‏ تتعهد بتحرير وتطهير جميع أجزاء الوطن الإسلامي من كل دخيل ومستعمر‏.‏
‏5-‏ تجاهد ألوان الاستعمار بشتي أشكاله‏:‏ الاقتصادي‏,‏ والسياسي والثقافي والعسكري‏..'‏ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض‏'.‏
‏6-‏ تبلغ وتنشر دعوة الإسلام في العالم‏..'‏ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‏.‏ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته‏'.‏
‏7-‏ تقوم علي حماية الأقليات الإسلامية في العالم‏.‏ بل ترعاها وتعمل علي جمع كلمتها علي الحق‏.‏
‏8-‏ ترعي الأقليات غير المسلمة في داخل الأمة الإسلامية وتوفر لها الأمان والحرية‏'‏ لهم ما لنا وعليهم ما علينا‏',‏ ومبدأ سيدنا عمر الذي واجه به عمرو بن العاص‏..'‏ متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا‏'‏ مبدأ أصيل في الإسلام‏.‏
‏9-‏ تحمي ثغور المسلمين بالمرابطين عليها‏.‏ وتؤمن الفقير واليتيم‏.‏ وتكفل الأرملة والمحتاج‏.‏ وتحض الناس علي البر والتقوي‏.‏
‏10-‏تأمر بالمعروف وتشجع أهل الخير‏,‏ وتنهي عن المنكر وتعالج أهل البدع والمنكرات‏,‏ وتحاول إنقاذهم من ذل الدنيا وعذاب الآخرة‏.‏ ونواصل‏..‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.