سؤال أطرحه على نفسي وعلى القراء الأعزاء .. هل عندنا حكومة تحكمنا على أرض الواقع ؟! .. وهل تعي هذه الحكومة مهمتها التي كُلِفَتْ بها ككل حكومات العالم وكما تقول الأعراف الدولية ؟!! .. وهل تعي هذه الحكومة اليمين الدستوري التي أقسمت عليه يوم توليها زمام الأمور في هذا البلد المنكوب بحكومات غائبة عن الوعي وغائبة عن الشعب؟!!. أطرح هذه التساؤل هل عندنا حكومة؟!!! ، وأنا أري تلك المشاهد المؤلمة التي يتعرض لها الشعب المصري من خلال ممارسات حكومة المصالح أو حكومة رجال الأعمال أو حكومة نهب مصر ، أو حكومة ......... ، هذه الأسماء وغيرها التقطها من ألسنة الناس وليست من تأليفي ، أرى الشعب يبكي ويئن من ارتفاع الأسعار بنسب غير مسبوقة ، في وقت زادت المرتبات بنسبة لا تُرَى بالعين المجردة ، لقد فقدت الحكومة سيطرتها على كل شيء إلا السيطرة الأمنية طبعاً فالأسعار ترتفع قبل إقرار الزيادة ، والسر معلوم ، فحكومة رجال الأعمال هي التي تقر زيادة المرتبات ، وأعضاؤها هم المسيطرون وحاشيتهم من كبار رجال الحزب على استيراد السلع ، فيصدر قرار زيادة السلع قبل قرار زيادة المرتبات دعما لرجال الأعمال المظلومين الذين يسيطرون فقط على 90 % من ثروات مصر ، بينما الشعب المنكوب العالة على هذه الحكومة يحصل فضلا ومنة منها على 10 % وكثيرة عليه. أطرح هذه التساؤل هل عندنا حكومة؟!!! ، وأنا أرى زحاما رهيبا في المواصلات ، فالشعب بين وسائل النقل العام المتهالكة وغير المنتظمة المواعيد وبين استغلال سائقي السرفيس ، الذين يقسمون الطريق إلى عدة وصلات ويمارسون ابتزاز المواطنين يا الدفع يا الحبس أقصد يا الترك بالشارع فالوصلة التي تكلفتها الطبيعية نصف الجنية أو جنية صارت تكلف هذا الشعب المنكوب عدة جنيهات واللي مش عاجبه ينزل. أطرح هذا التساؤل هل عندنا حكومة؟!!! ، وأنا أرى انسلاخ الدولة من قضية التعليم ، وأصبحت المدارس مثل بقية المصالح الحكومية حضور وانصراف ليس للمدرسين والموظفين بل للطلبة وحبذا لو غاب الطلبة واستنفذوا مدة الغياب فهي فرصة لجمع الجنيهات عن طريق إعادة القيد للطلبة المفصولين ، وأتساءل : أين التعليم بالمدارس ؟! ، وهل أصبحت المدارس مكاناً لالتقاط الطلاب وتحويلهم على الدروس الخصوصية ؟!! ، لقد أصبح التعليم شكليات ، البحث عن الزي المدرسي ، البحث عن المصروفات المدرسية ، أنشطة لا تفيد الطالب علمياً ولا أخلاقيا ، عندنا مدرس يطلب من الأولاد كل شهر خمسة جنيهات نظير إعطائهم درجة النشاط ، لم يطلب منهم بحثاً ، ولم يرتبهم مجموعات عمل لأداء أحد الأنشطة المفيدة ، بل همه كيف يبتز الطلبة ، واللي معاهوش ميسألش عن درجة النشاط ، لقد كلفت الدروس الخصوصية المصريين مليارات الجنيهات والنتيجة ما نراه يوم تظهر نتيجة الثانوية العامة من بكاء وعويل ليس على مستقبل الأولاد فحسب ، بل على آلاف الجنيهات التي صُرِفَت على كل طالب ولم يجنى الأهالي إلا الحسرة. أطرح هذا التساؤل هل عندنا حكومة؟!!! ، وأنا أرى كل يوم تولد قناة تلفزيونية ، أبحث بينها عن قناة تبني الأخلاق ، وتنمي الثقافات ، فلا أجد إلا قنوات الإلهاء المتعمد لهذا الشعب ، والتي تسهم في استمراره في الغيبوبة حتى لا يفيق مطالباً بحقوقه ، بل وتُستغل هذه القنوات في ابتزاز الشعب عن طريق المسابقات التافهة ، والغريب مسابقات كرومبو التي جعلت الشعب المصري بين خيارين إما لص أو مشكوك فيه ، هل هذه هي الرياده. أطرح هذا التساؤل هل عندنا حكومة؟!!! ، وأنا أرى حكومة رجال الأعمال وقد سنت أسنانها للانقضاض على مشروع العلاج على نفقة الدولة ، في الوقت الذي أسهمت وبهمة عالية في تدمير صحة هذا الشعب باستيراد الأسمدة المسرطنة ، وعدم توفيرها لكوب ماء نظيف ، وسماحها بري الزراعات بمياه المصارف ، واستيراد الأغذية الفاسدة . أطرح هذا التساؤل هل عندنا حكومة؟!!! وأنا أرى حكومة المصالح تتقاسم أراضي مصر ، ومصانع القطاع العام ، وكل ما يتصل بالمال العام ، فهذا يُمنح آلاف الأفدنة ، وهذا يحصل على جزيرة محمية طبيعية ، وهذا يشتري المصنع الفولاني بسعر زهيد فيشرد العمال ، ويقلل الأجور ، واللي مش عاجبه يستقيل. قد يقول قائل : لقد أظلمت الدنيا بأعيننا .. فما الحل؟ وأقول : أول الحل أن نعود إلى الله فنصلح أحوالنا معه سبحانه " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ...... " الأعراف 96، ثانيا: أن تكون عندنا إرادة لتغيير هذا الواقع الأليم لا بالصياح والعويل ولكن بالطرق المشروعة في التغيير ومنها : الصوت الانتخابي ، فلا أعطيه لمن كانوا سببا فيما وصلنا إليه ، وثالث الحلول : أن نعرف حقوقنا ، ونعرف أن هذه الحكومة أجيرة عندنا ، فإن عملت وأصلحت .. استمرت وأخذت أجرها ، وأسوق هنا كلمات رائعة للإمام الشهيد حسن البنا موضحا صفات الحكومة الرشيدة ومحددا واجبنا في إيجادها : " مهمتنا إصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق ، وبذلك تؤدي مهمتها كخادم للأمة وأجير عندها وعامل على مصلحتها: • ومن صفاتها : الشعور بالتبعة .. والشفقة على الرعية .. والعدالة بين الناس .. والعفة عن المال العام والاقتصاد فيه. • ومن واجباتها : صيانة الأمن .. وإنفاذ القانون .. ونشر التعليم .. وإعداد القوة .. وحفظ الصحة .. ورعاية المنافع العامة .. وتنمية الثروة .. وتقوية الأخلاق .. ونشر الدعوة. • ومن حقها متى أدت واجبها : الولاء .. والطاعة .. والمساعدة بالنفس والأموال. • فإن قصرت : فالنصح والإرشاد .. ثم الخلع والإبعاد ". فمتى نرى حكومة بمثل هذا المواصفات ، المطلوب هو أن نتغير نحن إلى الأفضل مع الله ، ومع الأهل ، ومع الناس ، ونغير الحكومة حتى نرى حكومة مهمتها إسعاد الناس لا إتعاسهم ، دورها قيادتنا إلى ريادة العالم لا أن نكون في ذيل الأمم؟!!!. السيد مجاهد [email protected]