سجلت دراسة صدرت حديثًا عن مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والاجتماعية، تزايدًا في أعداد الزوجات في مصر اللاتي يحتفظن لأنفسهن بحق العصمة، بما يسمح لهن بالتالي بتطليق أنفسهن، لترتفع في الأعوام الثلاثة الأخيرة إلى 18 ألف حالة. واستنادًا إلى وثائق الزواج المحررة لدى المأذونين الشرعيين، فإنه من إجمالي كل ثمانين حالة زواج تقريبا، توجد امرأة متزوجة تحتفظ لنفسها بالعصمة، فيما ترتفع النسبة إلى واحدة من 25 حالة ببعض المناطق، والتي يسمح فيها للمرأة بحق تطليق نفسها دون أن يقوم الزوج بتطليقها كما هو متعارف عليه. وذكرت الدراسة، أن أهم أسباب تمسك العديد من الزوجات بالعصمة يرجع إلى رغبتهن في الإمساك بالحق في تطليق أنفسهن عند الضرورة، وأن غالبيتهن نساء يتزوجن برجال أقل منهن مركزا اجتماعيا ووظيفيا، لذا يلجأن إلى هذا الحل كنوع من الاطمئنان، وحتى لا يجدن صعوبة في تطليق أنفسهن ودون حدوث مشاكل مع الزوج. إضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى رغبة المرأة التي تمسك بالعصمة في يدها إلى تأمين نفسها كي لا يتزوج عليها زوجها من أخرى، وفي حالة المرأة سيدة الأعمال التي تتزوج من أحد مساعديها أو العاملين لديها. وذكرت على سبيل نماذج من هذا الزوج غير المتكافئ، مثل أرملة تزوجت من عامل بهيئة النظافة حصلت على العصمة في يدها، وسيدة أعمال تزوجت من سكرتيرها وموظفة كبيرة في أحد البنوك تزوجت من سائقها. أو في حالات التخوف من ماضي الزوج وربما رغبته في السيطرة على أموالها، كما أن هناك سببًا آخر، يتعلق أيضًا برغبة المرأة في الزواج بآخر سبق أن طلقها ثلاثا، فتلجأ الزوجة في تلك الحالة إلى التمسك بالعصمة بحيث تطلق الزوج في الوقت الذي تشاء فيه وتعيد نفسها إلى زوجها الأول، لضمان عدم استغلالها من "المحلَل"، في حال رفض تطليقها وساومها على منحها الطلاق. من جانبها، ترى الدكتورة آمنة نصير، عميد كلية الدراسات الإسلامية سابقا أنه لا مانع شرعيًا من أن تكون العصمة في يد المرأة له، وقالت إن هذا الأمر عدة أبعاد؛ أولها البعد الشرعي في عقد الزواج كأي عقد آخر يمكن للإنسان أن يضع فيه شروطًا للرجل أو المرأة مادامت لا تتصادم مع أي طرف. وأضافت: فإذا طلبت الزوجة أن تمسك بالعصمة في يدها، بمعنى أن تطلق نفسها في أي وقت تشاء، فهذا حق لها والشرع لا يرفضه، وإن كان العرف الاجتماعي يستهجنه، لأن الموروث الاجتماعي يرى أن تكون العصمة في يد الرجل. وعزت التهكم من الرجل الذي يمنح امرأته العصمة إلى الموروثات الثقافية في المجتمع، وحيث أن هذا الأمر ليس شائعًا فيه، فهو يلقى هذا الكم من العداء والتهكم، ولأن الموروثات تعادي الأفكار الجديدة، خشية أن تحدث انقلابًا في موازين المجتمع، فيما يحتاج الناس إلى مزيد من الوقت لتقبل الأفكار الجديدة.