الأغبياء لا يعرفون أن جذوة الإسلام كانت تحت الرماد ولم تنطفىء يوماً ومع أقل حركة تشتعل فى قلوب المسلمين من جديد لتقضى على حصاد الباطل ولو كان عمره مائة عام أو أكثر ، إنهم لا يدركوا أن المحن ترد المسلمين إلى ربهم وأن الإسلام يزدهر فى أجواء التحدى .. وإذا أراد الله نشر فضيلة طُويت أتاح له لسان حسود . الإسلام لا يتألق إلا فى أجواء التحدى والمسلمين لا يعودون إلى دينهم إلا إذا أحسوا أنه فى خطر ، ومن المحن تأتى المنح، ولا تنظر إلى سوء الحال بل أنظر إلى حسن المآل . أم موسى تلقيه فى اليم فيربيه فرعون ويكون ما يكون، ويوسف يُلقى فى البئر فيرفع على عرش مصر ، وغلام الأخدود يُقتل فيدخل الناس فى دين الله ويقع ما كان يحذر الملك . تذكروا قول بعض المجاهدين من سلفنا الصالح : كنا نحاصر الحصن حتى يستعصى علينا ونهم بالإنسحاب فإذا بأهل الحصن يسبون النبى فنستبشر مع كراهتنا لذلك لأننا نعلم أن الله ينتقم لنبييه فيسقط الحصن . إخوانى فى الله ينبغى أن نشعر بالغم لكن دون أن ينقلب ذلك يأساً أو قنوطاً ، ينبغى أن نشعر بالمرار لكن دون أن نجلس نبكى فى أماكننا ، فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، اقرأوا سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وسيرة الأنبياء مع إقوامهم ، النهاية دائماً انتصار الخير واندحار الشر ، النهاية دائماً التمكين للصالحين والذل والصغار على الظالمين . نحن منصورون بإذن الله ولكن الله يبتلى ويختبر ويمايز ويمحص ليعلم من ينصره ورسله بالغيب. ارفعوا رؤسكم وانظروا إلى الخيط الأبيض لا الخيط الأسود، وليكن عندكم يقين راسخ أن نصر الله آت ، وأن نصر الله قريب ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. إخوانى فى الله ، ثقوا فى وعد الله ونصره ، واعلموا أن مع العسر يسراً، وإياكم واليأس أو الإحباط ، وإياكم أيضاً والتهور أو الطيش أو الإستعجال ، دين الله غالب ووعد الله متحقق ولابد ، لكن لله سنن كونية ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز . وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ فليراجع كل منا حاله مع ربه وحال أهله وبيته وأولاده فليراجع كل منا عبوديته لله ليرفع عنا ما نحن فيه وليمكن لنا فى الأرض كما مكن لآبائنا . [email protected]