لا يوجد مُسّوغ للعداء بين الجماعة وحزب الوسط فكلاهما يهدف إلي تقديم الخير لوطنه محمد بديع..المرشد العام للإخوان المسلمين يسعي الدكتور إبراهيم الزعفراني قيادي جماعة الإخوان المسلمين إلي طرح مبادرة للوساطة بين جماعة الإخوان وقيادات حزب الوسط تحت التأسيس الذين خرجوا من الجماعة في منتصف التسعينيات لتقديم نموذج الحزب المدني ذي المرجعية الإسلامية، ويسعي «الزعفراني» لإنهاء الخصومة بين الجماعة وقيادات الوسط والتي تلاسن فيها الطرفان. ويري أن المستفيد من خصومه الجماعة والحزب هو هذا النظام المستبد، وهو ما يطرحه في نص مبادرته: «كثيرًا ما سألت نفسي عن سر العداء بين الإخوان وحزب الوسط أو ما قد يبدو عداءً، وكذلك النيل من بعضهم البعض في مناسبات متفرقة ومن خلال أشخاص محددة»! هل هو خلاف مبادئ أم خلاف شخصي ؟! هل في مبادئ أحدهما ما هو مشين بغض النظر عن الأوزان العددية أو التاريخية لكل منهما؟! أليس كلاهما يؤمن بالنظام الحزبي وتعدد الأحزاب وتداول السلطة عبر انتخابات حرة نزيهة ؟! أليس كلاهما يؤمن بالقاعدة الذهبية: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه ؟! أليس كلاهما يشارك في تحالفات وجبهات مع أحزاب وقوي وطنية قد تكون أكثر تباعدًا في الفكر والأيديولوجيا والمبادئ مما بين الإخوان والوسط ؟! وبناء عما في يقيني من إجابة عن هذه الأسئلة، أري أنه ليس هناك أي مُسّوغ لهذا العداء، وأن كليهما يهدف إلي تقديم الخير لوطنه وأمته مع اختلاف في الرؤي والوسائل التي لا تفسد للود قضية، ولقد سمعت من عدد كبير من المثقفين من مصر ومن غيرها استنكارهم هذه القطيعة، ويرون أنها لا تتفق مع روح التسامح والانفتاح المعلن من كليهما، خاصة مع عدم وجود أي أسباب جوهرية تؤدي إلي هذا العداء، ومن هنا يصبح الواجب علي كلا الطرفين التوقف عن النيل من الآخر أو استبعاده عن الدعوة إلي مناسباته التي يدعو إليها الأطراف الوطنية الأخري، وألا يمتنع عن حضور اللقاءات أو التجمعات الوطنية بسبب دعوة أو مشاركة الطرف الآخر. وأنا أري كما يري غيري أن الاستمرار في هذه القطيعة يضع علامة استفهام كبري علي الطرف الذي يصر علي هذه القطيعة، خاصة أن كل جانب قد حدد نفسه واستقلاليته وتحمله مسئولياته، وأري أن المستفيد من هذه القطيعة هم المستبدون بالبلد الذين يعملون ليل نهار علي عدم الالتقاء والتلاحم بين قوي المعارضة الشريفة الساعية للإصلاح والقضاء علي الفساد، فإقصاء أي فصيل وطني شريف أيًا كان وزنه هو ذريعة لإقصاء آخرين لينطبق المثل القائل :«أكُلِت يوم أكُل الثور الأبيض»، كما أنه مناقض لقبول مبدأ التعددية وقبول الآخر.. وأختم حديثي بقول المولي عز وجل: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».. وقوله تعالي: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون» صدق الله العظيم.