بالتأكيد هناك شعور بالحزن والأسى يسيطر على كل المصريين نتيجة سقوط قتلى وجرحى من بين أنصار الرئيس المعزول حتى ولو لجأوا إلى العنف وخالفوا القانون ونشروا الفوضى فى كل مكان. لقد صبرالشعب المصرى عليهم كثيرًا طوال الشهور الماضية وكان ينبغى الالتزام بضبط النفس والتعامل معهم بتسامح على أمل أن يعودوا إلى صوابهم ويفضوا اعتصامهم ويتوقفوا عن إشاعة الفوضى فى ربوع مصر. صحيح أن الشعب ضاق بتصرفاتهم، وصحيح أن العناد والكبرياء الزائف والغطرسة قد سيطرت عليهم ومن المؤكد أن شياطين الإخوان "الكبار" قد غيبوا عقولهم وحرضوهم على العنف والفوضى ودفعوا هؤلاء الشباب المتحمس والغاضب إلى التهلكة.. لكن كل هذا لا يبرر إزهاق أرواح وإراقة دماء نحن نعلم جيدًا أن أصحابها مغرر بهم من قبل من يطلق عليهم قيادات الإخوان. لابد أن تتحلى أجهزة الأمن بضبط النفس فى التعامل مع أنصار الرئيس المعزول والمرفوض شعبيًا خاصة بعد المشهد التاريخى الذى سجله المصريون فى ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية وفى كل ميادين مصر يوم الجمعة الماضى ولا ينبغى أبدًا إلقاء الغبار على هذا المشهد الحضارى للشعب المصرى. قيادات جماعة الإخوان المسلمين يعرفون أنهم جميعًا فى مأزق كبير ويواجهون اتهامات خطيرة ويعرفون أن السجون فى انتظارهم بعد أن بلاهم الله بنفوس مريضة حرضتهم على ممارسة العنف ودفعتهم إلى خسارة كل خلق الله وممارسة عنف سياسى وبدنى مع كل قوى وأطياف الشعب المصرى ولم يعد لهم مخرج من هذا المأزق الخطير سوى ارتداء ثياب الضحية من جديد لكى يتعاطف معهم العالم الخارجى وتتحسن صورتهم الكريهة فى عيون المصريين. لذلك ينبغى أن نفوت عليهم هذه الفرصة خاصة بعد أن ثبت أن الدماء عندهم ليس لها قيمة فكل روح تزهق فى سبيل عودة محمد مرسى إلى قصر الرئاسة ليواصل فشله هى فى سبيل الله، والإطاحة برئيس فاشل فى نظر مرشد الجماعة أكثر جرمًا عند الله من هدم الكعبة.. وقد اعتلى منصة رابعة العدوية فجر السبت أحد كوادرهم وبعد أن تناقلت وسائل الإعلام أخبارًا وصورًا مؤسفة ومحزنة عن سقوط ضحايا ليطالب المعتصمين بالثبات حتى الشهادة وقال لهم "لا ينبغى أن نعود إلى بيوتنا إلا سعداء أو شهداء.. سعداء بعودة الرئيس مرسى أو شهداء فى سبيل الله.. لقد عاهدنا الله عندما خرجنا ألا نعود إلا سعداء أو شهداء". بالله عليكم: هل هذا إنسان لديه ذرة من عقل أو ضمير؟ هل يمكن أن يتخيل عاقل الآن عودة مرسى الذى خرج عليه الشعب المصرى ليحكم الشعب المصرى من جديد؟ وهل لو وافق الجيش على عودة رئيس فاشل ستوافق عشرات الملايين التى خرجت تحتفل برحيل مرسى وتعبر عن سعادتها الغامرة برحيل الرئيس الفاشل؟ هذه القيادات الإخوانية الشريرة التى تقدم الأرواح البريئة وقودًا لخلاف سياسى ودفاعًا عن رئيس شهد العالم كله بفشله فى إدارة الدولة وعدم قدرته على تحقيق العدالة بين المصريين لا ينبغى أبدًا أن نعطيها الفرصة لكى ترتدى ثياب الضحية من جديد. قيادات جماعة الإخوان جناة ومحرضون على القتل وبعضهم تلاحقه جرائم منكرة يجب أن يلقوا العقاب الرادع عليها.. لكن الاستعجال والتهور فى التعامل معهم يوفر لهم ستارًا جديدًا من التعاطف داخليًا وخارجيًا وهذا ما ينبغى أن نحرص على تعريتهم منه. ***** المشهد الوطنى الذى عاشه معظم المصريين فى ميدان التحرير وفى ميادين وشوراع مصر يوم الجمعة الماضى كان حضاريًا رائعًا ألف الله فيه بين قلوب المصريين التى تلاقت على كراهية الإخوان الذين كشفوا منذ قيام ثورة يناير عن انتهازية غير مسبوقة وعنف سياسى وعنصرية ممقوته ضد كل من يخالفهم الرأى والفكر.. هذا المشهد لا ينبغى أن نلقى عليه الغبار بل ينبغى أن يظل حضاريًا مجسدًا لإرادة الشعب المصرى الرافض لكل صور العنف والقهر والاضطهاد والإقصاء. كان يوم الجمعة الماضى (26 يوليو ) عيدًا جديدًا للمصريين خرجوا فيه بالملايين إلى الشوارع والميادين فى مسيرات سلمية حضارية وسجلوا مشهدًا تاريخيًا جديدًا أذهل العالم كله وأكد عظمة الشعب المصرى وقدرته على مواجهة كل التحديات، ورفضه وإدانته لكل صور العنف والإرهاب التى تتبناها وتمارسها وتهدد بالمزيد منها جماعة الرئيس المعزول. لذلك من الخطأ أن نتعجل فض اعتصامات مؤيدى المعزول بقوة القانون، فقد غيبنا القانون عن حياتنا شهورًا طويلة ولن نضار كثيرًا من تغييبه فى التعامل معهم أسابيع أخرى على أمل أن يتعقلوا ويدركوا أنهم أصبحوا ملفوظين من الغالبية العظمى للشعب المصرى. فى ميدان التحرير وكل ميادين الثورة هتف المصريون الشرفاء الخائفون على وطنهم باسم مصر وحملوا أعلامها وأعلنوا عن تضامنهم مع مواقف الجيش المصرى الوطنى، الذى قال قائده إنه لا يأتمر إلا بأوامر الشعب، وأنه لن يرضخ للإرهابيين الذى يعيثون فى مصر فسادًا، ويخططون لتحويلها إلى مسرح كبير لحرب أهلية تحرق الأخضر واليابس على أرضها الطيبة. وهذا الإنجاز الوطنى الكبير ينبغى الحفاظ عليه بكل الوسائل، والشعب المصرى الذى فوض جيشه وجهاز الشرطة فى التعامل مع الإرهابيين والقتلة ينتظر تطهير سيناء من القتلة والمجرمين الذين قتلوا حراس الوطن فى سيناء.. هذه هى الإنجاز الكبير الذى ننتظره من أجهزة الأمن المصرية جيش وشرطة. الشعب المصرى الذى صب جام غضبه على الإرهابيين والمجرمين الذين لا يقدرون نعمة الأمن ولا يدركون قيمة النفس البشرية التى كرمها خالقها عز وجل، يطالبون أجهزة الأمن المصرية أن تضرب بيد من حديد على رؤوس الإرهابيين والمجرمين الذى يقتلون ويحرقون ويخربون فى سيناء، أما قيادات الإخوان والجماعات الإسلامية الذين يتوعدون المصريين كل يوم من فوق رابعة العدوية بالمزيد من القتل وسفك الدماء تحت ستار الشرعية المزيفة التى يتغنى بها أنصار المعزول فالقانون وحده كفيل بردعهم. على كل أجهزة الدولة – أمنية وسياسية – أن تتحلى بالحكمة وضبط النفس فى التعامل مع بلاء الإخوان ونحن على ثقة بأن الله سيحمى مصر وشعبها من نفوس قياداتهم المريضة التى فقدت توازنها النفسى وسيطرت عليهم حالة من الهلع نتيجة انهيار مشروعهم الاستيطانى فى مصر والعالم العربى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.