طول عمرنا ونحن نقول أن أغبى دولة .. هى دولة إسرائيل الغاصبة .. فقد بدأ هذا الكيان بتخطيط تم له من غيره ... إلا أنه حينما خطط لنفسه .. زرع بدايات نهايته .. وهاهى إسرائيل تؤكد كلامنا فتقتل أعضاء قافلة الحرية بغبائها ويتم إستشهاد ما يقرب من عشرين شهيداً .. يحملون معظمهم الجنسية التركية .. فأما عن غباء التوقيت فقد اختارت توقيتاً يسبق المناورات العسكرية المشتركة بين إسرائيل وبين تركيا بأيام معدوده . ومن حيث الغباء فى طريقة صدور القرار فذلك لأنه كان من المجلس العسكرى المصغر وبالإشتراك مع رئيس الوزراء ورئيس دولة إسرائيل وعناصر أخرى أى أنه قرار رسمى مائة فى المائة وعلى رأى الإعلان إياه " ما عدش حداهم حجة " ومن حيث الأهداف الغبية التى كانت تريد إسرائيل تحقيقها فهى تعزيز الهيبة الدولية لإسرائيل وإظهار قوتها فى حماية قراراتها والإصرار على حصار غزة .. يعنى العملية فى النهاية غباء فى غباء فى غباء وأظن أنه يساوى غباء أس 3 بلغة الجبر .. أو غباء تكعيب حسب الأحوال ذلك أن العدو الإسرائيلى قد منح الحكومة التركية الحاكمة الفرصة كاملة لتحجيم حجم العلاقة مع الكيان الصهيونى .. تلك العلاقة التى ورثتها الحكومة التركية الحالية رغم أنفها من الكيان العلمانى السابق .. وبحماية من الجيش .. ولأن رئيس الوزراء التركى كان يتعامل مع إسرائيل وهو يعصر فى فمه لمونه .. من كثرة القرف .. فقد قدمت له إسرائيل خدمة العمر بإرتكاب هذه الجريمة وأصبح الشارع التركى هو الذى يطالب بالإنتقام من إسرائيل .. وسكت الجيش التركى وأنصار العلاقة عن الدفاع عن إسرائيل وكأنهم واكلين " سد الحنك " .. ولأن " أردوغان " رجل ذكى .. فإنه سوف يجعل الجيش هو الذى يصدر قرارات المواجهه مع إسرائيل . أما الشارع التركى فقد ظهرت فيه ولأول مرة فى تاريخه كلمة " العدو الصهيونى " .. وبذلك نستطيع أن نضيف إلى دول الرفض العلنى والرسمى لإسرائيل ... دولة تركيا العظيمة .. أما الفائدة الثانية فقد أصبح خطاب إيران فى مواجهة إسرائيل خطاباً مقبولاً دولياً . رغم شدته فإيران هى الدولة الوحيدة التى وصفت إسرائيل بالكيان الصهيونى الغبى وهى الدولة الوحيدة التى بشرت بهلاك إسرائيل خلال سنوات معدودة .. أما الآن وبعد جريمة إسرائيل على المدنيين فى المياه الدولية .. فلن يكون هناك أى خطاب يحظى بالإحترام إلا خطاب إيران وما يتشابه معه من ألفاظ ومن الفوائد أيضاً أن أبناء الصهاينة والإسرائيليين أصبحوا مهددين فى العالم كله ذلك أن أنصار الرد الإنتقامى أصبح لرأيهم وجاهه .. ومنحتهم إسرائيل .. المبرر والغطاء القانونى للإنتقام من أى تجمع صهيونى فى العالم ذلك بأن إسرائيل بجريمتها قد عززت روح الإنتقام لدى الشعوب ولو كان الضحايا من المدنيين .. فمن المتوقع أن يسمع العالم عن رد فعل إنتقامى فى القريب العاجل والذى ربما يكون فى تركيا نفسها .. ومن الفوائد أيضاً تعزيز الوضع الدولى لحماس مع ضعف شديد وهزال وإنكسار فى جانب محمود عباس .. والذى مازال يطمع فى أن تمنحه إسرائيل ما لم تمنحه لأحد من قبل .. وفى الوقت الذى أرادت إسرائيل تعزيز الحصار بجريمتها .. سيكون هذا الوقت بالذات هو نهاية حصار غزة .. فلم يعد بإمكان النظام المصرى الكلام عن مبررات للجدار العازل أو لغلق المعابر و لا حتى النظام الأردنى .. كما أن الدول العربية بدأت فى التفلت من مبادرة الإستسلام العربية وكان أولها الكويت وسيتبعها العديد من الدول وسيلمع دور سوريا وقطر والكويت وبمساندة كل من تركيا وإيران وإنضمام منظمات المقاومة مثل الجهاد والحركة الشعبية وحماس وحزب الله معهم وسيكون الحديث عن إسرائيل بالتعبيرات الناعمة حديثاً مرفوضاً.. وأصبح النظام العربى المتعاون مع إسرائيل على رأى الست دى أمى " عرقه .. مرقه " أى أنه يتساقط عرقه .. من الخجل .. مثل " الشوربة " ونحن على ثقة من أن مصر ستستمر فى فتح المعابر لمدة طويلة .. وعلى ذلك فإن القافلة " الحرية تو " قادمة فى الطريق وستكون جنازة الشهداء بداية تحرك شعبى كبير داخل الشارع التركى والعربى وسنبدأ جميعاً فى إعداد النعى التاريخى لدولة إسرائيل .. وموعدنا كما قال أحمدى نجاد خلال عشر سنوات إن شاء الله .. وبمناسبة الغباء الإسرائيلى والذى هو يعيش مع البخل والجبن والنذاله فى وقت واحد .. فيروى أن كوهين عاد إلى بيته دون أن يجرى عملية غسيل المعدة لصغيره الذى إبتلع دولاراً معدنياً إستقر فى معدته فأصبح يؤلمه ألماً شديداً .. فلما سألته راشيل زوجته عن سبب عدم إجراء غسيل المعدة للطفل الصغير .. أجابها فى نذاله " لقيت العملية حتكلفنى عشرين دولار .. فقلت فى نفسى أنا مش حمار علشان أدفع عشرين دولار علشان أرجع دولار واحد " وعجبى