قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، إن الرئيس أوباما اتخذ أول رد عقابى على طلب وزير الدفاع المصري، الفريق عبد الفتاح السيسي، تفويض شعبى لمواجهة "الإرهاب" بإصدار أوامر بوقف تسليم شحنة الطائرات الإف- 16 للسلاح الجوى المصري. وهى الخطوة التى وصفتها الصحيفة بأنها "ضربة كبيرة لكبرياء الجيش المصري". وقال مسئولون بإدارة أوباما إن القرار يهدف لإرسال إشارة للحكومة المدعومة عسكرياً فى مصر إن هناك استياءً أمريكيًا من الفوضى السياسية فى البلاد بسبب استمرار العنف، واحتجاز الرئيس المعزول محمد مرسى وقادة جماعته، وإقصاء جماعة الإخوان المسلمين من المرحلة الانتقالية. وأشار مسئول أمريكى رفيع أن وزير الدفاع، تشاك هيغل، أخطر نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، بقرار وقف تسليم الطائرات، دون أن يذكر متى قد يعيد البنتاجون جدولة عملية التسليم. وقال المتحدث باسم البنتاغون، جورج ليتل، إنه "نظراً للوضع الحالى فى مصر، فإننا لا نعتقد أنه من المناسب المضى قدماً الآن فى تسليم طائرات الإف- 16"، ولكنه لم يشر إلى أى إجراءات محددة من قبل الجيش المصري. بدوره، نفى البيت الأبيض أن يكون للقرار أى تبعات فيما يتعلق بالمعونة الأمريكية لمصر والبالغ قيمتها 1,5 مليار دولار التى لم يتم اتخاذ أى قرار بوقفها حتى الآن. وتتجنب الإدارة الأمريكية بصرامة الإشارة إلى الإطاحة بمرسى باعتباره "انقلاب عسكري" مما قد يجبرها قانونياً على تعليق المعونة. وكانت الإدارة الأمريكية قد أكدت مضيها قدماً فى تسليم شحنة الطائرات للجيش المصرى فى أعقاب الإطاحة بمرسي، غير أن المسئولين الأمريكيين أعربوا عن انزعاجهم الشديد من تطورات الأحداث فى مصر. وبحسب الصحيفة، فإن قرار وقف تسليم الطائرات هو تعبير عن القلق الأمريكى أو كما يصفه مسئول بالبنتاجون "ضربة داخلية للجيش". ونقلت الصحيفة عن مسئول بالبيت الأبيض لم تسمه قوله "لقد كنا واضحين للغاية مع الجيش: نحن نتفهم صعوبة الموقف ولكننا نريد العودة للمسار الصحيح"، محذراً من أن محاولة "كسر رقبة الإخوان" لن تعود بالنفع على مصر أو المنطقة. ويقول مسئولون بالبنتاغون أن القرار تم دراسته بعناية ليحمل إشارة على الاستياء الأمريكى دون أن يمزق العلاقات بين البلدين أو يضع الأمن المصرى فى خطر، فالطائرات المقاتلة ليس لها أى دور فى الاضطرابات الداخلية بالبلاد كما أن مصر لا تواجه أى تهديد خارجى وشيك يتطلب إضافة أربع مقاتلات حربية لقوتها الأمنية. لذلك فإن الضربة الأكبر تم توجيهها لكبرياء الجيش المصرى. وبحسب وصف مسئول آخر بالبنتاغون فإن القرار بمثابة تحذير للجيش المصرى بأن الولاياتالمتحدة بإمكانها الرد بقوة إذا تطلب الأمر، مشيراً إلى أنه إذا حدث تقدم فى المرحلة الانتقالية بمصر، فإنه يمكن تحديد موعد آخر لتسليم الطائرات المقاتلة. وعلى الرغم من وقف تسليم شحنة الطائرات الحربية فإن التعاون العسكرى بين الجيشين المصرى والأمريكى لا يزال مستمراً، بما فى ذلك التدريبات العسكرية السنوية المشتركة التى تعرف بمناورات "النجم الساطع". وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن الولاياتالمتحدة لا تزال "ملتزمة بالعلاقات الدفاعية الأمريكية – المصرية، التى لا تزال تشكل الأساس لشراكتنا الإستراتيجية واسعة النطاق مع مصر، والتى تعد بمثابة دعامة للاستقرار الإقليمي".