الأمل في نصر الله قائم مادام هناك من يطالب بحقه ويدافع عنه مهما كلفه ذلك ماله ونفسه وولده، فكل نصر وكل أمل نريد له ترجمة حقيقية على أرض الواقع لابد له من ضريبة تدفع، وصناع الأمل في أغلب الأوقات هم الشباب الذين لم تزلزلهم الأحداث ، ولم يرهبهم ظلم الطواغيت، والفجر الجديد دائما يأتي بعد ظلمة حالكة،هذا الفجر الجديد الذي يفك القيود،ويطلق الحريات المكبوتة مهما كانت سطوة الظلمة. إن الأمل في زوال الظلم قائم ما قامت السموات والأرض،ولا يأس مع أمل صنع بعين الله،و هذه سنة إلهية لاتتغير ولا تتبدل"لانصرنك ولو بعد حين"،فالنصر آت لا محالة ولو بعد حين.. لقد تناسى الظالمون الجبابرة أن الله لهم بالمرصاد، وأن الله سيدفهم إلى مصريهم المحتوم، وقد عملت سنة التدافع التي هي من قبل السنن الإلهية التي ستخلد إلى يوم القيامة مادام هناك مظلوم، ومادام هناك ظالم، قال تعالى "وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ, تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" (البقرة:251-252)، وقال تعال:" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"( الحج: 38) . سوف يتحول الأمل إلى يقين وسوف يدمغ الحق الباطل بقذيفة قوية مصدرها الاعتماد على الله مع الأخذ بالأسباب وعدم اليأس من روح الله.. وليعلم الجميع أن الأمل على مر التاريخ معقود في الله أولا ثم في الشباب الذين تسلحوا بالإيمان والعمل الصالح،وجعلوا الحق هدفهم،وقد سطر القرآن الكريم صمود الفتية ،عندما كان صمودهم ابتغاء وجه الله فربط الله على قلوبهم وثبتهم:" إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا"( الكهف:13- 14) . أليس من الشباب أول فتى يدخل الإسلام، ويضحي بنفسه فداء لدين الله وفداء لرسوله صلى الله عليه وسلم عندما بات مكان النبي صلى الله عليه وسلم؟!. وسجل التاريخ يكشف لنا تضحيات الشباب في صناعة الأمل،أليس منهم من اسقط أكبر طاغية في قريش وذلك عندما قام معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوذ بن عفراء إلى أبي جهل عندما أخبرا أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعناه حتى جاء عبد الله بن مسعود وحز رأسه وقتله؟!. أليس منهم رافع بن جديج وسمرة بن جندب اللذان ذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما لم يبلغا الحلم ليقاتلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد؟!. أليس منهم محمد الفاتح الذي فتح القسطنطنية؟!. هذا هو تاريخ الشباب المؤمن المناضل، وهذا هو أملنا فيه، فكرروا – أيها الشباب - صفحات النصر والتمكين، وكرروا صناعة الأمل والمستقبل بإيمان وقوة بنان، فلا تهنوا وتحدوا الصعاب فلن يتركم الله أعمالكم:" فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ " (محمد:35) .