لا أحد يستطيع أن يجزم بأن هناك حكومة ما في هذا العالم استطاعت أن تصل إلى حد الكمال في صياغة وتطبيق القوانين وتحقيق الإنجازات التي ترضي شعبها، فتحقيق هذا الأمر يخضع لاعتبارات عديدة ويختلف من بلد لآخر، غير أن ما يميز بين الحكومات هو أن منها من هو جاد في الوصول إلى أفضل السبل لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات التي تحقق رضى الشعب، ومنها من هو يكتب أفضل القوانين ويرفع ألطف الشعارات ولكن في واقع الأمر كل ما يكتبه ويقول به ليس سوى كلام ودعاية استهلاكية ترفع عند الحاجة وتستخدم لتظليل الرأي العام. غير أن المتتبع لما هو جار في مملكة البحرين يلاحظ بوضوح تام أنه ومنذ أكثر من عشرة سنوات مضت وهذه المملكة تسير تدريجيًا نحو تحقيق إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة، التشريعية والتنفيذية، سواء ما يتعلق منها بالحقوق المدنية أو ما يتعلق بالإنجازات الخدمية، الاقتصادية و العمرانية، أو على الصعيد الإعلامي والانفتاح السياسي المتمثل بتأسيس الجمعيات السياسية ومنح تراخيص العمل للجمعيات الإنسانية والمنظمات الحقوقية، بالإضافة إلى الجمعيات الاجتماعية والثقافية. ورغم أن كل ما تم إنجازه لحد الآن لم يبلغ حد تحقيق كامل طموح الشعب البحريني، (ولا كامل طموح القيادة البحرينية حسب ما أعربت عنه هي ذاتها مرات عديدة)، غير أن ما تم إنجازه لا يعد شيئًا قليلًا إذا ما قِيس بحجم التحديات التي واجهتها البحرين، لاسيما في السنوات الثلاثة الماضية والتي لعبت فيها الجماعات الغوغائية دورًا بارزًا في تعطيل حركة التنمية في الجانب الاقتصادي والأمني تحديدًا. فكما هو معلوم أن عوامل التطور الاقتصادي والأمني في أي بلد من بلدان العالم، مرتبطان ببعضهم البعض، فلا تنمية وتطور اقتصادي بدون استقرار أمني، ولا استقرار أمني من دون تنمية وتطور اقتصادي، أما العنصر الثالث في هذه المعادلة فهو تطبيق القوانين والتشريعات الراعية للحقوق المدنية والإنسانية لمختلف فئات الشعب، وهذا ما كانت البحرين قد شهدت تطبيق أجزاء كثيرة وجوانب كبيرة منه خلال العقد الماضي، وإذا أردنا أن نقيس ما أنجزته البحرين بما أنجزته بعض الدول الإقليمية في هذا المجال، سوف يجد المتتبع أن البحرين قد سجلت قدم السبق والريادة في هذا المجالات، غير أن هناك أطرافًا وجماعات داخلية وخارجية لم يرق لها هذا التقدم والتطور الحاصل على صعيد التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البحرين، حيث إن أي تقدم في أي مجال من هذه المجالات سوف يسحب البساط من تحت أقدام هذه الجماعات المرتبطة بأطراف خارجية، ويفشل مخططاتها التآمرية التي تسعى لها من خلال القيام بالأعمال الغوغائية تارة، و بالأعمال الإرهابية تارة أخرى. ولكن رغم ما شهدت البحرين، وما خطط للقيام به من مؤامرات داخلية وخارجية ضدها، فقد استطاعت بفضل الله ثم تماسك شعبها، من تجاوز المراحل الصعبة التي مرت بها، وبإمكان أي مراقب أو قارئ سياسي من الجزم بأن البحرين سوف تكون قادرة على اجتياز التهديدات الموجهة لها في المرحلة القادمة وسوف تخرج منها أقوى مما كانت عليه، وسوف تكون أكثر تقدمًا على الأصعدة كافة إن شاء الله. وهذا ليس تنبؤًا أو ضربًا من الخيال، بل إنه ناتج قراءة متأنية للواقع والمعطيات الداخلية والإقليمية والدولية التي تؤكد أن البحرين صمام أمان منطقة الخليج العربي ولهذا لا تستطيع الدول الغربية، ومنها الأوربية تحديدًا، ولا دول المنطقة العربية، السماح بالعبث بأمن وسلامة واستقلال مملكة البحرين، وقبل ذلك كله إن الشعب البحريني الذي عاش قرونًا طويلة موحدًا وآمنًا ومستقرًا، سوف لن يسمح بالعبث بمصير مملكته الوديعة. وبعد هذا لا يجد القارئ من كلمة يقولها في هذه المرحلة التي يصعد فيها الغوغائيون من أعمالهم التخريبية سوى كلمة واحدة، "إن للبحرين رب يحميها يا أبرهة".