اعتبر المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية، أن موائد إفطار الوحدة الوطنية تؤكد أن مصر لا تزال بعيدة عن دعاة الفتنة، موضحًا أن المصريين هم أول من ابتدعوا موائد الرحمن ونقلها عن العالم كله عنهم حتى وصلوا إلى البيت الأبيض وقصر الإليزيه، وهو ما اعتبره أبلغ رد على من أسماهم "مرتزقة دس الوقيعة بين عنصري الأمة". وأضاف خلال إفطار "المحبة" الذي نظمته مطرانية شبرا الخيمة مساء الأحد، إن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم السبت اقترح عليه خلال إفطار وزارة الأوقاف إنشاء مسجد يحمل اسم "مريم"، وأوضح أنه تعهد للبابا بتنفيذ طلبه، لأن المسلمين يقدسون السيدة مريم كما يقدسها الأقباط. وطلب المحافظ من الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة تخصيص "المصلى الذي صلي فيه المغرب بعد الإفطار ليكون مصلى "مريم" طوال العمر في أحد المباني المرفقة بالأسقفية، وذكر أن العاهل السعودي الراحل الملك فيصل لم يكن يمانع أن يصلي الأقباط في أي من مساجد السعودية باعتبار أنها بيوت لله، والمسيحي يستطيع أن يؤدي صلاته داخل المسجد بلا مشكلة لتدعيم أواصر الحب بين الطرفين. وقال المحافظ، إن البابا شنودة وعده بزيارة "المبنى الجديد" الملحق بأسقفية شبرا الخيمة لافتتاح قريبًا، وقد حصل منه على ضمان ليتأكد من افتتاحه بنفسه للمبنى الذي شهد حفل الإفطار، وأخذ منه 100 جنيه- تحمل رقم 2395182 - ووعد البابا بأن يردها إليه، عندما يوفي بعهده، وأضاف: "حتى عندما يأتي البابا فسوف أحتفظ بها لأنها تساوي عندي ملايين الدنيا". من جهته، رحب الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة بالحضور وعلى رأسهم محافظ القليوبية، مشددًا على العلاقة الخاصة التي تربطهما، قائلاً "كل ما نتعامل مع معالي الباشا يزيد الحب والمودة". يأتي ذلك فيما بدا محاولة لتحسين العلاقة التي تأثرت بعد المؤتمر الذي عقده نجيب جبرائيل في أحد قاعات المطرانية وشهد هجومًا ضاريًا من النائب رجب حميدة علي قيادات الدولة والرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، مما تسبب في حرج بالغ للمحافظ الذي اضطر لمغادرة الاجتماع ثم أصدر الأنبا مرقس بيانًا تبرأ فيه منه تمامًا. وتطرق الأنبا مرقس للحديث عن فضائل "صيام الفكر"،، بمعنى استثمار الصوم في الفكر الصالح دون الطالح، من خلال عدم التفكير في الذنوب بكافة صورها، وما يرتبط بها من أفعال تقوم بها الجوارح، فضلاً عن التفكير "الشرير" الذي يمكن أن يؤذي الآخرين، مضيفًا أن الصيام مصنع للفضيلة وشعب مصر محب للعبادة والدين والبناء.