في تصريحات مفاجئة وشديدة السخونة من شأنها أن تحدث دويًا على الساحة السياسية في مصر، فجر أحمد الجمال، نائب رئيس الحزب "الناصري" قنبلة من العيار الثقيل، كاشفًا عن قرار محتمل بحل الحزب، وإلحاق قياداته وأعضائه بحزب "الوفد"، رغم الخصومة التاريخية بين الحزبين والتباين الحاد في كثير من المبادئ والأفكار. وقال الجمال وهو أحد أبرز القيادات الناصرية، ومن منظري الحزب، في تصريحات لبرنامج "بلدنا بالمصري" على فضائية "أون تي في"، إنه من الوارد حل الحزب "الناصري" وانضمام أعضائه إلى طليعة الوفد باعتباره دوما – أي الوفد- يشكل جبهة وطنية لكل مصريين، على حد قوله. وأكد أن فكرة حل الحزب "الناصري" واردة بقوة، حيث سيتحول الناصريون للعمل الشعبي في الشارع، بينما لم يستبعد الجمال أن ينضم هو نفسه إلى حزب "الكرامة"- تحت التأسيس- بزعامة النائب البرلماني حمدين صباحي، وهو الحزب الذي يقوم على مبادئ قومية تشابه إلى حد التطابق مع الحزب "الناصري". وشن الجمال، هجوما حادا على أحمد حسن، الأمين العام للحزب "الناصري" بعد أن قبل التعيين بمجلس الشورى في أعقاب الانتخابات التي جرت في يونيو الماضي، فيما وصفها بأنها "كارثة ضربت الناصري في مقتل". وتعكس هذه التطورات الأزمة الداخلية التي يعانيها الحزب "الناصري" والتي تفاقمت حدتها خلال الفترة الأخيرة، في ظل حالة الاستقطاب بين قياداته والصراع على خلافة ضياء الدين داود في رئاسة الحزب، في الوقت الذي تشهد فيه شعبية الحزب تراجعًا كبيرًا في الشارع المصري، بسبب غياب قواعده عن الالتحام بالقضايا الجماهيرية. وفي الآونة الأخيرة، طرح سامح عاشور، النائب الأول لرئيس الحزب، والطامح لخلافة داود مقترحًا بتشكيل مجلس رئاسة رباعي للحزب يتولى أعضاؤه رئاسة الحزب بالتناوب فيما بينهم، سعيا لإنقاذ الحزب من مأزقه الراهن، خصوصًا مع اقتراب استحقاقين انتخابين مهمين هما: الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وسعى عاشور إلى التحرك في أكثر من اتجاه لحشد التأييد، الأول محاولة استقطاب الشخصيات المؤثرة داخل الحزب لدعمه، والثاني القيام بجولات في المحافظات، لإقناع أمانات الحزب بدعم المقترح، باعتباره السبيل الوحيد لإنقاذ الحزب من أزمته التي يرجعها إلى هيمنة أحمد حسن على الحزب خلال السنوات الأخيرة في ظل الغياب التام ضياء الدين داود عن إدارة شئون الحزب. وفي حين رفض حسن مقترح تشكيل مجلس رئاسي، راهن عاشور في ضغوطه الرامية إلى إرغامه على القبول بالمقترح على استقطاب نواب رئيس الحزب، لاسيما الدكتور حسام عيسى وأحمد الجمال لتأييد المقترح، باعتباره- من وجهة نظره- السبيل الوحيد لإضعاف سلطة الأمين العام وجبهته داخل الحزب.