في "تويتة" له تساءل الدكتور محمد محسوب، المقرب من الإخوان، ماذا ستفعل الجماعة فيمن يكرهونها وهم قطاع كبير من الشعب والدولة، حال سقط "الانقلاب" وعاد مرسي إلى الحكم؟! محسوب هنا يتساءل، ليس من قبيل توقع عودة الجماعة إلى الحكم، إنما هو سؤال "المستحيل" الذي لن يحدث وإن حدث فلن يقبله أحد إلا الإخوان وقطاع من الإسلاميين وحسب. محسوب يسأل سؤالا "تنويريا".. ولا أعتقد بأنه يخاطب به قادة التنظيم، وإنما بحسب ما أتوقعه أنه موجه للرأي العام الإخواني البرئ والطيب والمحب بلا مصالح لجماعته، والذي لا يزال تحت تأثير الدعاية الفوقية للجماعة، وربما يوظف مجددا، كأداة لإدارة سياسية، تقرأ الواقع وتفسره وتفصله على مقاس ما تأمله، وهي في الغالب ما تكون "آمالا" معزولة عن حركة الواقع والتاريخ، فتكون التكلفة باهظة: الفشل وحصاد المزيد من العزلة والكراهية. في الشارع الآن، حراك شعبي متزايد، وتتسع كل يوم جبهة المعارضة للنظام الجديد، وهو حراك يبقى الإخوان بالتأكيد جزءا منه وقوامه الأساسي.. وجزء آخر من تكوينه لا علاقة له بعزل مرسي، ولا بالإخوان .. ومع ذلك تتحدث عنه الجماعة بوصفه "تأييدا" لها ول مرسي ولعودته إلى الحكم. وهو منحى يجعل الكتلة الصلبة للجماعة تخسر قيمة الحراك الشعبي الجديد، حين يكتشف بأنه سيستغل ك"مطية" تمتطيه قادة الإخوان، للوصول إلى السلطة مجددا. القوة الشعبية المناضلة التي تشكلت مؤخرا، ضد 30 يونيو، الجزء الأكبر منها كان مناوئا لنظام حكم الرئيس المعزول، وتحمل كراهية تاريخية للجماعة.. ولم تخرج إلى الشوارع، حبا في الجماعة أو في رئيسها.. وإنما أخرجها الانتهاكات واسترخاص الدم، وعودة الدولة البوليسية، وعسكرة الدولة، والقلق من وجود ردة سياسية إلى مرحلة الستينيات التي اندلعت ثورة يناير للتخلص منها ومن رموزها وتجلياتها الأمنية والعسكرية. المشكلة أن قادة الجماعة تقع في مأزق هذا "الوهم" وتنقله إلى الرأي العام داخل التنظيم .. وما انفك بعضهم يتحدث عن المشروع الإسلامي وتطبيق الشريعة وعودة دولة الخلافة ورفع شعارات معادية لبعض القوى المدنية التي بات قطاع منها جزءا من حركة الشارع المناوئة لنظام 3يوليو .. وهي الشعارات التي تُسعد الآن الفريق المؤيد للفريق السيسي، بوصفها شعارات تصنيفية ستشق الصفوف وستحرم الجماعة من اصطفاف القوى المدنية والثورية معها في مكان واحد.. وربما تعزف عن الخروج في ذات الأيام التي تدعو فيها الجماعة أنصارها للتظاهر في الشوارع وفي الميادين. مرة أخرى تخطئ الجماعة في تقدير الموقف، حتى لو كان في مصلحتها، وتحيله من واقع يضيف إلى رصيدها ليمسي خصما منه بسوء التفكير والتقدير وذلك إذا استبعدنا التوظيف الانتهازي للواقع الجديد المناوئ لحركة 3 يوليو.. والذي لا يحركه أي تحيز تنظيمي أو أيديولوجي.. وإنما يحركه ضميره الإنساني والوطني ودفاعه عن حقوق الإنسان المصري، بغض النظر ما إذا إسلاميا أو علمانيا أو خارج أي تصنيف سياسي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.