تصاعدت الدعوات الدولية الداعية لرفع الحصار الجائر الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ مايقرب من 4 سنوات , وكان أبرزها من تركيا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وهو ما رحبت به حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في حين أمر الرئيس المصري حسني مبارك بفتح معبر رفح البري مع غزة لأجل غير مسمى. جاء ذلك غداة العدوان الدامي الذي شنته إسرائيل فجر الاثنين الماضي على أسطول "الحرية" في المياه الدولية والذي كان متوجها إلى قطاع غزة مما أدى إلى مقتل 19 ناشطاً وإصابة عشرات آخرين. وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برفع هذا الحصار "غير الإنساني" على الفور وذلك في خطاب ألقاه أمام برلمان بلاده ووجه فيه انتقادات حادة للغارة الإسرائيلية على سفن الإغاثة. من جانبها, طالبت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها باحترام القانون الدولي وبإنهاء الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، واصفة الوضع بالشرق الأوسط بأنه يمر بمرحلة دقيقة. ودعت كل من روسيا والاتحاد الأوروبي إلى فتح فوري للمعابر من وإلى قطاع غزة أمام المساعدات والسلع والمواطنين. وفي بيان على هامش القمة ال25 بين الجانبين، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, ومسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، بإجراء تحقيق محايد وشامل بشأن الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية التي كانت محملة بالمساعدات إلى غزة. أما الأممالمتحدة فدعت إسرائيل إلى إنهاء حصارها "غير المقبول" لغزة والذي يؤدي "لنتائج عكسية". وجاء ذلك على لسان الأرجنتيني أوسكار فيرنانديز تارانكو مساعد الأمين العام للشؤون السياسية الذي قال إن الهجوم على أسطول المساعدات الإنسانية قبالة ساحل غزة لم يكن ليحدث لولا وجود حصار. وجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأكيده على ضرورة رفع الحصار وذلك في تصريحات أثناء زيارة يقوم بها لأوغندا، مؤكدا أنه "لو كانت الحكومة الإسرائيلية استجابت للنداءات الدولية ولدعوتي الملحة والقوية والمتواصلة إلى رفع الحصار عن غزة لما حدث هذا". كما أكد متحدث رسمي بريطاني أن رئيس الوزراء ديفد كاميرون دعا نظيره الإسرائيلي إلى رفع الحصار، وطالبه بالرد بطريقة بناءة على الانتقادات الدولية المشروعة للممارسات الإسرائيلية، مجددا في الوقت نفسه التأكيد على التزام بريطانيا القوي بأمن إسرائيل. وبالتوازي، وصف نك كليغ -نائب رئيس الوزراء البريطاني- ما يجري في غزة بأنه كارثة إنسانية وقال "إذا كنا في حاجة لأي تأكيد على أن الحصار المفروض على غزة غير مبرر وغير مقبول، فقد ذكرنا الهجوم على قوارب المساعدة بذلك وبضرورة رفع هذا الحصار". وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طالبت بإنهاء الحصار المفروض من جانب إسرائيل على قطاع غزة وقالت في مقابلة تلفزيونية مساء الاثنين إنها أجرت اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، طالبته فيه برفع الحصار "لأنه أمر غير سليم انطلاقا من الدواعي الإنسانية". وفي المقابلة نفسها، طالبت ميركل حركة "حماسط بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، في إطار السعي للتصالح. وامتدت دعوات إنهاء الحصار إلى المكسيك التي أكدت ضرورة القيام بذلك "كي يتسنى للمساعدات الإنسانية أن تصل للسكان الذين يثير وضعهم مخاوف المجتمع الدولي". وعلى الصعيد العربي، قال بيان للديوان الملكي الأردني: " إن الملك عبد الله الثاني شدد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية وفاعلة لرفع الحصار غير القانوني وغير الإنساني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة في خرق واضح لقرارات الشرعية الدولية". وقد رحبت حماس بهذه الدعوات، وقالت في بيان صدر عنها أمس الثلاثاء: "إننا في حركة حماس نرحب ببيان قمة روسيا الاتحاد الأوروبي، وببيان وزارة الخارجية الصينية المندِّد بالعدوان على أسطول الحرية، والداعي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة". وأضافت حماس إنها "تشيد بهذه المواقف الإيجابية والمتقدمة، وتدعو هذه الدول بما تملكه من وزن في المجتمع الدولي للمبادرة باتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لرفع الحصار المستمر على أهلنا في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، كما ندعو كافة دول العالم أن تتخذ مواقف مماثلة". وفي الوقت نفسه, قد أعلنت مصر عن فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لأجل غير مسمى، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط: "إن الرئيس مبارك أمر بفتحه لإدخال المعونات الإنسانية والطبية اللازمة للقطاع وكذلك استقبال الحالات الإنسانية والجرحى والمرضى".