تربيطات المرشحين أشعلت صفوف المعارضة لا تتوقف أحزاب المعارضة عن إثارة الجدل حول مشاركتها في الانتخابات القادمة .. فهي تتقدم خطوة وتتراجع خطوات وسط منافسة شرسة بين مرشحيها ومرشحي الحزب الوطني والمستقلين فيما اشتدت حالة الغليان داخل الأحزاب بعد ظهور قائمة الوفد الأولي والتي تضمنت نزول بعض مرشحيه ضد رموز وقيادات أحزاب الائتلاف الأخري " التجمع والناصري " مما أشعل المنافسة بينهم رغم الاتفاق علي التنسيق فيما قبيل ظهور أسماء مرشحي الحزب الوطني . تحركات رؤساء أحزاب المعارضة الأخيرة وإعلان حزب الوفد عن تفكيره في مقاطعة الانتخابات بعد منع إعلاناته التليفزيونية أصابت مرشحيهم بالارتباك والحيرة ما بين زيادة تحركهم في دوائرهم وبين التهديدات التي يطلقها رؤساء أحزابهم ..فرغم انتهاء الأزمة بموافقة التليفزيون المصري علي إذاعة بعض إعلاناته إلا أن الحزب لايزال يموج بصراعات داخلية قبل وضع قائمة مرشحيه الثانية والأخيرة التي شهدت تجاذبات بين كثير من مرشحي الحزب مما دفع السيد البدوي رئيس الحزب إلي الموافقة علي دخول المستقلين علي مبادئ الوفد في نفس دوائر مرشحي الحزب كما شهد الحزب ارتباكا بعد تعليق مشاركته في الانتخابات حينما لم يتم الموافقة علي إعلاناته التليفزيونية التي تسبق قرار اللجنة العليا للانتخابات بفتح باب الترشيح . الأخطر أن إعلان حزب الوفد لقائمته الأولي كشف أن أحزاب المعارضة لم تنسق قبل وضع أسماء مرشحيها وهو ما كشفه الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصري الذي وصف التنسيق بين أحزاب الائتلاف الناصري والتجمع والوفد ما هو إلا أكذوبة، لأن كلاً منهم يبحث عن مصلحته الذاتية دون النظر للمصلحة العامة. وأكد أن هناك تعارضات كثيرة بين أحزاب الائتلاف خاصة بين الناصري والوفد، لافتاً إلي أن حزبه نسق بشكل كامل مع حزب التجمع. وأنه علي الرغم من اللقاء الذي جمع سامح عاشور، النائب الأول لرئيس الحزب الناصري، مع منير فخري عبدالنور، سكرتير عام الوفد، حول التنسيق في انتخابات مجلس الشعب المقبلة قبل إعلان الوفد لقائمة مرشحيه، فإننا فوجئنا بعدم اتخاذ ما اتفقنا عليه بعين الاعتبار، فعلي الرغم من إعلان الوفد عدم ترشيح أحد أمام رموز المعارضة فإنهم رشحوا طاهر أبوزيد، لاعب الكرة الأسبق، لمنافستي بدائرة الساحل علي الرغم من أنني نائب رئيس الحزب الناصري. وأشار إلي أن هذا التصرف يدل علي أن التنسيق بالنسبة لحزب الوفد ما هو إلا اجتماعات ولقاءات وتصريحات فقط، لافتاً إلي أن الحزب الناصري يدرس داخل مؤسساته الاستمرار في الائتلاف من عدمه بعد أن تجاهل حزب الوفد مرشحينا في عدد من الدوائر. وذكر أبوالعلا أن الحزب قرر أن يتم التنسيق مع أي حزب أو تيار يري "الناصري" أنه سيفيده في الانتخابات المقبلة. وكشفت مصادر داخل الحزب أن تراجع الهيئة العليا للوفد تبعه قرار بفتح 11 دائرة ما بين مستقلي الوفد والمرشحين علي قوائمه بالإضافة لفتح بعض دوائر الكوتة لخلافات حادة بين المرشحين خشية تفتيت الأصوات وواجه د. السيد البدوي رئيس الحزب التهديدات المستمرة بالاستقالة بالتأكيد علي أنه سيقبل أي استقالة ترد اليه معتبرا أن الوقت غير مناسب لحدوث انشقاقات داخلية. فيما ظهرت تخوفات من تفتيت الأصوات في الدوائر التي سيرشح فيها الوفد اثنين علي مقعدي الفئات والعمال وهي 10 دوائر بمنفلوط ومركز أسيوط ودوائر الفتح والبداري ودائرة شرق ببورسعيد ومركز ناصر بني سويف ودائرتا أبوتشت والرئيسية بقنا ودائرة الدقي بالقاهرة. وفي الشرقية وافق البدوي علي استقالة أنعام محمد علي مرشحة الحزب للكوتة والتي تقدمت باستقالتها رداً علي موافقة الحزب علي ترشيح دعاء عبدالمنعم مرشحة للكوتة علي نفس المقعد كما رفضت قيادات بدمياط اقتراح فتح الدوائر بها نظراً للخلافات الداخلية. واتهم أنصار شريف طاهر عضو الهيئة العليا المطالبين بترشيح روماني رسمي بدائرة النزهة بعد اختيار طاهر بالرغبة في إخلاء الدائرة للحزب الوطني، مستندين في هذا الي دعم الإخوان لمرشح الوطني د. حمدي السيد ورفضهم دعم مرشح قبطي لاقتناص كرسي البرلمان وظهر اتجاه وسط يرفض افتعال أزمة فتنة طائفية. وهاجمت قيادات بوفد الغربية إعلان أحمد هنداوي أحد أعضاء الوفد ببسيون ترشيح نفسه باسم الحزب دون أن يختاره المقر المركزي وطالبت القيادات المركزية رئيس اللجنة بتحمل مسئولية مخالفة الالتزام الحزبي . وأشار محمد شردي المتحدث باسم الحزب إلي أن الحزب يواجه مشاكل أخري مع الأوراق المطلوبة للترشيح ومنها شهادة الجنسية التي يستلزم لاستخراجها شهادة ميلاد المرشح وشهادة ميلاد والده وأعمامه وجده وهي عراقيل تضاف لمسألة منع عرض الحملة الإعلانية للوفد و شدد شردي علي أن المكتب التنفيذي لحزب الوفد في حالة انعقاد دائم وإذا استمرت هذه العراقيل فإن حزب الوفد سوف يعيد النظر في أمر المشاركه في انتخابات مجلس الشعب وقد يعاد طرح أمر المشاركة من عدمه علي الجمعية العمومية لحزب الوفد . فيما يمر حزبا التجمع والناصري بأزمة مالية تضعف موقفهما في المنافسة في حين تهدد خلافات قيادات الإخوان حول المشاركة موقف الجماعة في المنافسة والحفاظ علي مقاعدها الحالية. وانتقد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ضيق مدة الدعاية لمرشحي انتخابات الشعب التي لن تزيد عن أسبوعين فقط منها5 أيام إجازات عيد الأضحي وتنتهي قبل موعد إجراء الانتخابات في الموعد المحدد في 28 نوفمبر. قال السعيد إن مدة الدعاية تعد الأقل علي مدار انتخابات مجلس الشعب، قائلا إن الانتخابات القادمة بلا طعم ولم يظهر لها أي ملامح وأين الانتخابات التي يتحدثون عنها. مشيرا إلي أنه من حق حزب الوفد أن يقوم بحملة دعائية في التليفزيون ولكن التليفزيون رد علي الوفد بأن القانون ينص علي ضرورة موافقة اللجنة العليا. ومن جانبه قال سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري أن الأزمة الطاحنة التي يمر بها الحزب تمنع الحزب من الاستعداد بقوة للانتخابات، كاشفا أن الحزب لم يتلق أي تبرعات رغم فتح باب التبرعات منذ فترة طويلة وهذا يقلل من الاستعدادات ويضعف الموقف في الانتخابات . إلا أن الحزب الناصري شهد اشتباكات بين أعضائه أثناء طرح أسماء المرشحين للدوائر الانتخابية حيث قامت اللجنة الجديدة لإدارة الانتخابات بالناصري برئاسة الأمين العام للحزب أحمد حسن واختارت 61 مرشحا منهم 6 مرشحات 5 منهن تقود المعركة الانتخابية تبعا للكوته النسائية. ولكن حدث أن وقعت مشادات بين أعضاء الحزب نتيجة للتصارع علي مساندة الحزب لهم في الانتخابات فقد تصارع كل من رأفت حسونة ومحمد عبد الحفيظ علي دائرة منشية ناصر والجمالية حيث اختارت لجنة المحافظات بالحزب محمد عبد الحفيظ لكي يقود انتخابات هذه الدائرة مما أثار رأفت حسونة وحدث شجار بين المتنافسين داخل الحزب كما تشاجر مرشحو الإسكندرية وهذا ما جعل أحمد حسن الأمين العام للحزب يقوم بعدم الإعلان عن أسماء المرشحين لحين الاستقرار علي اختيارهم أعلن الحزب الناصري قائمة مرشحيه الأولي للانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب، والمقرر لها نهاية نوفمبر القادم، وتضم القائمة 55 مرشحا في 24 محافظة، من بينهم 6 مرشحات. وصرح أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصري، أنه لا صحة لما يردده البعض بوجود أية صفقات، وأن الحزب يخوض معركته الانتخابية اعتمادا علي برنامجه وأفكاره، والذي سيعلن في وقت لاحق. يذكر أن ائتلاف الأحزاب، الذي يضم الوفد والتجمع والناصري والجبهة الديمقراطية، فشلت في الاتفاق علي مقاطعة الانتخابات، كما فشلت في التنسيق من أجل خوض المنافسة بقوائم موحدة .