يجب أن نعترف وبصراحة أن الحكومة تشعر بأنها لا تقدم أي جديد بالنسبة للمواطن، لأن ما فعلته الحكومة الحالية ليس له تأثير ايجابي علي المواطنين بل التأثير السلبي هو الواضح والظاهر والمعلن هناك قضايا يحتاج تناولها درجة عالية من الذكاء وكماً هائلاً من التحليل والبصيرة.. من تلك القضايا الشائكة والمربكة.. قضية الدعم بين النقدي والعيني... وهنا نقول.. إن مناقشة قضية الدعم لا يجب أن تحدث بشكل عشوائي ومرتجل وغير محدد. ولكي تتم المناقشة لابد أن نحدد في البداية عدداً من الأمور والأسئلة التي تحتاج لإجابة. منها مثلا.. من هي الفئة المستهدف مخاطبتها؟ وما هو رد الفعل المتوقع من تلك الفئة في حالة عدم الفهم والإدراك؟ وكيف نجعل فئة معينة تقتنع وتؤمن وتؤيد فكرة رفع الدعم أو بقائه؟؟ برنامج إعلامي للدعم وحقائقه: في مناقشة قضية هامة وخطيرة مثل قضية الدعم. من الضروري والحتمي أن يسبقها برنامج اعلامي منظم ومحدد ومستهدف يخاطب الجماهير العريضة وذلك لإحداث درجة من الوعي والتفاعل والمشاركة من الجماهير للفكرة سواء القبول أو الرفض. وفي نفس الوقت تقوم الأجهزة المختصة بقياس درجة الرأي العام الايجابي او السلبي.. ولنناقش الأمر بهدوء ووضوح وصراحة.. ما الذي يجعل الحكومة الآن تناقش قضية الدعم وكيفية وصوله إلي مستحقيه؟؟ هنا يجب أن نعترف وبصراحة أن الحكومة تشعر بأنها لا تقدم أي جديد بالنسبة للمواطن، لأن ما فعلته الحكومة الحالية ليس له تأثير ايجابي علي المواطنين بل التأثير السلبي هو الواضح والظاهر والمعلن.. فإذا جاءت الحكومة وناقشت قضية الدعم بين الإبقاء والرفع فهذا يعني أن الحكومة دخلت إلي حالة من الدوار وحالة من الفشل الذريع، ووجدت نفسها في موقف مربك ومحير وتريد أن تخرج من مأزقها. وبدل أن تجتهد لإيجاد الحلول الواقعية المؤثرة. فكرت في فكرة الدعم وهي علي أية حال مقبلة علي قنبلة موقوتة.. الحكومة النظيفة والقنبلة الموبوءة: تري لماذا نقول إن الحكومة مقبلة علي قنبلة !! لكي نجيب علينا أن نقف علي عدد من النقاط منها : يشعر المواطن المصري أن الحكومة الحالية حكومة للأغنياء والاباطرة، وانها وجدت لكي تبيع مصر بأبخس الاثمان.. بل إن هناك من يعتقد ان تلك الحكومة متآمرة علي الشعب بل وتري أن الشعب هو العدو اللدود لها.. تلك المشاعر المعادية للحكومة لابد من وضعها في الاعتبار قبل الدخول لمسألة الدعم بين الإبقاء والإزالة.. يلاحظ أن فكرة النقد العيني مطبقة في مصر منذ عام 1945. وهذا يعني ان هناك حالة من الاستقرار والتعود والمعايشة مع هذا النظام. وفي حالة النظر لتحويل الفكرة من النقدي الي العيني نجد درجة من الانزعاج والاضطراب. والسبب ببساطة ذلك القول المألوف والشائع (اللي بنعرفه أحسن من اللي منعرفوش).. اي أننا نجد الرفض للفكرة وخاصة من الفئة المطحونة والعامة في داخل المجتمع.. النظر إلي الدعم أمر حتمي : إن الأرقام المعلنة من الحكومة توضح كم يدفع في هذا الدعم. ومدي ما تتكلفه الميزانية العامة: فكما تقول لنا الموازنات إن اجمالي الدعم يتجاوز 90 مليار جنيه. في حين إن السعر الحقيقي أو السوقي لاجمالي الخدمات والسلع المدعومة يبلغ ما بين 300/400 مليار جنيه. وتلك الأرقام مذهلة ومرعبة وتدعو إلي التأمل والتفكير. يترتب علي السابق السؤال الهام.. هل مع هذا الكم الهائل للدعم يشعر المواطن بكل هذا الدعم؟ وهل يصل إليه الدعم المفروض أن يصله؟ أو هل الدعم ساهم في الارتفاع بمستوي الفئات المطحونة في المجتمع وهي تمثل مساحة عريضة من المجتمع المصري؟ إن الإجابة ببساطة ورغم أننا لسنا متخصصين في الاقتصاد تكون أن أغلب الدعم لا يصل كما يجب لمن يستحقه.. أي أن هناك اضطراباً أو خللاً في هذا الدعم يؤدي لانحراف الهدف. ورغم كل شيء.. نقر ونعترف: في ظل حالة التغيرات التي تشهدها مصر بل والعالم بأجمعه فانه من الأفضل إثارة موضوع الدعم وتوفير دراسة حقيقية وجادة وواقعية بحيث تتمكن الأجهزة المعنية من مخاطية الرأي العام وإحداث درجة عالية من الوعي والفهم الصحيح عن تلك القضية هنا تتمكن الدولة من الاقدام علي فكرة الدعم النقدي وهي تستند إلي السند الجماهيري.. بهذا الأمر تتمكن الدولة من الخوض في موضوع الدعم العيني أو النقدي.. نستطيع أن نقر ونعترف أنه آن الأوان للنظر في قضية الدعم بشكل جدي علي شرط أن يذهب الدعم لبسطاء الشعب لا لأثرياء الشعب. أن تكون هناك نية صادقة وفاعلة ومؤثرة للاهتمام بالقاعدة العريضة للشعب والمطحونين بعد أن فقدت الثقة تماما بين الشعب والسلطة الحاكمة وتلك مصيبة كبري علي الدولة أن تعيها.. إننا نقر ونعترف أن قضية الدعم آن الأوان لفتحها ومناقشتها وينبغي لكل الطوائف والشرائح أن تبدي رأيها وموقفها.