قال وزير الثقافة فاروق حسني، وهو أقدم وزراء الحكومة المصرية، إنه لا يتخيل نفسه وزيرًا في عهد غير عهد الرئيس حسني مبارك، مضيفًا: "أنا أحبه جدًا وأعرف أنه يحبني وكلكم تشعرون بذلك". ونفى حسني في مقابلة مع برنامج "اتنين في اتنين" على فضائية "دريم" عزمه الاستقالة من منصبه في هذا التوقيت، وقال: "في الوقت الحالي لن أقدم استقالتي لأني متضامن مع الحكومة، وأحب الرئيس مبارك فهو رجل لديه طيبة شديدة واحترام لكل الناس ولكن لو تعرضت لإهانة أو ضغوط سأستقيل"، وأضاف ضاحكًا: "أنا لست محافظًا على الكرسي بل الكرسي هو اللي محافظ عليّ". وحين اعتلى حسني كرسي الوزارة في أكتوبر 1987 خلفًا للدكتور أحمد هيكل، كان أصغر وزير وقتذاك، فقد كان في التاسعة والأربعين من عمره، وقد صمد أمام التغييرات التي أطاحت بأكثر من حكومة، رغم أنه لوح بالاستقالة في أكثر من مناسبة، وكان آخرها قبل انتخابات "اليونسكو" في العام الماضي، وعندما عاد صرح بأن الرئيس قال له "ارمي ورا ضهرك". ودافع الوزير المثير للجدل عن سياسته في إدارة الوزارة، قائلاً إنه لم يخطئ حينما حول وزارة الثقافة لمهرجانات واحتفالات كما يتهمه البعض، وتابع: "هذه الاحتفالات تعتبر جامعة ومدرسة كبيرة على مستوى دولي لأني أدعو 45 دولة تشارك في هذه المهرجانات وكل ما أقيمه هو سبع أو ثماني حفلات في العام بينما في تونس 300 مهرجان في السنة بمثابة مهرجان كل أسبوع". ونفى حسني خلافه مع المثقفين، رغم أنه واجه منذ اللحظة اتهامات من عديدين أمثال سعد الدين وهبة وعبد الرحمن الشرقاوي وثروت أباظة بأنه دخيل عليهم، مضيفًا: أنا لست على خلاف مع أحد، ومنذ توليت الوزارة قلت أنا خادم للمثقفين ولست رئيسًا لهم فأنا لا أتعامل بالعصا والجزرة، ومازلت أقول ذلك لأني لست صانع للمعارك بل المصادمات تأتي عندي وأنا أتصدى لها ولا أهرب منها. وضرب مثلا على ذلك أزمة الحجاب حين وصفه بأنه مظهر من مظاهر التخلف والعودة إلى الوراء، ما أدى إلى اندلاع موجة هجوم شعبي وانتقادات لاذعة ضده داخل البرلمان، وعقب على تلك الأزمة قائلاً: هذا كان رأيي الشخصي ولم يكن للنشر، إلا أنه تم نشره وصنعت حوله معارك كبيرة وصلت للبرلمان حتى أني قلت لن أدخل هذا المبنى مرة أخرى واعتكفت في بيتي. وفجر وزير الثقافة مفاجأة في رده على سئل حول من الذي يتمنى أن يحصل على جائزة الدولة التقديرية، إذ قال: في تقديري الشخصي أتمنى أن الكاتب صنع الله إبراهيم يحصل على جائزة الدولة لأنه كفء ومحترم ويستحقها رغم أني أعلم أنه سيرفض، علمًا بأنه سجل سابقة حين رفض استلام من الوزير جائزة الرواية العربية عام 2003م والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة. ودافع حسني عن طريقة منح جوائز الدولة من قبل المجلس الأعلى للثقافة، نافيًا بشكل قاطع أن يكون هو الذي يحدد الشخصيات التي سيعطيها جائزة الدولة التقديرية، وقال الذي يحددها هم أعضاء المجلس الأعلى للثقافة ولست أنا ومن يقل غير ذلك يهين هؤلاء الأعضاء المحترمين. وحول تدخل الرئيس مبارك في الجوائز، قال إن الرئيس لا يتدخل لكنه سجل اعتراضه على أن يحصل أي مسئول سياسي في منصبه على هذه الجائزة وبالفعل استجبنا لندائه، بعد أن جرى خلال أحد السنوات تكريم عدد من الوزراء. وفي رده على الهجوم الذي تعرض له بسبب لفظ "حظيرة المثقفين"، لم ينف الوزير تلك العبارة المثيرة للجدل، واستدرك: قلت هذه الجملة وهي ليست سبة، لأنها ذكرت في شعر أحمد شوقي "حظيرة الإسلام" ولا أقصد بها حظيرة مواشي ولا فراخ بل أقصد بها بيت للمثقفين وأنا منهم. وأكد حسني أنه ليس منساقاً لمن حوله، ولم يخف تعاطفه مع أيمن عبد المنعم مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية ومدير صندوق التنمية الثقافية الذي عوقب بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة تلقي الرشوة من رجال أعمال، وأثنى على أسلوبه في العمل، "عمل وبجد وكان له بصمات واضحة ومهمة"، لكنه أشار إلى أن المخطئ لابد أن ينال عقابه.